عانت مصر مرة أخرى مؤخرا بعد أن شهدت الدائرة المقربة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موجة جديدة من تسريبات لتسجيلات صوتية مزعومة، ألقت بظلال من الشك على أمن المقربين من الرئيس، بحسب تقرير نشره موقع”ميدل إيست أي” البريطاني.
وقال التقرير: “يبدو أن التسريبات المزعومة- وكانت القناة المعارضة “مكملين” أول من بثتها الثلاثاء الماضي- تتضمن محتوى هام يتعلق بالمعارضة الداخلية للسيسي من داخل المراتب العليا في الدائرة السياسية”.
وكانت التسريبات تتضمن صوت السيسي نفسه وكذلك وزير خارجيته سامح شكري، وتتعلق بالأحداث الأخيرة، بما في ذلك تفجير ديسمبر 2016، وتشمل أيضا اجتماع بين شكري ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، بحسب الموقع البريطاني نفسه.
يذكر أن الدفعة الجديدة من التسريبات تأتي بعد 18 شهرا من تسجيلات سابقة – بثتها أيضا قناة “مكملين”- كشفت التدخل الإماراتي في مصر، فضلا عن مدى سيطرة السيسي على وسائل الإعلام المحلية.
ويضيف تقرير “ميدل إيست”: “تلك التسريبات كانت نتيجة لعملية التنصت على الهاتف، والتي استهدفت هذه العملية اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس عبد الفتاح السيسى، ولكن التسريبات الجديدة لا يمكن التأكد من صحتها على الفور”.
وتتضمن التسريبات الأخيرة اجتماع سامح شكري مع مايك بنس ديسمبر الماضي.
وقد عانت العلاقات بين القاهرة وواشنطن- وهم بشكل عام حلفاء أقوياء- من انتكاسات خطيرة في السنوات الأخيرة منذ الانقلاب “العسكري” الذي أتى بالسيسي إلى السلطة في عام 2013، حيث اتخذ الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وقتها قرارا بوقف مبيعات الأسلحة إلى مصر في أكتوبر 2013، وألغاه مارس 2015، ومع ذلك، واصل أوباما في الإدلاء ببيانات حاسمة فيما يتعلق بحقوق الإنسان في مصر، بحسب “ميدل إيست”.
وفي المقابل، يصف “شكري” نائب الرئيس الجديد “بنس” بأنه شخص “ودود جدا”، قائلا إنه أعرب عن تأييده لترامب من أجل “العمل مع مصر لتحقيق الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب”، كما يشير شكري أيضا للقائه مع معهد بروكينجز الأمريكي.
وكانت مناقشة منفصلة في وقت سابق بين شكري والسيسي تحدثت عن أن هيلاري كلينتون قاومت الضغوط لاتخاذ موقف متشدد من مصر.
وتابع التقرير قائلا: “فيما تعلق تسجيل آخر بمناقشة بين شكري والسيسي بشأن الجولة الرئيسية لمحادثات السلام السورية في المدينة السويسرية لوزان أكتوبر عام 2016، وتشير إلى أن الولايات المتحدة عارضت مشاركة مصر في المفاوضات”.
فيما تحدث التسريب الرابع عن الهجوم الانتحاري في الكنيسة البطرسية بالقاهرة في ديسمبر من العام الماضي ما أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل.
واتهمت مصر قطر عقب التفجير باستضافة المهاجمين، وهي مزاعم وضعت علاقات مصر مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذين مولوا اقتصادها بشكل كبير، تحت ضغط شديد، وفقا لما جاء في التقرير نفسه.
وتأتي المباراة النهائية من التسجيلات المسربة لتسلط الضوء مرة أخرى على الدور الرئيسي الذي لعبته الكويت في التوسط في المحادثات بين مصر ودول الخليج، التي دعمت بشكل واسع السيسي، ففي التسجيل، يخبر شكري السيسي أن الشيخ الصباح وزير الخارجية الكويتي، حاول إصلاح علاقات مصر مع دول مجلس التعاون الخليجي ونزع فتيل التوترات.