تحتفل شبكة رصد اليوم بانطلاقتها السابعة، التي تزامنت انطلاقتها الأولى مع الشرارة الأولى لثورة 25 يناير 2011، وفي هذا الحوار، يكشف لنا مدير المحتوى بالشبكة، كيف استمرت خلال تلك السنوات في تقديم رسالتها:
1- بعد ست سنوات من إطلاق شبكة “رصد”.. ما الفرق بين رصد 2011 ورصد الآن؟
ما يميز رصد 2017 عند رصد 2011 هو أننا اليوم أكثر فهمًا للأمور، التجربة المستمرة خلال 6 سنوات أثقلت فريق العمل وطورت من مهاراته الإدارية والصحفية بشكل كبير، نحن الآن أكثر خبرة وأكثر معرفة بما نريد أن نقدمه للجمهور.
2- كيف أثرت العملية الأمنية في أداء الشبكة؟
التحديات الأمنية التي واجهتنا منذ 2010 وحتى اليوم كان لها تأثير على أدائنا لكننا لم نقف يوما عاجزين عن التغطية، رصد فكرة قائمة على المواطن الصحفي، الأخبار من الناس وإلى الناس، وبالرغم من إغلاق مكاتبنا وقتل واعتقال صحفيينا إلا أننا ما زلنا مستمرون في أداء دورنا ورسالتنا
3- ما هي آليات العمل التي تدار بها المؤسسة؟
كما ذكرت فإن رصد تعتمد آلية المواطن الصحفي في تلقى أخبارها، لذا فلدينا أكبر شبكة من المراسلين الصحفيين المتطوعين، بالتوازي مع شبكة مراسلينا المنتشرين في مصر، وآلية العمل الخاصة بتحرير الأخبار تبدأ من أخبار الجمهور والمراسلين، فريق التحرير يستقبل هذه الأخبار ويقوم بمعالجتها صحفيا ثم نشرها على الموقع الالكتروني أو منصات التواصل الإجتماعي وقفاً للجمهور المستهدف
4- بماذا تراهن “رصد” الآن لتحقيق المنافسة في ظل التوسع الهائل بمواقع التواصل الاجتماعي؟
نحن نعمل على مواكبة التطور السريع في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التواجد على جميع المنصات، ونركز بشكل أساسي الآن على طبيعة المحتوى الذي نقدمه، والجمهور المستهدف، فلدينا جمهور كبير ومتنوع يصل لأكثر من 14 مليون متابع على جميع منصاتنا، لذا نسعى لتلبية احتياجات هذا الجمهور في معرفة ما يحدث حوله عن طريق تغطيتنا للأخبار من زوايا أكثر عمقًا وتخصصًا بهدف الوصول إلى شرائح جديدة.
5- ما الجديد الذي ستقدمه “رصد” خلال 2017؟
“رصد” تتوجه في 2017 إلى تطوير منصاتها الرقمية أكثر لتواكب التحديثات الجديدة التي تتم بشكل مستمر ولنكون على تواصل دائم وفعال مع متابعينا، فلدينا خطة واسعة للتغطية من خلال البث المباشر لأهم الأحداث في مصر والعالم العربي وكذلك أهم الأحداث العالمية التي تهم متابعينا، ولدينا خطط للتوسع أكثر في إنتاج محتوى الفيديو الذي حققنا فيه خلال العام الماضي فقط أكثر من نصف مليار مشاهدة.
خلال الأشهر القليلة القادمة سيكون موقعنا الإلكتروني بشكله الجديد من حيث المحتوى الذي نسعى أن نقدم من خلاله محتوى أكثر ملائمة لاهتمامات المتابعين بناء على تحليلاتنا لبيانات الجمهور، وقريبا سنطلق موقعا خاص بالتحليلات والتحقيقات الاستقصائية سيكتب فيه عدد من رموز الصحافة الاستقصائية المصرية والعربية.
6- هناك تغطيات لـ”رصد” من قلب الحدث.. كيف تنفذون ذلك في ظل التهديد الأمني؟
الحفاظ على مراسلينا وسلامتهم يمثل أولوية هامة لدينا، لذا نراعي اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، بالطبع لا أستطيع الحديث عن وسائل حماية مراسلين لخطورة هذا الموضوع أمنيًا، لكن أؤكد أن الحفاظ على مراسلينا أمر هام جدا بالنسبة لنا.
7- الشبكة نشرت تسريبات مثلت فضيحة للنظام المصري.. هل اكتفت “رصد” بها؟
تغطيتنا للتسريبات جاءت في إطار رسالتنا الصحفية، فمن حق الناس معرفة ما يحدث في بلدهم وهذا دورنا كوسيلة إعلامية، نحن لم نفعل شيئا غريبا أو محظورا، كل ما قمنا به هو الدور الصحفي الذي يمليه علينا واجبنا المهني والأخلاقي.
وإذا تكررت الفرصة لصحفيينا في الحصول على أي معلومات لن نتردد في نشرها احتراما لجمهورنا ولحقه في المعرفة.
8- كيف استطاعت “رصد” مواجهة الحصار الأمني واستمرت في العمل؟
رصد في الأساس بدأت في وضع أمني غير مستقر، فترة عملنا في تغطية انتخابات مجلس الشعب 2010 كانت هناك قبضة أمنية قوية بطبيعة الحال ليست مثل الآن لكنها كانت فترة صعبة، عملنا الأساسي مرتبط بتوافر كاميرا وجهاز كمبيوتر وإنترنت، فأينما توافرت هذه الإمكانات نستطيع العمل، واعتمادنا على المواطن الصحفي سهل لنا الكثير جدا حيث الناس هم المصدر، هم من يرصدون ويدونون ويرسلون لنا الأحداث، المواطن الصحفي هو مصدر فخر لنا، هؤلاء الناس هو من صنعوا هذا النجاح الكبير.
9- كيف ترى تصنيف البعض “رصد” أنها تابعة للإخوان؟
مع مرور الأحداث والتغيرات السياسية في مصر كان خطنا التحريري واضح في انحيازنا للثورة المصرية وشبابها ورموزها التي خرجنا من رحمها كشباب طامح لتغيير بلده إلى وضع أفضل، لكن هناك عدة مشاكل واجهتنا كان أهمها وأكثرها تأثيرًا هو “التصنيف” فنحن طبقاً لعبد الفتاح السيسي، شبكة إخبارية معارضة لنظام الحكم.
في رأيي أن التصنيف للمؤسسات الإعلامية في حد ذاته ليس مشكلة، فأنت لن يمكنك الوقوف على الحياد إطلاقًا في وضع سياسي معقد كمصر. لكن المهم هو الالتزام بالمهنية والموضوعية في تغطية الأحداث وأن تظل محافظًا على حق الناس في معرفة المعلومة مساهمًا في كشف التزييف ورفع درجة الوعي لديهم، فعلى سبيل المثال صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أعلنت دعمها لهيلاري كلينتون في سباق الرئاسة الأمريكية.
تجربة “رصد” هي تجربة ثرية لأصحابها ولمتابعيها وبقدر الاستفادة من النجاحات كانت الاستفادة من الأخطاء والإخفاقات أكثر وأعظم تأثيراً والتي نأمل أن تكون دافع نجاح لنا في تجارب أخرى نبدأها قريبا
10- الأهداف التي تتجه “رصد” لتحقيقها مجددا ما هي؟
نهدف حاليا لإعادة بناء التواصل بشكل أكثر فعالية مع جمهورنا، من خلال إطلاق عدة منصات مختلفة للوصول إلى شرائح جديدة من الجمهور، ونعمل على تقوية شبكة مراسلينا في مصر وخارجها، ومواكبة التطوير الكبير الذي يحصل يوميًا في منصات التواصل الرقمية
11- بعد 3 سنوات من اعتقال عدد من أعضاء مجلس الإدارة وضمهم مؤخرا لقوائم الإرهاب.. ما هي خطواتكم لمواجهة ذلك؟
اعتقال زملائنا سامحي مصطفى وعبدالله الفخراني وخالد سحلوب وغيرهم لن يثنينا عن أداء رسالتنا الإعلامية.
في الدول المحترمة؛ الصحفيون مكانهم ليس السجن ومن المفترض أن يكون هؤلاء الصحفيون بيننا الآن في الخارج.
سنواصل أداء رسالتهم الإعلامية وتعريف الناس بهم وبدورهم وما قدموه من تضحيات وأنهم ليسوا مجرمين أو إرهابيين هؤلاء صحفيون كانوا يمارسون عملهم الصحفي واعتقلتهم السطلات المصرية ومازالت مستمرة في التنكيل ومنعهم من أبسط حقوقهم الإنسانية