تبقى ليبيا دولة مختلة إلى حد كبير بسبب السياسة الأميركية الفاشلة؛ حيث كان لدعم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون لجماعات تابعة لتنظيم القاعدة من أجل الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011 نتائج عكسية بشكل كبير، والمستفيد الآن من الوضع الحالي، حيث موجات الهجرة الجماعية، هو تنظيم داعش. ولا يتوقف الأمر عند ذلك؛ ولكن كل ذلك يؤدي أيضًا إلى زعزعة الاستقرار في أوروبا، بحسب تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية.
وتطرح المجلة تساؤلًا هامًا حول من بيده حل هذه الأزمة المتفاقمة في ليبيا: هل يمكن أن يكون الحل كله بيد “سيف الإسلام” نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي؟
وتحاول “فورين بوليسي” الإجابة عن هذا السؤال كالتالي، فهي ترى أن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب لديه فرصة فريدة لإصلاح هذه الفوضى الرهيبة؛ من خلال دعم تعيين زعيم المصالحة الوطنية الليبية “سيف الإسلام القذافي” رئيسًا للدولة، فهو الرجل الوحيد القادر على توحيد كابوس القبائل في ليبيا، وتشكيل ديمقراطية سليمة، وإبادة داعش، وحل أزمة المهاجرين.
وكان لسيف الاسلام دور قيادي منذ فترة طويلة، مما يؤهله بالفعل إلى تولي قيادة البلاد حاليًا؛ فعلى سبيل المثال، كان له دور أساسي في حل مشكلة “تفجير لوكربي” ودفع تعويضات لعائلات الضحايا، وإزالة الأسلحة النووية وخصخصة الاقتصاد.
كما حرّر سيف الإسلام الممرضات البلغاريات في بنغازي، وقاد مشاريع إسكان واسعة النطاق هناك، وأنشأ جمعية القذافي الخيرية التي ساعدت الدول الفقيرة في إفريقيا، وكذلك عمل بجد لإضفاء الطابع الديمقراطي على ليبيا، بحسب المجلة الأميركية نفسها.
ودعا إلى حرية الصحافة، وكان يأمل في إصدار دستور للدولة، وقاد بنفسه مشروع المصالحة في عام 2006 بين الحكومة والمعارضة وإطلاق سراح السجناء السياسيين المسالمين، مثل عبدالحكيم بلحاج وخالد الشريف.
كما أن استقرار ليبيا قبل عام 2011، وعداوة القذافي لتنظيم القاعدة، كانا يمثلان سدًا منيعًا ضد مخاطر هجرة الإرهابيين إلى أوروربا وزعزعة استقرارها؛ لذلك من مصلحة أميركا وكل القوى الغربية دعم تولي سيف الإسلام لرئاسة البلاد؛ حيث يعتبر حاليًا هو الوحيد القادر على الرجوع بليبيا إلى ما كانت عليه قبل 2011، بحسب تقرير مجلة فورين بوليسي.