شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خبير دولى لـ”رصد”: أداء الإخوان أعطى الجيش الفرصة للوصول للسلطة

خبير دولى لـ”رصد”: أداء الإخوان أعطى الجيش الفرصة للوصول للسلطة
أكد الباحث الدولي والمحلل السياسي كورت ديبوف، مدير معهد التحرير في أوروبا ، والخبير في الشئون السياسية الأوروبية والشرق أوسطية، أن الوضع في مصر درامي للغاية ، الاقتصاد متدهور ،والعملة آخذة في الانخفاض.

– القمع في مصر الآن أسوأ من أيام مبارك

– تمسك الجيش بالسلطة يؤدي لتدمير البلد

– أتوقع انتفاضات عربية جديدة تطال السعودية

– الوضع في مصر درامي للغاية

– أساليب القمع والفشل الاقتصادي وراء الثورات العربية

– على الجيش أن يتفهم الأوضاع حتى لاتتحول مصر إلى سوريا

 

أكد الباحث الدولي والمحلل السياسي كورت ديبوف، مدير معهد التحرير في أوروبا ، والخبير في الشئون السياسية الأوروبية والشرق أوسطية، أن الوضع في مصر درامي للغاية ، الاقتصاد متدهور  ،والعملة آخذة في الانخفاض.. الحياة أصبحت مكلفة جدا لدرجة أن الكثير لم يعد بمقدورهم حتى تحمل شراء المواد الغذائية الأساسية.. القمع أسوأ مما كان عليه أيام  حكم مبارك ،ويحصل الجيش على أي شيء يمكن الحصول عليه. 

ويرى في حواره مع شبكة “رصد” أن إحلال شخص آخر محل السيسي هو أفضل سيناريو إلى حد بعيد، متوقعا حدوث 3 سيناريوهات في حال عدم إجراءات انتخابات حرة، منها حدوث انقلاب من داخل الجيش.

نص الحوار

– ما السيناريوهات المتوقعة بالنسبة لمصر وكيف يمكن أن تنتقل إلى الديمقراطية ؟

الوضع في مصر درامي للغاية ، الاقتصاد متدهور  ،والعملة آخذة في الانخفاض.. الحياة أصبحت مكلفة جدا لدرجة أن الكثير لم يعد بمقدورهم حتى تحمل شراء المواد الغذائية الأساسية.. القمع أسوأ مما كان عليه أيام  حكم مبارك ،ويحصل الجيش على أي شيء يمكن الحصول عليه . الفرق بين الديكتاتورية والديمقراطية هو أنه في ظل الديمقراطية سيكون هناك إبداع  وريادة الأعمال ، وهو ما يجعل يجعل الاقتصاد والمجتمع أقوى ،ودون ذلك، يذهب كل شيء هباء.. يؤلمني أن أرى سير الأمور بشكل سيء في مصر.. في رأيي، هناك 3 سيناريوهات: الأول هو انقلاب عسكري آخر ضد سيسي. أما السيناريو الثاني فهو الإطاحة بالسيسي عن طريق الانتخابات المقبلة وتولي شخص آخر مقاليد الأمور ،وهذا سيكون أفضل سيناريو كخطوة في اتجاه الديمقراطية ،ومع ذلك، أعتقد أن السيناريو الثالث هو الأكثر احتمالا وهو انتفاضة جديدة . أشعر بعدم الارتياح مع هذا السيناريو الثالث لأنني أخشى أنها سيكون سيناريو دام جداً .

– كيف يمكن تجنب مقاومة الدولة العميقة لأي تغيير جيد؟  وما  مستقبل الجيش في بلد ديمقراطي ؟

الديمقراطية والحكم العسكري هي مثل الماء والنار ،لا يسيران جنبا إلى جنب .. في ظل الديمقراطية يقع الجيش تحت الحكم المدني  ،ولا توجد ديمقراطية حقيقية تعمل بشكل يخالف هذا النمط  .. تمثل الخطأ الذي ارتكب خلال الثورة في مصر، بشكل أساسي  في عدم الصبر، التحولات الديمقراطية تستغرق وقتاُ ولا بد من تقديم تنازلات.. في شيلي، بقي أوغستو بينوشيه لمدة 8 سنوات على رأس الجيش بعد الاطاحة به كرئيس ..كلما ازدادت رغبتك في القطيعة والنزاع ،كلما ازدادت فرص الفشل ،لكن ذلك يتطلب قيادة .

– يرى البعض ضرورة الاصطفاف بين الإسلاميين والعلمانيين والمدنيين.. كيف ذلك؟

في أي نظام ديمقراطي ، يجب أن يشارك جميع المؤمنين بالديمقراطية .. في تونس والمغرب أثبت الإسلاميون أنه بإمكانهم أن يكونوا ديمقراطيين  ،وفي بلدان أخرى لم يبرهنوا على ذلك .. في ليبيا ،دمر الاسلاميون البلاد لأنهم خسروا الانتخابات (مرتين) ، لا يمكنك بناء مستقبل مع الإسلاميين إذا رفضوا خسارة الانتخابات.. في مصر ألحق الإخوان المسلمون  الكثير من الضرر بالثورة ومسار البلاد نحو الديمقراطية ، فقد خسروا ثقة الغالبية العظمى من المصريين .. في التاريخ الأوروبي كان ذلك بمثابة نفس الأمر مع الشيوعيين، وأصبحوا لا يمكن الوثوق بهم كديمقراطيين ، وعندما غيروا من أنفسهم إلى ديمقراطيين حقيقيين ،تم استيعابهم في النظام الديمقراطي .. الأمر متروك للإسلاميين لاستعادة تلك الثقة ولإثبات أنهم ديمقراطيون حقيقيون وعلى استعداد لخسارة الانتخابات.

– البعض يتحدث عن انتخابات 2018 كفرصة لتنحي السيسي..  هل يمكن إجراء انتخابات حرة؟

في الواقع. كما قلت، إحلال شخص آخر محل السيسي هو أفضل سيناريو إلى حد بعيد.. ومع ذلك، فإنه في حال إذا لم تكن الانتخابات حرة ، فإننا  سنذهب إلى السيناريو الثالث – انتفاضة جديدة – في القريب العاجل .. أتمنى فقط  أن يتفهم الجيش المصري أنهم في حال عدم تخليهم  عن السلطة ، فإن ذلك  قد يؤدي إلى التدمير الكامل لمصر،ومازال لديهم إمكانية لتجنب ذلك .. آمل أن يكونلديهم النضج الكافي لذلك ،وفي حال إذا لم يتفهموا ذلك ، فإن مصر قد ينتهي بها المطاف إلى السيناريو الليبي أو حتى السوري .

 هل الأسباب الاقتصادية الدافع الرئيس للانتفاضات العربية ؟

أسباب الثورة العربية – كما أفضل أن أسميها – هي بالتأكيد ليست اقتصادية بحتة، تحدث الثورات لأن إدارة الدولة تسير بشكل خاطئ.. كانت الثورات الإنجليزية والفرنسية الأمريكية والروسية ضد الديكتاتوريات الظالمة والفاسدة  ،وهذا هو بالضبط نفس الشيء في العالم العربي .. من المهم أيضا التركيبة السكانية، فعندما ينمو السكان بسرعة، والغالبية العظمى من الشباب لا يرون مستقبلا، يصبح التغيير هو الوسيلة الوحيدة لعودة آمالهم ، وهذا هو السبب في قيام الشباب بالثورات دائماً .. في العالم العربي ،وحشية الشرطة كان بالتأكيد سبباً آخر لاشتعال الثورات ،إذا الأسباب هي مزيج من السياسات الفاشلة والظلم والتركيبة السكانية .

– كيف ينظر المفكرون الغربيون إلى الثورات العربية وما تعليقهم على ما آلت اليه الأوضاع الآن ؟

في أوروبا نظر الناس بآمال كبيرة  إلى الثورات العربية ، فبعد 60 عاما من الديكتاتورية وعدم التغيير كان هناك علامات على حدوث تقدم في نهاية المطاف ،أما الآن ينظر إليها على أنها فشلت فشلا ذريعا  بينما نرى الحروب الأهلية في سوريا وليبيا واليمن والديكتاتوريات الجديدة في مصر والبحرين، في حين ينهار العراق  ،وعلى رأس ذلك  ، هناك تنظيم الدولة بهمجيته .. فقط  في تونس يبدو أن الأمر يسير على  ما يرام . المشكلة مع هذا الفشل هو أن معظم المفكرين الأوروبيين يتساءلون الآن عما إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق الديمقراطية في العالم العربي،شخصياً ،أنا مقتنع أن العالم العربي يمكن أن يكون وسوف يكون ديمقراطياً ،لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت.

– لماذا فشلت كل هذه الثورات في تحقيق أهدافها ماعدا  تونس؟

هناك عدة أسباب لفشل هذه الثورات حتى الآن .. السبب الأول هو أن الإخوان المسلمين حاولوا الاستفادة من الانتفاضات للوصول  إلى السلطة ،وأساءوا استخدام الثورة للدفع بأجندتهم الخاصة من خلالها ، لدرجة أنهم في ليبيا رفضوا الاعتراف بفوز الليبراليين ،وهذا هو السبب في الحرب الأهلية الحالية في ليبيا.. في مصر كان أداء محمد مرسي مريعاً ، وهو ما أعطى للجيش في كلا البلدين فرصة للعودة إلى السلطة. والسبب الثاني هو حقيقة أن الثوار لم ينظمموا أنفسهم بشكل جيد .. في سوريا لو نظم الثوار أنفسهم جيداً  ،فإن الأسد كان من المفترض أن يكون خارج السلطة الآن  .. في مصر، كان هذا التنظيم الجيد سيحول دون فوز مرسي ، ولا بد من القول أنه في العديد من البلدان كان المعسكر الثوري لديه انعدام تام لاستراتيجية ما يجب القيام به بعد سقوط الدكتاتورية ، ومع وجود القيادة الجيدة والرؤية ،أعتقد أنه كان من الممكن تجنب الفشل .

– هل فشل الربيع العربي وما هي السيناريوهات المسقبلية ؟

أطلق على أحداث الربيع العربي ،الثورات العربية لأنني أعتقد أن ما نراه اليوم ليس نهاية المطاف .. استغرق الأمر في فرنسا 80 عاما و 12 دستورا  للانتقال من الثورة عام 1789 لأول ديمقراطية مستقرة في 1870 .. أنا لا أقول أن الأمر سيستغرق 80 عاما في العالم العربي، ولكن التفكير في أن كل المشاكل ستحل في 6 سنوات ساذج جداً.

الأسباب الأساسية لانطلاق الثورة العربية في عام 2011 – السياسة الفاشلة والفساد ووحشية الشرطة والتركيبة السكانية والاقتصاد الفاشل – لا تزال  موجودة ،وحتى في بعض الحالات ازدادت سوءاً، لهذا السبب أتوقع انتفاضات جديدة قادمة ، ويمكن أن تحدث هذه الانتفاضات في أي بلد من بلدان العالم العربي ،بما في ذلك الجزائر والمملكة العربية السعودية .

– لماذا لم يتكرر تاريخ الانتقال الديمقراطي  في أوروبا خلال التسعينات في الشرق الأوسط ؟ وما هي الظروف المختلفة؟

لم تكن موجة الديمقراطية في أوروبا في التسعينيات ثورة ،وكانت نتيجة لانهيار الاتحاد السوفيتي  ولم  تهدر نقطة دم واحدة ، كان من  المهم جداً فتح الاتحاد الأوروبي أبوابه فورا لهذه البلدان .. غيرت عضوية هذه البلدان في الاتحاد الأوروبي كثيراً من أسس هذه البلدان ; إذ أنه لا يمكن أن تصبح الدولة عضوا دون تكيف جميع التشريعات مع المعايير الأوروبية ، وفي المقابل، قدم الاتحاد الأوروبي الكثير من الاستثمارات في هذه البلدان وهو ما أحدث فرقاً كبيراً .. العالم العربي ليست جزءا من النظام السوفيتي ،لذلك لم يكن لديه نفس التأثير في تلك المنطقة .

………………………………….

 * كورت ديبوف، مدير معهد التحرير في أوروبا ، خبير في الشئون السياسية الأوروبية والشرق أوسطية ،عمل كمستشار ومتحدث رسمي باسم رئيس الوزراء  البلجيكي ، شغل منصب  ممثل  حركة “ليبراليين وديمقراطيين من أجل أوربا”  في مصر  إبان أحداث 25 يناير .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023