حذرت منظمة دولية رائدة في الدفاع عن حقوق الحمير من التأثيرات السلبية لاستيراد الصين المكثف لجلود ولحوم الحمير من الدول الإفريقية ،وقالت المنظمة إن المناطق الريفية في العالم عرضة للخطر بسبب طلب الصين الشديد على منتجات الحمير مثل اللحوم والجلود التي تطهى لاستخراج الجيلاتين ،المكون الأساسي لأحد الأدوية الصينية عالية القيمة يدعى “إجياو” .
ويصنع “الإيجياو” أو “كولا كوري أسيني” من الجيلاتين المستخرج من جلد الحمارويتم خلطه مع الأعشاب ويستخدم كمقويات لعلاج الأرق، والدوخة، ونزيف الأنف والسعال الجاف ،ويعتقد الصينيون أن للدواء تأثير مضاد للشيخوخة بالإضافة إلى زيادة الرغبة الجنسية ،و خفض فرص الإصابة بالأمراض المتعلقة بالانجاب لدى النساء .
وقالت منظمة “دونكي سانكتوري” في تقرير لها بعنوان “تحت الجلد” إن الحمير الموجودة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بما في ذلك “بتسوانا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا وناميبيا والنيجر ومصر وبوركينا فاسو تتعرض للهلاك على نطاق واسع بسبب الطلب المتزايد على لحومها وجلودها .
وحثت المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها على مواجهة التجارة المتزايدة وذلك من أجل راحة الحيوانات والبشر في هذه المناطق ،ووفقاً للتقرير فإن الفترة ما بين 2013 إلى 2016 شهدت زيادة عالمية في الطلب على الحمير بسبب الطلب المتجدد على المنتجات عالية الجودة المصنعة من المعالجة الصناعية للحوم والجلود القادمة من إفريقيا ويقدر عدد الحمير التي يتم ذبحها في العام بـ 1.8 مليون حمار سنوياً ، ويتوقع أن يرتفع الطلب العالمي إلى 4 ملايين سنوياً ،في حين تقدر بعض المصادر الاستهلاك الصيني خلال الفترة المقبلة إلى عشرة ملايين جلد حيوان سنوياً .
وفي مصر توثق المنظمة اكتشاف 250 حماراً منزوعي الجلد وسط مؤشرات على ارتفاع أسعار الحيوانات داخل البلاد بسبب زيادة الطلب الصيني ، كما تعزى هذه الزيادة إلى قرار الحكومة الأخير بالسماح بتصدير الجلود إلى الصين ، وفي تنزانيا وثقت المنظمة سرقة وذبح 24 حماراً من إحدى القرى ليلاً ،عثر عليها لاحقاً مقتولة ومنزوعة الجلد .
ورصدت المنظمة ارتفاع أسعار الجلود في الدول الافريقية ففي بوركينا فاسو ارتفع سعر جلد الحمار من 60 جنيه استرليني في 2014 إلى 108 استرليني في 2016 ،وفي نيجيريا ارتفع السعر من 70 استرليني إلى 100 استرليني للجلد الواحد .