سادت حالة من الارتياح بين أهالي منطقة عابدين بعد إطلاق مجموعة من النشطاء دعوة لهدم الجدران العازلة المقامة بالشوارع المؤدية إلى وزارة الداخلية التي تم وضعها منذ أحداث شارع محمد محمود للفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن أثناء الاشتباكات التي دارت بينهما .
من جانبه، قال محمود السيد عامل توصيل بمطعم ماكدونالدز " منهم لله بيخلونا نلف 5 شوارع علشان نوصل للمكان اللى عاوزينه بسبب الحواجز الخرسانية " مرحباً بدعوة نشطاء لإزالة تلك الحواجز التي أغلقت أكثر من 5 شوارع رئيسية في وجه المارة والسيارات وأضاف أن الجدران العازلة في تلك الشوارع تشوه المنظر الحضاري الذي تتميز به تلك المنطقة من القاهرة، وطالب الدكتور محمد مرسي بإصدار قرار بنقل مقر وزارة الداخلية إلى إحدى المدن الجديدة بعيدا عن منطقة وسط العاصمة لتجنب أية مصادمات جديدة بين المتظاهرين وتحويل مقر الوزارة إلى فندق يخدم السياحة بالقاهرة .
من ناحية اخرى، أكد أحمد عبد المجيد -صاحب مغسلة ملابس- أن سكان المنطقة باتوا مستائين من وجود هذه الجدران العازلة التي تعيق حركتهم وخاصة كبار السن الذين يصعب عليهم السير لمسافات طويلة وقضاء مصالحهم وأن المحال التجارية تأثرت بتك الجدران فهي تفصل الشارع الواحد إلى جزأين، مما يعيق حركة السكان، وطالب بإزالة تلك الجدران في أسرع وقت بعد توقف المظاهرات والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة وإعادة تجديد واجهات العمارات المتضررة من الاشتباكات على نفقة الوزارة، وشدد على ضرورة نشر روح الهدوء والاستقرار في البلاد بعد انتخاب رئيسا للجمهورية وعدم الخروج في مظاهرات مرة أخرى والحفاظ على جميع مؤسسات الدولة بما فيها وزارة الداخلية التي تحمي الداخل .
وطالب سيد إبراهيم -حارس عقار بشارع يوسف الجندي- بضرورة وقوف رجال الأمن أنفسهم ومساندة هؤلاء الشباب والتكاتف معهم في إزالة تلك الجدران العازلة التي قطعت الطريق على المواطنين الراغبين في الوصول إلى معامل وزارة الصحة والمصالح الأخرى الموجودة في تلك المنطقة فضلا عن تشويه المنظر الذي تتميز به هذه المنطقة هذا بجانب تعطيل التلاميذ من الوصول إلى مدارس تلك المنطقة مؤكدا أن تلك المعاناة تؤثر في مصالح الناس وتعيقهم عن قضاء حوائجهم وأن هذا من شأنه توليد الكراهية والعداء بين الناس والوزارة، مما يؤدى إلى صدامات في المستقبل، داعيا إلى نقل وزارة الداخلية إلى مكان آخر خوفا من قيام تظاهرات واشتبكات مرة آخرى بين الشرطة والشباب .
بينما يرى هشام عبده -أمين شرطة بشارع عبد العزيز جاويش- أن بقاء وزارة الداخلية بمقرها الحالي ضرورة أمنية حتى تكون قريبة من المنشآت الحيوية مثل مجلس الشعب ومجلس الشورى ومجلس الوزراء ومقر الجامعة الأمريكية والمنشآت المهمة الأخرى، وأضاف أن الدعوة إلى إزالة الجدران العازلة جاءت في توقيت مناسب خاصة بعد استقرار الأمور في البلاد والانتهاء من الانتخابات وعودة الهدوء للشارع، وأكد أن إزالة الجدران العازلة سيخدم حركة المرور بعد الاضطرار إلى تحويل حركة المرور من الشوارع المغلقة إلى شوارع بديلة، مما أثر على الحركة بتلك الشوارع وأدى إلى ازدحام شديد، وشدد على أن تلك الدعوة كان من المفترض أن تطلقها الوزارة كنوع من التقرب من الشعب وتحسين صورتها أمامه .