سلط تقرير لصحيفة فينانشال تايمز الأميركية الضوء على الغضب الشعبي المتزايد بسبب غلاء الأسعار والذي امتد ليشمل الطبقة المتوسطة.
وقالت الصحيفة إن معدلات التضخم الحالية هي الأعلى منذ 10 سنوات بسبب ضعف العملة، وتقليل المساعدة التي تقدمها الدولة، وهو ما أثار المخاوف حول الصحة الاقتصادية لأكبر الدول العربية سكانًا.
ووصل معدل التضخم في الحضر، ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى 28.1 بالمائة، خلال شهر يناير، مع ارتفاع أسعار الطعام والشراب، ووفقًا لبيانات البنك المركزي وصل معدل التضخم الرئيسي خلال ديسمبر إلى 19.4 بالمائة، و19.4 بالمائة خلال شهر نوفمبر، عندما سمحت مصر بتعويم العملة، وخفض قيمتها بنسبة 50 بالمائة أمام الدولار.
وجعل الانخفاض الحاد في قيمة الجنيه المصري الواردات أكثر تكلفة، فيما زادت إجراءت حكومية مثل خفض الدعم عن الوقود وتطبيق ضريبة القيمة المضافة وزيادة الرسوم الجمركية من تكلفة المعيشة بشكل حاد على الطبقة العاملة الكبيرة والطبقة المتوسطة.
يؤكد محمد حسين – محاسب، 38 عامًا – أن الأسعار المرتفعة أجبرت عائلته المكونة من أربع أفراد على الحد من تكلفة الوجبات، ويقول “خفضنا عدد المرات التي نتناول فيها اللحوم أو الدجاج أسبوعيًا، بعد ارتفاع أسعارها”.
وتقول سامية محمود، ربة منزل، وتبلغ من العمر 54 عامًا وأم لطفل واحد” سواء أكان الطعام أو الانتقالات أو فاتورة الكهرباء أو مصاريف مدرسة ابني، الأسعار لا ترحم”.
ويضيف التقرير أن الحكومة تبنّت الإجراءات القاسية المطلوبة لضمان حصولها على تمويل البنك الدولي والدائنين الآخرين لتحسين الاقتصاد المصري الذي تضرر بسبب سنوات من الاضطرابات، وسلسلة الهجمات الإرهابية الأخيرة، ووصل متوسط النمو إلى 2.5 بالمائة خلال السنوات الخمس الماضية، وارتفع معدل البطالة والعجز المالي والتضخم إلى أرقام قياسية، لكن تحرك مصر لخفض الدعم والحد من أجور القطاع العام قد ساعد الحكومة المصرية على جمع مليارات الدولارات.
ويشير التقرير إلى أن ارتفاع معدل التضخم كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انتفاضة الخامس والعشرين من يناير، فيما يؤكد عبدالفتاح السيسي على أن الظروف الاقتصادية الصعبة ستخف حدتها خلال الستة أشهر القادمة.
لكن سعدية محمد – البالغة من العمر 26 عامًا، والتي أدلت بصوتها للسيسي عند انتخابه، حتى إنها رقصت بعد فوزه – تقول: “صدقت السيسي عندما قال إنه سيأخذنا إلى بر الأمان؛ لكنه فشل” وتختم بالقول: “إنها حقيقة معروفة أن الأسعار التي ترتفع لا تنخفض”.