بغض النظر عما يظنه قادة العالم تجاه تعهد ترامب بوضع “أمريكا أولا، فإنه توجد حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها، وهي أن أمريكا مما لا شك فيه تعتبر فائزة “سياسيا”، وبالتالي ليس من المستغرب أن يتبنى الآخرون هذه الفكرة، ويعمدوا إلى التكيف مع هذه الفكرة.
ويدرك القادة والسياسيون في العالم أنه لا يمكن مضاهاة النجاح الأمريكي، إلا بأن تسعى لوضع أمتك أولا، مثلما تفعل أمريكا، فهل ينجحون في ذلك؟ أم أنه لن يكون هناك رقم واحد” في العالم سوى دولة واحدة فقط؟، بحسب تقرير نشرته مجلة “أتلانتك” الأميركية.
وتقدم المجلة الأمريكية قائمة من خمس دول تسعى لتبني مبدأ “دولتي أولاً” لتصل إلى نفس مكان أميركا السياسية في العالم:
5- المكسيك أولاً:
كان قادة المكسيك غير مستعدين ليقولوا علنًا ما قالوه في الخفاء، ولكن ماحدث كان غير ذلك، حيث نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن دبلوماسي مكسيكي رفيع المستوى في يناير الماضي تصريح فحواه “نحن نقول المكسيك أولا”.
وبعد ذلك بوقت قصير، ألغى الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو، اجتماع مزمع مع نظيره الأمبركي دونالد ترامب، كما أطلقت حملة اقتصادية جديدة تحت شعار “صنع في المكسيك”، وبدأ بحث علاقات تجارية وثيقة بين المكسيك وبين البرازيل والأرجنتين.
ولكن المشكلة الحقيقية على الرغم من تبني حملة “المكسيك أولا”، فإن بينا نيتو يعرف جيدًا أن المكسيك تحت رحمة أمريكا اقتصاديًا، وبالنسبة لترامب، ستكون المكسيك دائما الثانية، أو ربما التاسعة.
4- المجر أولاً:
كان رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان من أوائل المؤيدين والمتحمسين لترامب، وكان يرى اتجاه الولايات المتحدة نحو الانغلاق على الذات كنوع من التحرر، و في خطاب ألقاه بعد تنصيب ترامب، وقال اوربان “لقد تلقينا إذن من أعلى دولة في العالم حتى نتمكن من الآن أن نضع أنفسنا أيضا في المقام الأول.”
ووضع “المجر أولا” لن يأتي مجانًا، ولكن مقابل ذلك يجب أن تشمل الصفقة الانضمام إلى ترامب في تحويل علاقة الغرب مع روسيا، وبالفعل تلقى اوربان زيارة رفيعة المستوى من فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي.
3- إستراليا أولاً:
شهدت العاصمة الإسترالية “كانبيرا” سباقًا إلى منصة التتويج في أعقاب انتخاب ترامب، مع تعهد كل من الحكومة والمعارضة بوضع أستراليا أولا، ولكن تكمن مشكلة إستراليات أيضا في صعوبة تحقيق هذه المعادلة دون الاقتصاد الأمريكي.
2- فرنسا أولاً:
حملة مارين لوبان للترشح للرئاسة الفرنسية تقدم أقرب نظير أيدلوجي لترامب، وتعهدت في كلمة ألقتها “بوضع فرنسا أولا”.
ولكن السؤال هنا ما إذا كانت فرنسا ستضع لوبان أولا، حيث تظهر استطلاعات الرأي أنه من المرجح أن تخسر في الجولة الثانية من الانتخابات في مايو المقبل.
1- الهند أولاً:
إذا كان هناك أي بلد حددت سياستها الخارجية وفقًا لشروطها، بدلاً من بناءها على رد الفعل نحو واشنطن، فإنها تكون الهند.
فقد تبنى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي شعار “الهند الأول” منذ 2013-2014 في حملته للترشح لمنصب رئيس الوزراء، أي من وقت طويل يسبق تبني ترامب للشعا نفسه.
في المقابل، حدد مودي في البداية أن “الهند الأول” سيتم باعتبار الهند دولة علمانية، وهو موقف يهدف منه الدفاع عن انتقادات بأنه كان متواطئًا في أعمال الشغب الطائفية في ولايته ولاية غوجارات، حيث أكد مرارًا أن “البلد فوق كل الأديان والمذاهب”.
ونعتقد أن ذلك يخولنا القول أنه من الممكن أن تكون كل من الهند وأمريكا في المركز الأول معًا.