أثارت واقعة مهاجمة أهالي مدينة القرين، التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، مخزن أحد بقالي التموين، أمس الثلاثاء، وتمكّنهم من الاستيلاء على كميات كبيرة من السلع التموينية، العديد من المخاوف؛ خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تشتد يومًا بعد آخر نتيجة القرارات التي يتخذها النظام.
الأهالي: إحنا معذورين
“إحنا معذورين في اللي عملناه. بقالنا كتير مصرفناش تموين”. قالها أحد الأهالي، مضيفًا: “خدنا حقنا واللي عاوزين يعملوه يعملوه”، فيما أوضح أحد شهود العيان أن الأهالي هجموا على سيارة السلع التموينية فور حضورها إلى مخزن البقال “أ.أ”، وتجمهروا قبل تسليم السلع التموينية للبقال.
وأضاف الشاهد: “هجموا على السيارة وخدوا اللي فيها لأنهم بقالهم فترة من غير تموين”، منوهًا بأن الأهالي تجمهروا وفعلوا فعلتهم بسبب تأخر صرف الحصص الخاصة بهم، وحصلوا على السلع الخاصة بهم وبكميات كبيرة، وذلك فور دخول السيارة بالقرب من محل البقال التمويني.
ولم تكن هذه الواقعة الأولى التي تثير غضب الأهالي وتنذر بثورة جياع؛ فقد سبقتها عدة وقائع أخرى.
البحث عن أسطوانات الغاز
في سبتمبر الماضي، في قرية هربيط التابعة لمركز أبوكبير بمحافظة الشرقية، دفع نقص أسطوانات البوتجاز الأهالي إلى اقتحام الوحدة المحلية بحثًا عن الأسطوانات.
اقتحام مكتب التموين بالإسكندرية
وفي شهر مايو الماضي، اقتحم مئات المواطنين مكتب تموين “أبو قير” في الإسكندرية، احتجاجًا على التأخر في استخراج البطاقات؛ الأمر الذي أدى إلى تكدسهم لساعات طويلة، وتدخلت قوات الأمن لإخلاء المكتب وفك الحصار.
تموين بني سويف
وفي سبتمبر 2014، حطّم أهالي غاضبون جميع محتويات مكتب تموين الفشن الرئيس (جنوب محافظة بني سويف) بعدما ضيع موظفو المكتب جميع بطاقات التموين التابعة للأهالي.
اقتحام الشقق
حاول عدد من أهالي منطقة زرزارة العشوائية بمحافظة بورسعيد، الذين يحق لهم الحصول على وحدات سكنية، اقتحام العمارات السكنية في مشروع الـ18 عمارة المخصص لأهالي منطقة القابوطي العشوائية والواقعة في نطاق حي الضواحي، واستولوا على الشقق بالقوة، في ظل تشريدهم في الشوارع.
30 مليونًا تحت خط الفقر
قال تقرير رسمي ظهر في أكتوبر الماضي إن نسبة الفقر المدقع في مصر ارتفعت إلى 5.3% من السكان في 2015 من أصل 4.4% في 2012.
وأرجع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر (وهو جهة حكومية) ارتفاع نسبة الفقر المدقع في البلاد خلال العام الماضي إلى صعود أسعار السلع الغذائية.
وارتفع عدد سكان مصر من 72.8 مليون نسمة في 2006 إلى 76.1 مليون نسمة مطلع 2009، إلى 90.1 مليون نسمة بداية 2016، وفق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. وأوضح الجهاز أن متوسط قيمة خط الفقر المدقع للفرد شهريًا يبلغ 322 جنيهًا (36.2 دولارًا) في 2015.
وبدأت مصر تطبيق سياسات تقشفية؛ عبر تخفيض دعم المواد البترولية في يوليو 2014، ورفع أسعار الكهرباء والمياه، وقانون الضريبة على القيمة المضافة، وقانون الخدمة المدنية. وتزامنت الإجراءات التقشفية مع تراجع متواصل في سعر الجنيه مقابل الدولار، وزيادة عجز الميزان التجاري المصري بعشرات المليارات من الدولارات.
إنذار ثورة جياع
وحذّر محمد رؤوف غنيم، القيادي بمبادرة التحرك الإيجابي، من خطورة ما يسمى “ثورة الجياع”، مؤكدًا أن الناس تضع سيناريو “طفوليًا” للمسألة.
وقال “غنيم” في تدوينة عبر حسابه بـ”فيس بوك”: “ثورة الجياع مش معناها إن أهل بولاق يطلعوا عليك في الزمالك والمهندسين، ولا إن حشود تتسلق الجدران اللي بتعزل الكومباوند اللي إنت عايش فيه في التجمع عن الجيتوهات اللي حواليه، ولا إن آلاف يمشوا في الشوارع يكسروا عربيتك ومحلك وباب بيتك، وهما بيهتفوا (جعانين). ده تصور كاريكاتيري وطفولي”.
وأضاف: “ثورة الجياع معناها إن واحد مايعرفكش يغزك مطوة في بطنك وإنت ماشي في الشارع علشان ميت جنيه. ولّا واحد طول عمرك تعرفه وبتثق فيه ومآمنه على نفسك وعيلتك وفجأة يضطر يسرقك، علشان مش لاقي تمن دوا ولا هدمة لعياله، ولّا واحد من سواد عيشته كرهك إنت واللي شبهك، وماعندوش مشكلة يشوفك بتموت قدامه من غير ما يتهز له رمش، علشان بالنسبة له إنت كمان شايفه بيموت كل يوم ومش فارقة معاك”.