شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هآرتس: “حاتم الشناوي” مجرد أداة في حرب السيسي مع رجال الدين

هآرتس: “حاتم الشناوي” مجرد أداة في حرب السيسي مع رجال الدين
كثيرًا ما منعت الأنظمة السابقة في مصر أيّ محاولة لتشويه صورة رجال الدين، ولعل المثال الأبرز هو محاكمة عالمة النفس المعروفة نوال السعداوي أثناء عهد مبارك بسبب كتاب لها بعنوان “سقوط الإمام”، الذي نشر في الثمانينيات،

سمحت السلطات المصرية في الفترة الأخيرة بعرض فيلم “مولانا”، وقبل عرضه وفي أثنائه أثار الفيلم ضجة كبيرة؛ نظرًا لما نقله عن المشايخ وطريقتهم الدعوية وتصويرهم كأشخاص متناقضين. ونقلت صحيفة هآرتس رأي الكاتب والمحلل تسفي برئيل خلال مقال له نستعرضه في السطور التالية: 

حقّق حاتم الشناوي حلم كل داعية ديني، ذلك الطفل الذي أنهى تعليمه في الطفولة واستكمله في الأزهر (المؤسسة الدينية الأهم)؛ ليتحول الى أحد دعاة التلفزيون الأكثر شهرة داخل الدولة. ولكن، رغم كونه عالمًا دينيًا ومفتيًا هامًا ومعروفًا في أوساط الجمهور، فإن الشناوي لم يبعد نفسه عن الملذات؛ حيث نجحت النساء في إغرائه، وكذلك الملايين التي تدفقت إلى حسابه، وتعاونَ مع المخابرات وامتنع عن إغضاب السلطات.

وينقل لنا الفيلم نجاح “الشناوي” في الرقص على كل الحبال؛ فتلك الشخصية الدعوية ليس شخصية حقيقية، بل هو بطل كتاب “مولانا” للصحفي المصري إبراهيم عيسى، الصادر في 2012، وهو العام الذي صعد فيه الإخوان المسلمون إلى سدة الحكم في مصر وتعرضوا إلى الانتقاد من قبل قلم عيسى ولسانه. ثم مرت 4 سنوات على ذلك، وفي السنة الماضية تم عرض فيلم مبني على قصة الكتاب ويحمل نفس الاسم، وحصل المنتج على حوالي 11 مليون جنيه، ثم بدأت المشاكل.

منع في الكويت وعرض في مصر

حين عُرض الفيلم في بيروت تصاعدت الاحتجاجات، وكان الادعاء أن الفيلم لا يضر فقط برجال الدين المسلمين؛ بل من شأنه أيضًا أن يثير الصراعات الدينية. وقد فحصت الرقابة في لبنان هذا الأمر كي تقرر إذا كانت ستمنع عرض الفيلم أو عرضه بالكامل أو اقتطاع أجزاء منه، وفي نهاية المطاف تقرر حذف 9 دقائق من أصل 136 دقيقة، وعندها يستطيع مواطنو لبنان مشاهدته، بينما في الكويت تم منع عرضه كليًا.

أما في مصر بالتحديد فسُمح بعرض الفيلم كاملًا، رغم الانتقادات التي وجهها إلى رجال الدين في مصر واستخفافه بالأزهر. وهذه ليست مفاجأة؛ لأنه في مصر تجري معركة ضد الإخوان المسلمين منذ ثلاث سنوات، وضد التيارات الدينية عمومًا؛ لذا نجد أن الفيلم يخدم سياسة النظام الحالي بشكل كبير.

حرب فاشلة

كثيرًا ما منعت الأنظمة السابقة في مصر أي محاولة لتشويه صورة رجال الدين، ولعل المثال الأبرز هو محاكمة عالمة النفس المعروفة نوال السعداوي أثناء عهد مبارك بسبب كتاب لها بعنوان “سقوط الإمام”، الذي نشر في الثمانينيات، واتهمت خلاله رجال الدين بحب النساء والفساد والتلون. صحيحٌ أن محاكمتها ألغيت لأسباب تقنية؛ لكن السيف القضائي كان مسلطًا على عنقها.

أما عن كاتب الفيلم، فقد تمت ملاحقة إبراهيم عيسى من قبل نظام حسني مبارك، وتمت محاكمته أيضًا بسبب ما قاله في صحيفة الدستور بأن الرئيس يعاني من مشاكل في ضغط الدم تجعله يفقد وعيه، ثم منَحَه النظام عفوًا وقتها؛ لكنه استمر في منع نشر مقالاته، ومع مرور الوقت انتقل عيسى إلى التليفزيون.

وخلال حكم السيسي، أبدى عيسى تأييده التام للجنرال؛ إلا أنه بدأ مؤخرًا في انتقاد سياسته. وفي بداية العام تم وقف برنامجه بسبب ذلك. وقد انتقد عيسى أيضًا السعودية بعد قرارها بتجميد المساعدات لمصر في أعقاب إعلان النظام المصري عن سياسته في سوريا.

إن الحسابات الشخصية، رغم ذلك، بين السيسي وعيسى لم تدفع الرئيس إلى التنصل من الفيلم والكتاب؛ ذلك لأنها تخدم حربه على كل ما يتعلق بجماعة الإخوان، حتى إن الأمر مؤخرًا وصل إلى دعوات للأزهر من أجل تبني فتاوى تخدم فكر “السيسي” فقط.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023