شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ميدل إيست: لاعب كرة سوري يروي “رحلة الموت” التي قضاها في طريقه إلى مصر

ميدل إيست: لاعب كرة سوري يروي “رحلة الموت” التي قضاها في طريقه إلى مصر
مع القيود الكثيرة المفروضة للحصول على تأشيرة لدخول مصر، يلجأ الآلاف من السوريين إلى عبور"طريق الموت"، من السودان؛ هربًا من الحرب الدامية في سوريا، بحسب تقرير نشره موقع "ميدل إيست أي" البريطاني.

مع القيود الكثيرة المفروضة للحصول على تأشيرة لدخول مصر، يلجأ الآلاف من السوريين إلى عبور”طريق الموت”، من السودان؛ هربًا من الحرب الدامية في سوريا، بحسب تقرير نشره موقع “ميدل إيست أي” البريطاني.

يحكي السوري محمد، وهو يمسح دموعه ويحتضن ابنته ليمنحها بعض الأمان فيما كانوا يسافرون في شاحنة صغيرة متربة ومسرعة في الصحراء الغربية الباردة والمظلمة بين السودان ومصر: “أريد فقط أن أعيش؛ ولكن لأحقق ذلك مررت بالموت أولًا”.

ويضيف الموقع البريطاني أن السوريين اعتادوا هذا الطريق لدخول مصر؛ خاصة بعد تشديد السلطات المصرية على قواعد منح التأشيرات للمواطنين السوريين في أعقاب “الانقلاب العسكري” الذي وقع في يوليو عام 2013م.

يبلغ محمد من العمر 43 عامًا، وكان في حمص لاعب كرة قدم، ويفضل لأسباب أمنية استخدام اسمه الأول فقط.

ويكمل محمد قصته قائلًا إنه “اضطر إلى الفرار من سوريا في يونيو 2016م بعد اتهامه بتمويل جماعة إرهابية، وهي تهمة يمكن أن تتركه خلف القضبان لـ20 عامًا على الأقل”.

ويصف محمد الرحلة للوصول إلى مصر بأنها “طريق الموت؛ لقد خاطرتُ بحياة أسرتي خلال الطرق الوعرة، لقد واجهنا تجربة موت حقيقية”.

“لكننا نجحنا في ذلك”. هكذا تضيف زوجته البالغة من العمر 30 عامًا من منزلهم بالقاهرة، فيما تقوم بإعداد الدجاج على الطريقة الحمصية، بحسب الموقع البريطاني نفسه.

ويقوم المهربون بتسهيل هذه الرحلة الخطيرة، التي تستغرق 22 ساعة على السوريين، مقابل رسم قدره حوالي 400 دولار أمريكي للشخص الواحد.

ويضيف محمد، وهو أب لثلاثة أطفال: “كان علينا أن نسلّم مصيرنا للمهربين الذين لا يهتمون بسلامتنا. لقد حصلوا على المال منا قبل بداية الرحلة”.

ومن جهته، نفى مهربٌ -سمى نفسه أبا علي- هذه الاتهامات، وقال إنه يتعاطف مع السوريين ويساعدهم على عبور الحدود إلى مصر.

وتفاخر بأنه لم يتم اعتقال سوري واحد خلال رحلات التهريب التي قادها بنفسه، مضيفًا أنه يقوم بتهريب نحو 30 سوريًا يوميًا من السودان.

وقد اعتقل محمد في عام 2013م وأحيل إلى محكمة جنائية عندما اتهم بتمويل المسلحين في جماعة متشددة، وتعرض وقتها إلى التعذيب 6 أشهر قبل أن يُطلَق سراحه في نهاية المطاف.

ويقول محمد: “هذه الاتهامات لا أساس لها، وإذا تم اعتقالي مرة أخرى سأتعرض إلى التعذيب حتى أعترف بما لم أفعله”.

وفي يوم 26 يونيو عام 2016م، هرب محمد إلى لبنان قبل صدور الحكم النهائي ضده، وبعد تأمين 3500 دولار من بيع كل ممتلكاتهم واقتراض بعض المال، انضمت إليه أسرته في أغسطس الماضي.

ويحكي كيف عانى هو وأسرته للوصول إلى السودان؛ حيث تعرضوا إلى هجوم مسلحين واضطروا إلى تسلق تل شديد الانحدار.

وللحصول على وضع قانوني في مصر، كان على محمد التقدم لطلب ما يعرف باسم “البطاقة الصفراء” من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وفي 22 نوفمبر عام 2016م، حصل على تأشيرة الإقامة مع البطاقة الصفراء.

ويذكر موقع ميدل إيست أن تأشيرات الدخول تصدر بعد الحصول على تصريح أمني، وهو الإجراء الذي فتح الأبواب للفساد والرشاوى، وفقًا لكثير من السوريين.

وعلى سبيل المثال؛ يحكي عبد الرازق، وهو أب لثلاثة أطفال ويبلغ من العمر 42 عامًا، أنه أراد الدخول إلى مصر ليعيش مع زوجته وأطفاله، الذين يعيشون بها منذ 2013م، فيما كان يقيم هو في تركيا.

مضيفًا أنه اضطر إلى دفع رشوة حوالي 3000 جنيه إسترليني من خلال وسيط لمسؤولين أمنيين في مصر ليحصل على تصريح أمني ثم تأشيرة، وبالفعل وصل إلى مصر على متن طائرة في مايو 2016.

في حين نفى مسؤول في وزارة الداخلية المصرية  تلقي أفراد من الأمن المصري أية رشاوى.

المصدر 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023