لا يكمن الخطر في أن يرسخ ترامب للاستبداد في أمريكا؛ ولكن الخطر الحقيقي أن يتيح له الجمهوريون في الكونجرس فعل ذلك.
يقول تقرير نشره موقع “فوكس” إنه لا يوجد شيء حول إدارة ترامب يمكن اعتماده تهديدًا للنظام الحكومي الأمريكي؛ فقد كان “الآباء المؤسسون” أكثر واقعية وإدراكًا لوجود شعبية للحاكم الديماجوجي، وهو عبارة عن زعيم سياسي في دولة ديمقراطية يخاطب المشاعر والمخاوف والتحيزات الفكرية ويستغل جهل الطبقات الشعبية في المجتمع من أجل الحصول على السلطة والترويج لأسباب ودوافع سياسية.
وبحسب التقرير، فمؤسسو أمريكا أدركوا جيدًا أن هناك ميلًا لدى النظم السياسية إلى التسلل نحو الاستبداد؛ ولذلك بنوا نظامًا حكوميًا قويًا وقادرًا على الصمود إلى حد كبير.
فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا إذن يتملكهم القلق والخوف من انحدار أمريكا نحو الفاشية أو الاستبداد؟
هناك نوعان من الأسباب؛ يعد ترامب السبب الأقل خطورة فيهما، بحسب تقرير موقع فوكس.
فقد أظهر ترامب أنه غير مبالٍ بقواعد الديمقراطية الأمريكية؛ فهو يعلن بشكل رويتيني أثناء الانتخابات أنه تم تزويرها، ويعلن حقائق كاذبة، ويصدر تصريحات ملتوية لوسائل إعلام، كما أنه خلال حملته الانتخابية تجاهل التقاليد الأساسية للشفافية وهدد بسجن خصمه السياسي.
ويقول موقع فوكس إن ما يقلق بالفعل هو ميل ترامب إلى المحسوبية ورغبته المستمرة في الانتقام، ولم يدخر جهدًا في التصريح بذلك؛ حيث اعترف ذات مرة بإعجابه بـ”الاستبدادية” في دول أخرى مثل روسيا.
ويذكر الموقع أن خطورة استبداد ترامب تكمن في المؤسسات التي يعتمد عليها: الاقتصاد المتنامي، جمهور ساخر، وسائل الإعلام للترهيب، مجتمع أعمال يسعى إلى مصلحته الذاتية، وأهم هذه المؤسسات وأخطرها الحزب الجمهوري المؤيد لما يقوم به ترامب.
ولهذه الصورة صدى كبير يتمثل في الجمع بين قوتين: إرادة ترامب نحو السيطرة على السلطة، ومؤسسات عاجزة عن إيقافه أو التصدي له؛ والنتيجة النهائية مخاوف تسيطر على الجميع من مستقبل يحمل عنوان “الاستبداد في أمريكا”.
ومما يفسر سعي ترامب إلى كسب الكونجرس لصالحه أنه لا يستطيع أن يفعل الكثير دون الحصول على موافقة الكونجرس، فلا يستطيع أن يجمع الضرائب أو يشن الحرب، هو حتى لا يستطيع تعيين فريق عمل حكومته من نفسه.
ويعتبر قرار الحظر الذي اتخذه ترامب دليلًا قاطعًا على سعي هذا الرجل نحو تبني سياسة استبدادية عنصرية قد تؤدي بأمريكا نحو الهاوية في المستقبل.
وقد أصدر ترامب قرارًا بمنع دخول اللاجئين السوريين لأمريكا إلى أجل غير مسمى، ومنعَ دخول مواطني سبع دول إسلامية للولايات المتحدة لمدة 90 يوم؛ وهو القرار الذي أثار موجة حادة من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
وفي نهاية التقرير، يرى الموقع أنه لمقاومة هذه النزعة الاستبدادية يجب على الكونجرس عدم الخضوع لترامب أو الاستسلام لتهديده.