أثار التسريب الذي بثته قناة “مكملين” الجمعة لمكالمة هاتفية بين وزير الخارجية المصري سامح شكري و إسحاق موخلو المحامي الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجدل حيث اكد خبراء أن التسريب الذي يكشف تنسيقا بين الطرفين بشأن جزيرتي تيران وصنافير، كشف أيضا تحول قيادات المؤسسات الرسمية إلى عملاء دون الحاجة إلى جواسيسي
جواسيس في هيئة قادة
وفي تصريح لـ”رصد” يقول زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية بلندن، أن الهدف من الجاسوسية هو الحصول على المعلومات عن طريق التجسس على مصادر المعلومات السرية كالاتفاقيات والأسلحة والمشروعات، والعمالة هي تجنيد شخصية مسؤولة تكون عميلة لدولة ما.
وأضاف “سالم”: “بهذا التسريب نستطيع أن نقول أن إسرائيل جندت المؤسسات الرسمية المصرية لصالحها بقدر معين وهو الاشتراك في وضع التوجهات السياسية للدولة على رأسها اتفاقيات بين مصر ودولة عربية”
من جانبها علقت، الكاتبة الصحفية “شيرين عرفه” على جاسوسية رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ورجال نظامه، بتدوينة نشرتها عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قالت فيها: “خيانة السيسي العظمى لا تثبتها فقط تلك المكالمات الجديدة التي سربتها مكملين بين سامح شكري والدبلوماسي الإسرائيلي إسحق مولخو المقرب من نتنياهو”.
وبات الحديث عن احتياج “إسرائيل” لجواسيس في مصر خلال عهد عبد الفتاح السيسي أمراً مستهلكاً، فمظاهر العلاقة الدافئة بينهما أصبحت في العلن ولم تعد سراً خافياً على أحد، سواء من ناحية السيسي الذي لا يترك مناسبة في الداخل أو في الخارج إلا ويتحدث فيها عن إسرائيل بكل حب وود، أو من ناحية الكيان الصهيوني الذي يبذل قادته كل ما في وسعهم، ويُسخرون كل طاقاتهم من أجل الحفاظ على نظام السيسي المتهاوي والفاشل بشكل واضح على كل الأصعدة.
ومن خلال متابعة تصريحات قادة الكيان الصهيوني ووسائل إعلامه، يتضح أن هذه العلاقة تسبق الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013؛ حيث يبدو واضحاً أن الكيان الصهيوني كان ضالعاً بشكل كبير في التخطيط والترتيب لهذا الانقلاب وما تلاه من مذابح وجرائم.
جاسوس إسرائيلي
وأوضحت “شيرين عرفة” أن “خيانة السيسي العظمى بدأت منذ التفريط في الأرض والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير المصرية بحكم المحكمة الإدارية العليا ، وهي جريمة تستوجب إعدامه شنقا في ميدان عام ، هو وكامل أفراد نظامه”.
وتابعت بقولها: “ومع ذلك تلك المكالمة المخزية والمشينة والمقززة تمثل أخطر تسريبات نظام السيسي على الإطلاق حيث يتناقش فيها وزير خارجيته سامح شكري مع الدبلوماسي الإسرائيلي (موخلو) ، ليستشيره في أدق التفاصيل في بنود الاتفاقية ، وصل الأمر للصياغة المجردة للكلمات والحروف ، حيث يقول له شكري لماذا تريدني حذف حرف الجمع (s) في كلمة خطابات، ويقول له بتودد وخضوع مشين : أنا أحاول أن أجد صياغة ترضيك ، وأريد أن أعرف رأيك في الجهود التي أبذلها في ذلك”.
وتابعة “شيرين” بقولها: “ربما لو كانت المحادثة ليست عبر أسلاك الهاتف ، لانحنى شكري مقبلا حذاء الدبلوماسي الإسرائيلي ، والذي وهو بالمناسبة ليس وزيرا حتى ، ثم يصرح شكري بالقول : لقد وافقت على اقتراحك بند جديد ينص على ألا تقوم مصر بأي تعديل على الاتفاقية إلا بعد موافقة إسرائيل، هكذا بكل بساطة ، مصر في زمن السيسي ليست حليفا لإسرائيل بل حذاء في قدم نتنياهو”.
واختتمت تدوينتها النارية بأن: “هذا التسريب الجديد يوضح : أنه لو كان للخيانة والعمالة مستنقع فالسيسي يقبع تحت أسفل نقطة في قاع هذا المستنقع الآثم، ويدفعنا دفعا للتفكير في الخروج من مربع السيسي خائن إلى البحث وراء هل السيسي جاسوس إسرائيلي تم زرعه في مصر”.
السيسي كوهين
من جانبه على الناشط “وائل إسكندر”، على التسريب بالقول: “لو كان إسرائيل عندها جاسوس في مصر..مش ح احلف بس اقسم بالله إن ايلي كوهين مصر ناجح بجدارة..يا بخت إسرائيل بيه..و يا خيبة المصريين فيه”.
يذكر انه تم القبض على الجاسوس الإسرائيلي في دمشق إيلى كوهين وسط دهشة الشعب، وأعدم هناك فى 18 مايو 1965، ومن المفارقات أنه كاد أن يصبح رئيساً لسوريا وقتها.
ونشرت جريدة “الوطن” الجزائرية تقول أن والدة الفريق عبد الفتاح السيسى هى مليكة تيتاني تزوجت فى عام 1953 أنجبت 1954 وحصلت على الجنسية المصرية خلال عام 1958 و ألغت الجنسية المغربية حتى يدخل السيسي الكلية الحربية فى عام 1973، وأشارت إلى أن جذور السيسي تعود إلى يهود المغرب .
اعترافات السفير الإسرائيلي
وبعد أزمة مع توفيق عكاشة عضو مجلس النواب الذي أسقطت عضويته، قال السفير الاسرائيلي الذي كان طرفا في هذة الأزمة بسبب لقاء جمعهما أن قال كورين ” ألتقى مسؤولين مصريين بشكل دوري، والتعاون بين مصر وإسرائيل، في رأيي، يمر بمرحلة جيدة جدًا”.