تمر غدا الذكرى السادسة لثورة يناير التي قامت ضد انتهاكات الشرطة والداخلية وفساد نظام مبارك، والتي كان ميدان التحرير مركزا للتظاهرات والاحتجاجات خلال 18 يوما حتى صبح الميدان رمزا للحرية، حيث شهد عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية منها أحداث 1919 ومظاهرات 1935 ضد الاحتلال الإنجليزي وثورة الخبز في 18 و 19 من يناير عام 1977.
بعد تولي عبدالفتاح السيسي الحكم في 3 يوليو عقب انقلاب عسكري على أول رئيس مدني منتخب، أصبح الدخول إلى الميادين والتظاهر، دعوة للموت على يد قوات الأمن وتم إغلاق الميادين بشكل نهائي وتحولت إلى ثكنات عسكرية مع أي دعوات للتظاهر.
واستعاض رافضوا الأنظمة خلال 6 سنوات بعد الثورة بأساليب جديدة مبتكرة عن نزول الشارع، نرصد أبرز تلك الأساليب خلال التقرير التالي:
الكوميكس
عباره عن فن تصويري، يتكون من مجموعة صور تحكي أحداث متتابعة تُكوّن قصة، أو صورة كاريكاتورية يتم استخدامها بشكل كوميدي ساخر، للتعبير عن الرأي في موضوعات مجتمعية أو سياسية.
كان قبل الثورة يقتصر على الأطفال او المراهقين، و يتنوع ما بين القصص الخيالية والقصص الرومانسية وقصص الرعب والإثارة، ثم تغير هذا المفهوم بعد ثورة ٢٥ يناير، حيث كانت الإرهاصات الأولى لتغير مفهوم هذا الفن على يد فنان الكوميكس مجدي الشافعي الذي قام بعمل رواية مصورة (جرافيك نوفل) باللغة العربية للكبار وحملت عنوان “مترو”، وكانت تدور حول مهندس كمبيوتر شاب يشعر بالإحباط من المستقبل فيقرر أن يسرق بنكاً ليجد نفسه وسط مؤامرة فساد كبرى متورط فيها عدد من رموز الحزب الحاكم وفي الخلفية يرسم مجدي رؤية بصرية لشوارع وأنفاق “مترو” لقاهرة، وفور صدور هذه الرواية حققت نجاحا كبيرا وترجمت لعدد من اللغات الأوربية ولكنها تعرضت بعد كل هذا النجاح إلى المصادرة وفرض غرامة على الكاتب، بحسب “كوميكس جات”.
ثم انتقلت تلك الرسوم علي مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدتها تربة خصبة للتعبير عن رأيها في النظام السياسي القائم دون الخوف من عواقب نشرها، وأصبحت صفحات الكوميكسات من أبرز الصفحات وأكثرها انتشارا، ومن أبرز تلك الصفحات “Coup Sarcasm Society، وفاصل مش اعلاني”
ومن أول تلك الصفحات “أساحبي”، وهي شخصية مصورة كوميدية خيالية ساخرة، ظهرت لأول مرة في أبريل عام 2012 وحققت شهرة واسعة عن طريق المواقع الاجتماعية.
الجرافيتي
هي الرسومات أو الأحرف على الجدران التي اتخذت شكل المعارضة والاحتجاج السلمي، وأبدع فيه الشباب المصري في الشوارع وعلى جدران المؤسسات الحكومية والجامعات، واعتبره النظام نشاطا معارضا ويعاقب عليه القانون.
وقامت قوات الشرطة بمحو كل آثار الجرافيتي على مستويىالجمهورية وفي الجامعات، ما شجع الشباب على الرسم مجددا.
انتشرت البرامج الشبابية على موقع اليوتيوب، لترصد أبرز السقطات للنظام الحاكم، ولقيت رواجا كبيرا بين الشباب وأفردت بعض البرامج التليفزيونة لها مساحة في عرضها، ومن أبرز تلك البرامج :
– جوتيوب، وهو برنامج سياسي ساخر عبارة عن حلقات تذاع علي يوتيوب، يسخر من الأوضاع السياسية، وبدأ عرضه عام 2013، وحقق أكثر من نصف مليون مشاهدة في وقت قصير.
-عطوة كنانة :
صفحة كوميدية ساخرة تهدف للتوعية السياسية بطريقة كوميدية ابتكرها تامر جمال المعالج النفسي وأخصائي العلاج السلوكي والعلاج بالسيكودراما.
– صفحة egyptoon
هي شبكة قنوات كارتون مصرية مستقلة ومعتمدة على يوتيوب تتناول القضايا الاجتماعية والسياسية والأحداث الجارية بمصر والوطن العربي بشكل فكاهي ساخر في أعمال رسوم متحركة قصيرة تُنشر أسبوعيا منذ 2013.
– ألش خانة:
عمد شاب الي عرض سلبيات النظام، عبر فيديوهات علي شبكة الانترنت، واعتمد في تقديم عرضه علي المعلومات التاريخية.
فيديوهات ساخرة
انتشرت الفيديوهات الساخرة لشباب لا ينتمون لأي تيار، وبإمكانات بسيطة استطاعوا التأثير في الشارع المصري، ومن أبرز تلك الفيديوهات تلك التي نشرتها فرقة أطفال شوارع، فمن خلال كاميرا هاتف محمول، استطاعت فرقة “أطفال الشوارع” جذب متابعة مئات الآلاف من المصريين لفيديوهاتهم الساخرة، قبل أن يعتقلوا بتهمة التحريض ضد الدولة إثر بثهم فيديو بعنوان “السيسي رئيسي.. جابنا ورا”.
وتم الإفراج عنهم مؤخرا، عقب الضجة التي صاحبت خبر اعتقالهم واجتمع المثقفون والسياسيون واصدروا بيانا تضامنيا مع شباب الفرقة، جاء فيه: “يستمر تصاعد المناخ المعادي لحرية الإبداع والتعبير في مصر عبر الملاحقة والقبض المتكرر على المبدعين والكتاب والتنويريين، حتى وصل إلى درجة “مناهضة الضحك” بالقبض على فرقة “أطفال شوارع” الساخرة يوم الإثنين 9 مايو، ووجهت إليهم تهم تندرج تحت بنود قانون الإرهاب، في محاولة تستهدف “منع الضحك”، وما يتبعها من حرية الإبداع والتعبير الفني – بشكل خاص- والتعبير عن الرأي بشكل عام في مصر، وكأنها رسالة من النظام بتكميم الأفواه، الذي يصل إلى حد منع السخرية”.
وانتشرت العديد من الأساليب المبتكرة الأخرى عبر بها المعارضون عن رفضهم للنظم السياسية، منها الأغاني والمهرجانات الشعبية، وتعددت الأساليب الفردية خلال السنوات الماضية، أبرزها توزيع “واقي ذكري” علي قوات الشرطة في ميدان التحرير وهي الحادثة التي أثارت الجدل حينها.