دافع الرئيس السوري بشار الأسد عن مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحظر دخول اللاجئين إلى بلاده، معتبرًا أن هذا الحظر ليس ضد الشعب السوري. وقال إن هذه الإجراءات ضد الإرهابيين الذين قد يتسللون مع بعض المهاجرين إلى الغرب.
فلماذا يكرر رئيس النظام السوري تحذيراته للغرب من اللاجئين الفارين من الصراع في بلاده؟ وكيف ستتعامل الإدارة الأميركية الجديدة مع النظام السوري في ظل موقفها العدائي من حليفه الإيراني؟
“بعض اللاجئين في الغرب على صلة بإرهابيين”. هذه رسالة كررها الرئيس السوري في غضون أيام قليلة، ووِجهتها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأطلقت مشفوعة بتأييد الأسد مخاوفَ ترامب من دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة؛ لكن ثمة خلافًا، فرئيس النظام السوري يصف فكرة ترامب بإقامة مناطق آمنة في سوريا “غير واقعية”، ويدعو -ولو ضمنًا- إلى دعم نظامه في استعادة الاستقرار، ويعرض التعاون في مكافحة الإرهاب؛ وكأنه يُذكّر ترامب بتصريحاته قبيل انتخابه بأولوية محاربة الإرهاب في سوريا. لكن، ماذا عن راعي الإرهاب الأكبر، أي إيران، في التعريف الأميركي، وهي أيضًا حليف رئيس للنظام السوري؟
دعاية سياسية
عن الرد المتوقع من الإدارة الأميركية إزاء تصريحات الأسد، قال مايكل ديل روسو، كبير الباحثين في مركز السياسة الأمنية ورئيس فريق الأمن القومي في حملة دونالد ترامب ومستشار الأمن في الحزب الجمهوري، إن ترامب يريد حماية الشعب الأميركي؛ لكن مثل هذه التصريحات ليس لها أي تأثير في الولايات المتحدة، ووصفها بأنها مجرد دعاية سياسية.
وأضاف أن الإدارات الأميركية السابقة لم تكن لديها معايير جيدة لاستقبال اللاجئين وقبولهم، مشيرًا إلى أن برنامج اللاجئين بحاجة إلى إعادة التقييم، وما يقوم به ترامب هو إعادة النظر فيها.
ويرى روسو أن الأسد مع إيران وحزب الله هم رعاة للإرهاب ويمارسون إرهابًا أكثر من تنظيم الدولة الإسلامية، ونظام الأسد هو نظام مجرم قتل أبناء شعبه بالتعاون مع كيان إرهابي دولي مثل إيران وحزب الله، وعلينا ألا ننسى ذلك، وأن نحاسب الأسد على هذه العلاقة وعلى ما قام به.
ووصف روسو في تصريحات تلفزيونية حديثَ بشار الأسد عن اللاجئين وسياسة ترامب بأنها تأتي في إطار دعاية سياسية ربما تجد لها صدى في الشرق الأوسط؛ لكنها لا تحظى بأي تأثير في واشنطن، والأسد لن يحظى أبدًا بثقة الأميركيين؛ لأنهم يعرفون أنه “جزار وقاتل”، حسب قوله.
وبشأن سياسة الإدارة الأميركية التي يصفها البعض بالتناقض، قال إنه في عهدَي الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج بوش الابن كانت الإدارة الأميركية تتعامل مع قضايا غير واقعية وغير حقيقية؛ لكن ترامب يتعامل مع الحقائق والوقائع.
وأضاف أن إدارة أوباما كانت على علاقة جيدة مع جماعة الإخوان المسلمين “الذين هم خطر على السلام والعالم” وزودت أسلحة لمليشيات جهادية للإضرار باستقلال سوريا والعراق وليبيا؛ لذلك فإن تسليح الأطراف السيئة يجب أن يتوقف.
سياسة متناقضة
من جهته، يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري أحمد كامل أنه حتى الآن لا توجد سياسة أميركية جديدة تجاه سوريا؛ بل هناك أفكار متناقضة وسياسة خارجية متضاربة، مشيرًا إلى علاقات واشنطن الجيدة مع الأكراد وتركيا، وهما عدوان، وكذلك علاقاتها الجيدة مع روسيا والسيئة مع إيران، وهما صديقتان.
وأشار كامل، في تصريحات لـ”بي بي سي”، إلى أنه سبق لنظام الأسد أن غازل المرشح الفرنسي الذي كان الأكثر حظًا للفوز بالرئاسة الفرنسية فرانسوا فيون، وكان الرد من فيون ساحقًا: “ونتمنى من إدارة ترامب أن تقوم بالمثل”.
وأوضح أن فيون قال حينها إنه لا يريد من الأسد هذا المديح وإن الأسد سفاح وحاكم مستبد، ولن يكون في أي وقت شريكًا لفرنسا بأي شكل.