استغاث المعتقلون بسجن شبين الكوم، من الإهانات والتعذيب، والتي وصلت لإجبارهم علي الركوع والسجود للضباط.
يقول المعتقلون في رسالة الاستغاثة::” الوطن أصبح سجن كبيرا بلا عنوان معروف لزنزانته ولا إسم رسمي لسجنه ولا تهمة واضحة لمساجينه والذي أصبح نُقاد إليه فجرآ معصوبي العينين محاطين بمجهولين يقودونا إلى جهة مجهولة ، شرف ليس في متناول كبار المجرمين.. هل يتوقع يومآ شاب بحماسته وعنفوانه وأحلامه أنه سيأتي يوم عصيب كهذا ؟ يجرد فيه من ثيابه وحتى ساعته واشيائه ويزج في زنزانة فردية باسم الثورة بعد أن ينال حظه الوافر من حفلات التعذيب والصعق بالكهرباء ؟ وكأننا عدنا إلى أيام الاختفاء القسري وتحقيقات أمن الدولة ولاظوغلي ! الأوضاع داخل السجون سيئة للغاية وداخل سجن شبين الكوم أسوأ بكثير.. نعيش وكأننا أموات منسيين من الكتاب.”
واضافوا:”يستيقظ الواحد منا كل صباح على أصوات الضرب والصراخ والسباب والشتائم يقوم بها الضابط (محمد الحوام) وزبانيته للمعتقلين بعد أن يطلب منهم أن يسجدوا ويركعوا له تعظيمآ وتبجيلآ ، وإذا كان قرارك الرفض أصبح مصيرك التعذيب وإدخالك مع الجنائيين (العنبوكة) ، تلك الغرفة التي لا يوجد بها حمام ويقوموا بإخراجك كل صباح حتى تقضي حاجتك أمام أعين المخبرين، وكان آخر الضحايا الشاب محمود حيدر الذي رفض خلع حذائه عند دخوله للضابط محمد الحوام وامتنع عن السجود والركوع ، لا يعلم أحد منا عنه شيئآ حتى الآن .. كان هذا منذ عشرة أيام”..نقضي داخل الزنزانة ٢٣ ساعة يوميآ ليس لنا إلا ساعة واحدة للتهوية تخرج في مكان لا يسع لان يسير فيه إثنان متجاوران بعد أن تستيقظ لتجد نفسك تفترش الأرض بلا غطاء يحميك من برد الشتاء ولا شيء يقيك السقيع.. ممنوع أنت من كل شيء حتى سبل المعيشة البسيطة وإذا حاولت التحدث والمطالبة بالحد الأدنى من حقوقك يقال لك (أنت مسجون) وكأن مصيرك التعذيب والتنكيل.”
وتتابع الرسالة :”أما عن الزيارة في سجن في سجن شبين فلعل أهلنا أبلغ في وصفها ووصف ما يحدث فيها وما يلاقون من تعنت وسباب وشتائم، أتذكر ذلك اليوم الذي قال فيه (الحوام) – الضابط محمد الحوام – أن أهلكم بمجرد دخولهم السجن يصبحون ملكي فهم مساجين أفعل بهم ما أشاء وما يحلو لي ! ..ممنوع أنت في الزيارة من كل شيء وحتى من أدنى حقوقك ،، ممنوع من مصافحتهم (قاصدآ ذوي المعتقلين)، ممنوع من أن تحمل صغيرك ، ممنوع من أن تقبل يد آبيك وأمك ،، ممنوع من كل شيء لأنك تزور من خلف سلك.. على كل زائر إثنان من المخبرين وكأنهم هم من يزوروك لا أهلك !.. “لا تملك إلا أن تدفن أوجاعك وآلامك بداخلك أثناء الزيارة حتى لا تُشعرهم بالحزن والأسى عليك.. تحاول أن تقنعهم دائمآ أنك بخير حال، عشر دقائق هو وقت الزيارة عليك أن تفعل فيها كل شيء من اطمئنان وسلام باللسان وطمأنتهم عليك وتكذيبك لما يقال في الإعلام من تعرضك للتعذيب حتى لا تُقلقهم عليك ، ثم تُسحب من أمامهم حين ينتهي الوقت وكأنك تُسحب إلى مقصلة الإعدام.”
وتكمل الرسالة سطورها:”أما عن أحوال الطلبة فحدث ولا حرج بداية من قدومهم للإمتحان مرورآ بما يتعرضون له أثناء دخولهم من ضرب وتنكيل وسباب ومصادرة ملابسهم ومتعلقاتهم الشخصية حتى كتبهم الدراسية ولا يتم إرسالها إلا قبل امتحان المادة بيوم. ثم مرور على العنبوكة وإنزالهم العرض أمام الحوام – محمد الحوام – ليكون مصيرهم كمصير حيدر – الشاب مصطفى حيدر المختفي منذ عشرة أيام – إذا امتنعوا عن السجود والركوع ولعلكم لم تسمعوا عن (أحمد آمين الغزالي) الذي جاء من سجن العقرب لآداء امتحاناته وما أن رأى وضع السجن حتى قدم اعتذار وفضل العودة لسجن العقرب والهروب من أحوال سجن شبين الكوم. وكأنهم يعاقبون الطلبة على أشكالهم لدراستهم ودخولهم الامتحانات. “
واستطردوا:”نحن معرضون في أي وقت ليكون منا الضحية الثالثة، بعد كل هذا العذاب والحياة البائسة التي نعيش فيها قمنا بإضراب عن كل شيء (الطعام واستلام التعيين والتهوية) ، وقام البعض بإضراب عن الطعام وهم يدخلون حاليآ يومهم الرابع وقد سقط بعضهم في إغماءات وذهبوا بهم إلى المستشفى ورفضوا أن يوقعوا لهم محاضر بما حدث معهم وإعطائهم محاليل وأعادتهم ولازالوا مستمرين (في الإضراب).”
واختتمت الرسالة :”الوضع سيّء جدآ من أي سجن أخر، نعيش وكأننا معزولين عن العالم الخارجي ،، وكأننا منسيين من الكتاب ،، ومستثنون من الحياة.. الألم يحيط من كل جانب واليأس يلفنا وينهش بَعضُنَا.. لا تنسوا إخوانكم الأحرار داخل سجن شبين الكوم والسجون الأخرى ، ولأنكم مشغولون حتى عن أنفسكم سندعوا لكم ،، فهل تملكون دقيقة للدعاء لنا ؟! #أحرار_سجن_شبين_الكوم”
تقول والدة أحد المعتقلين لـ”رصد”: إن المسألة بدأت تشتد على المعتقلين بسجن شبين الكوم منذ ما يقارب الشهر ونصف عندما قام اثنان من المعتقلين بتقديم شكوى للعديد من الجهات الحقوقية أبرزها “هيومان رايتس ووتش” بسبب حصولهم على البراءة وأحقيتهم في إخلاء السبيل، إلا أن إدارة السجن تعنتت في الإجراءات حتى تم تلفيق قضايا جديدة للمعتقَلَين، وعلى إثر ذلك تم التحقيق مع محمد الحوام وضباط آخرين.