عزا عبد الفتاح السيسي خلال كلمته التي ألقاها في عيد الشرطة والتي توافق 25 يناير، ارتفاع نسب الطلاق في مصر، إلى عوامل الغضب، وسهولة وقوعه باللفظ، ودعا إلى عدم الاعتبار بالطلاق الشفهي وإعتماد الطلاق فقط عند تسجيله رسميا.
وعلى الرغم من أن الغضب يعتبر سببا من أسباب الطلاق، إلا أنه يعتبر ناتجا عن أسباب أخرى حقيقية لانتشار الطلاق في المجتمعات لم يذكرها السيسي، ولكن قدمتها دراسات موثقة على مر السنوات.
كيف فند المتخصصون أسباب الطلاق:
1- سوء الاختيار
اعتبر المختصين ان أول خطأ يقع به المقبلين على الزواج هو سوء اختيار شريك الحياة، سواء كان بسبب تعنت الاهل في إجبار الابنة على القبول، أو الموافقة المتسرعة من الطرفين.
وأرجعت الإحصاءات أن هذا السبب هو الرئيسي في “الطلاق السريع” والذي يتم بعد الزواج مباشرة، حيث يصطدم كل طرف بعادات وطباع وتربية الاخر.
2- الثقافة الأسرية
يجهل كثيرًا من المتزوجين تداعيات الطلاق وهدم الأسرة التي يراعاها، على جميع أطرافها، خاصة من لديهم أطفال، ومع انعدام دور المجتمع والدولة في إبراز الدور الثقافي في وعي المتزوجين بأضرار الطلاق، وقلة البرامج التوعوية والإرشادية الخاصة بأمور الزواج، يتفاقم الوضع ويسهل اتخاذ القرار.
3- الأوضاع الاقتصادية
هي العامل الأبرز في وقوع الطلاق، ومحور الأحداث خلال فترات المشاكل التي تقع قبل اتخاذ القرار، حيث تتسبب في عدم قدرة الزوج على تحمل مسؤوليات الزواج والأسرة، خاصة مع تدني المرتبات وارتفاع الاسعار المبالغ فيه، وهناك توقعات بزيادة اعداد الطلاق والتي أعلنت الامم المتحدة في أخر إحصائية لها أنها بمعدل 20 حالة طلاق كل ساعة.
4- أسباب صحية
يلجأ بعض الأزواج إلى الانفصال، بعد ظهور مشاكل صحية لأحد الطرفين، وقد تكون الأسباب تتعلق بتكوين الأسرة، مثل صعوبة أو عدم القدرة على الإنجاب للطرفين، أو أسباب أخرى يرفض أحدهما العيش مع معاناتها.
5- الإهمال
اعتبرت الإحصائيات أن إهمال أحد الأزواج للآخر، أحد أسباب الرئيسية في الانفصال، وخاصة مع انتشار مواقع التواصل الجتماعي، الذي أثر على متابعة كليهما لشئون الأسرة.
6- العنف الأسري
سوء المعاملة والاعتداء البدني والسلوكي بين الزوجين هوي المطرقة التي يهدم بها الزوج بناءه، حيث يترك أثارًا نفسية على الوجة يصعب معها استكمال الحياة سويًا.
7- الدراما التركية
كشفت دراسة مجتمعية أن سبباً جديداً من أسباب الطلاق انتشر مؤخرًا وهو المسلسلات التركية ومثيلاتها، والتي تظهر الصورة الوردية للمتزوجين، ما يؤدي إلى سخط الأزواج على شركائهم.
8- الاختلاف الثقافي والتعليمي
قد يصعب التعامل بين الأطراف المختلفة ثقافيا وتعليميًا سواء في المستوى الثقافي أو الاهتمامات بشكل عام، ويترتب عليه غياب الحوار وتباعد المفاهيم ومن ثم فتور العلاقة والتي بدورها تؤدي إلى الرغبة في الإنفصال.
9- الخيانة الزوجية
خيانة المتوزجين لبعضهم احد الاسباب الهامة في الإنفصال، وترجع لأسباب كثيرة منه الديني والتربوي، وهي تمثل شرخا عميقًا يصعب معها مجددًا بقاء الزواج، بعد انعدام الثقة.
10- الزواج بأخرى
على الرغم من الشريعة الإسلامية اتاحت للرجل الزواج بـأربع زوجات، إلا أن كثيرًا من النساء ترفض الأمر، وتسعى لطلب الطلاق في حال حدوث ذلك.
الدين شماعة النظام
ويعتمد السيسي في مواجهة ازماته ، على إلقاء اللوم على التشريعات والجانب الديني، فخلال حديثه عن الطلاق وجه كلمة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قائلًا “تعبتني يا فضيلة الإمام”، في إشارة إلى ضرورة الاستجابة إلى طلبه سريعًا.
وفي رد فعل سريع أعلنت اللجنة الدينية بالبرلمان استجابتها للدعوة التى أطلقها عبد الفتاح السيسي، لإصدار قانون ينظم الطلاق الشفوى خلال أيام.
وهي ليست المرة الاولى التي يلقي فيها عبد الفتاح السيسي أزماته على الجانب الديني ، تحدث في عدد من المناسبات عن انتشار التطرف وأرجعها إلى الخطاب الديني، كان ىخرها خلال كلمته في المولد النبوي الشريف، وقبلها في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ.
كما أشار في حديثه سابقًا مع جريدة وول ستريت جورنال، عن المفهوم الخاطئ الذي يتبعه المسلمون في فهم دينهم، وإنعكاسه على الاحداث في مصر.