اعتبر سياسيون ان زيارة عبد الفتاح السيسي لكينيا اليوم “السبت” تأتي في إطار محاولاته لاستعادة علاقات مصر الثنائية مع الدول الإفريقية خاصة التي لها علاقة بمياه النيل وتنتمي لمجموعة دول حوض النيل ومنها كينيا وأوغندا التي زارها مؤخرا في محاولة لتطويق أزمة سد النهضة عبر الدبلوماسية الفردية حسب رؤية السيسي.
ووصفوا ما يقوم به السيسي بأنها دبلوماسية “الفكاكة”وهو المنهج الذي يتبناه السيسي في طرحه دائما خاصة في السياسة الخارجية، معتبرين أن هذا شيء سيئ ومرفوض ولن يجدي شيئا لأن السياسات بين الدول تقوم على رؤى وإستراتيجيات مدروسة، وليس اجتهادات فردية، كما أنه يجب أيضا إشراك المؤسسات الإقليمية والدولية في الأزمات التي تواجه مصر خاصة أزمة سد النهضة لإقامة الحجة على إثيوبيا في حال حدوث أي نزاع بين البلدين.
من جانبه؛ قال السفير ابراهيم يسري، وكيل وزارة الخارجية الأسبق، أن زيارة السيسي للدول الإفريقية ومنها زيارته لكينيا اليوم وقبلها أوغندا تأتي في إطار دبلوماسية الاتصالات الفردية في محاولة لكسب ود هذه الدول والاستفادة بمواقفها في أزمة سد النهضة، خاصة أن كينيا زعيمة اتفاق عنتيبي الذي طالب بإعادة توزيع حصص مياه دول حوض النيل ومعها أوغندا أيضا، لكن مثل هذه الزيارات لن تجدي كثيرا خاصة بعد أن قطعت إثيوبيا شوطا كبيرا في بناء سد النهضة.
ووصف السفير يسري، في تصريحات خاصة لـ”رصد”،مثل هذه الزيارات وهذه المحاولات بدبلوماسية “الفكاكة” وادعاء الذكاء الدبلوماسي من خلال المبادرات الفردية بخصوص سد النهضة، قائلا: “لكن هذا صعب جدا أن ياتي بجديد خاصة أن هذه الدول ليست متضررة من السد بل ربما يكون في مصلحتها، وما يجب على مصر أن تفعله هو إثارة هذه القضية أمام المؤسسات الإقليمية والدولية ومنها بالطبع الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة في محاولة لكسب الرأي العام العالمي والإقليمي في حال توترت الأوضاع مع إثيوبيا ولجأت مصر للتحكيم الدولي أو أي خيارات أخرى”.
واعتبر وكيل وزارة الخارجية الاسبق المحاولات المصرية لاستعادة الدور المصري في أفريقيا متأخرة جدا ولا نملك أدواتها الآن سواء على مستوى الشخص أي الكاريزما بالنسبة للسيسي كزعيم، ولا على مستوى الدولة من نفوذ وقوة تأثير كما كان في السابق، فضلا عن أن دولا أخرى دخلت على الخط بالتواجد في إفريقيا وملأت الفراغ الذي تركته مصر منها إسرائيل والسعودية وقطر وغيرها من الدول الأخرى مما جعل الأمور صعبة على مصر وتحتاج إلى خطط ورؤى غير تقليدية.
أما محمد عز العرب، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الوفد، فقد أكد أن زيارة الرئيس السيسي القصيرة إلى دولة كينيا، التي تعتبر إحدى دول منابع النيل، تقوم على أساس استعادة العلاقات المصرية الإفريقية، وللحفاظ بكل الطرق السلمية والعاقلة على حصة مصر من مياه النيل.
وأضاف “عز العرب” في تصريحات صحفية” أن مصر تحاول جاهدة الاحتفاظ بعلاقات متوازنة تقوم على المصالح المشتركة مع دول حوض النيل، وهو ما أكدته تلك الزيارة، لافتًا إلى أن تلك الزيارة لم تأتي هباءً، إنما زيارة مقطوع بها أن لها علاقة بسد النهضة الأثيوبي.