تأتي ذكرى الخامس والعشرين من يناير هذا العام بالانطلاقة السابعة لشبكة رصد الإخبارية تهدف من خلالها لتقدم تغطية أشمل وأعمق إقليميًا ولتستمر بكونها المنبر الأول لصحافة المواطن منه تنبع وعنده المصب. ولكن في خضم تسارع الأحداث قد تنسى البدايات ويغيب التاريخ؛ لذا في هذا المقال أستعرض معكم شريط ذكريات الشبكة.
بدأت شبكة رصد تغطياتها في 2010 بتغطية انتخابات مجلس الشعب آن ذاك وكشف عمليات التزوير التي تمت في وضح النهار ولم يجروء أحد على تغطيتها وسط التهديدات التي كانت تحيط بكل ما يمت للصحافة والكاميرا بصلة.
وبعد ما أثبته صحفيو رصد من اجتهاد وتفان في تغطية الانتخابات؛ تم إعلان تدشين شبكة رصد الإخبارية مع بداية حراك ثورة الخامس والعشرين من يناير، وقدمت رصد التغطيات لكافة أحداثها بداية من الخبر الأبرز “الشهيد الأول يسقط في السويس” وحتى اليوم بتغطية ما يتعرض له ثوارها من تنكيل داخل وخارج السجن.
وفي ظل تغطيتها للحراك الثوري وما قوبل به من عنف وما تعرض له الثوار من انتهاكات؛ كانت رصد الشبكة الإخبارية الأقوى في تغطية كافة الاستفتاءات والانتخابات على مستوى الجمهورية من خلال شبكة مراسلين لم يغمض لها جفن سواء في عهود الحرية النسبية للصحافة أو أبشع عهود القمع بعد انقلاب 3 يوليو 2013. حيث قامت رصد بتقديم تغطية شاملة بالصور، الفيديو، الإحصائيات والتحليلات لثلاث استفاءات شعبية، وخمس جولات انتخابية، اثنتان رئاسيتان وثلاث برلمانية.
لم تتوقف رصد عند الاحتجاجات الشعبية بل كانت حاضرة في حراك كافة الفئات العمالية والنقابية والطلابية، حيث كانت حاضرة وسط إضرابات المصانع ومظاهرات المزارعين وقفات النقابيين ومظاهرات رفع الحراسة والانتخابات النقابية على اختلافها، والاجراءات الثورية بالجمعيات العمومية. كما قدمت التغطية الأكبر والأبرز للحراك الطلابي في عهدي الحرية والقمع على حد سواء. فقدمت التغطية لانتخابات الاتحادات الطلابية على مستوى مصر، وأفردت مساحاتها من أجل الحراك الطلابي الرافض للظلم والقتل والاعتقالات التي تلت الثالث من يوليو.
ولعل أبرز المحطات التي مرت رصد بها كانت تغطية اعتصام رابعة وتسريبات السيسي واحتجاجات ما بعد الثالث من يوليو ليس فقط في القاهرة ولكن على مستوى الجمهورية. كانت رصد حاضرة بين الجميع، من يؤمن بها ومن يعاديها ومضى مراسلوها وصحفيوها حاملين أرواحهم على أكفهم لتقديم الصورة الكاملة للمواطن من كل شبر على أرض مصر.
انتهت تلك المرحلة بفقدان رصد الزميل الغالي مصعب الشامي شهيدًا بمجزرة رابعة، واعتقال عدد من صحفييها. وبدأت حينها مرحلة جديدة من التنكيل بكل ما يخص رصد حيث تم إغلاق حساباتها البنكية والتحفظ على رؤوس أموالها، مصادرة معداتها وإغلاق مقرها واستهداف صحفييها. دفع أكثر من 40 صحفي ثمن عملهم برصد عمرًا في السجون؛ مازال حوالي 15 منهم رهن الاعتقال أبرزهم عضوا مجلس إدارة الشبكة سامحي مصطفى وعبدالله الفخراني.
أما على صعيد القضايا الإقليمية فكان أبرز حضور لرصد هو التغطية الحية لحروب غزة في 2012 و2014 وتغطية أحداث محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا في 2016.
على عهد الثورة، تستمر رصد في سعيها نحو الريادة كالمنبر الأقوى لصحافة المواطن في كل مكان، الصوت الأقوى للحريات والبيت الذي يسع كل صحفي مجتهد ومتميز. خلال سنوات ست من العمل الدؤوب ومحطات الرخاء والخطرة؛ طورت رصد من نفسها وواكبت الآليات الصحفية والتكنولوجية وستستمر رصد على دربها لتكون الشبكة الصحفية الإلكترونية الأولى والأقوى على الصعيد المحلي والإقليمي.