شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لماذا لجأ حفتر إلى الهجوم على الإخوان المسلمين؟

لماذا لجأ حفتر إلى الهجوم على الإخوان المسلمين؟
هاجم اللواء خليفة حفتر، قائد المليشيات الليبية، جماعة الإخوان المسلمين بقوله إنها "لا تزال متمسكة بمحاولات القضاء على الجيش والشرطة في البلاد؛ من خلال تدخلها في مفاصل الدولة كافة، وجلبها المجرمين في العالم كافة لتمكينهم من

هاجم اللواء خليفة حفتر، قائد المليشيات الليبية، جماعة الإخوان المسلمين بقوله إنها “لا تزال متمسكة بمحاولات القضاء على الجيش والشرطة في البلاد؛ من خلال تدخلها في مفاصل الدولة كافة، وجلبها المجرمين في العالم كافة لتمكينهم من التواجد في أماكن متعددة في البلاد”؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون تصريحات لاستجداء الجيش المصري لإنهاء التنازع الليبي إلى صالحه في وقت أسرع.

وقال حفتر في حواره مع مقدم البرامج يوسف الحسيني على فضائية “أون تي في”، تم إجراؤه في مدينة بنغازي في وقت سابق، إنه “استجاب لطلب المواطنين والأعيان في المنطقة الشرقية للتدخل لإنقاذ ليبيا من خطر الإخوان، في ظل عمليات إرهابية واغتيالات متصاعدة، وبأن نواة القوات بدأت بحوالي 300 فرد بأسلحة متواضعة”.

ومنذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي إثر ثورة شعبية في 17 فبراير 2011 تعاني ليبيا من انفلات أمني وانتشار السلاح، فضلًا عن أزمة سياسية تتجسد حاليًا في وجود ثلاث حكومات متصارعة؛ اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما “الوفاق الوطني” و”الإنقاذ”، إضافة إلى “المؤقتة” بمدينة البيضاء، التي انبثقت عن مجلس نواب طبرق.

لا للوفاق

وقال حفتر إن حصول حكومة الوفاق الوطني على الثقة بمجلس النواب أمرٌ لا يعنيه وإنه “حبر على ورق” ولا يخصه من قريب أو بعيد، مشددًا على أن ما يهمه هو “فرض الأمن والاستقرار في ليبيا والتخلص من الإخوان المسلمين والإرهابيين في ليبيا”.

وأضاف حفتر: “لم أسمع بتأسيس حكومة في ظل الإرهاب، ولن تفلح هذه الحكومة”. وقال إن قرار تشكيل الحرس الرئاسي لحماية المنافذ البرية والبحرية والحيوية “قرار كعدمه تمامًا ولا يخصنا من بعيد ولا من قريب”.

وقال إنه يطمح إلى القضاء على الإرهاب؛ لأنه “لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية في ظل إرهاب المليشيات”، وأن الديمقراطية لا بد أن تمر عبر أجيال حتى تترسخ؛ لأنها ثقافة ممارسة في الحياة اليومية، وعلى الشعب الليبي أن يكون واعيًا بممارسة الديمقراطية بطريقة صحيحة، وأنا أومن بها لأني عشتها 25 سنة في الغرب.

وشدد حفتر على أن ليبيا “لن تكون إلا دولة مدنية ولن تُحكم عسكريًا، والديكتاتورية لن تعود إلى ليبيا، ونحن نريد أن يعود الجيش إلى وضعه الطبيعي، ودون الجيش لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية في ظل عدم الاستقرار والفوضى والمليشيات”. 

أهداف الهجوم

واستنكر القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بليبيا بشير الكبتي اتهام اللواء المتقاعد خليفة حفتر للجماعة بـ”الإرهاب” وبأنها “أشد التنظيمات خطرًا على ليبيا”، وذلك خلال حوار أجرته معه فضائية “أون تي في” المصرية السبت الماضي.

وقال المراقب العام السابق للجماعة إن حفتر “يجهل الحقائق” و”يسعى من خلال اتهامه للإخوان إلى التقرب للنظام المصري وعبدالفتاح السيسي”.

وأضاف الكبتي أن “حفتر يعلم أن الإخوان من بداية تكوين المكتب التنفيذي الذي كان يرأسه محمود جبريل الورفلي قد سجلوا الجماعة كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، ولهم ترخيص بذلك؛ وبالتالي فنحن الآن تحت سلطة الدولة، وليس مجال عملنا العمل العسكري ولا العمل السياسي”.

رسالة للشعب المصري

من جهته، قال المحامي والناشط الحقوقي الليبي طاهر النغنوغي إن “ما يريده حفتر الآن هو إقصاء جميع التيارات الإسلامية، خاصة المعتدلة منها، وحتى التي تؤيده حاليًا؛ لأنه يتحرك دائمًا من خلال نظرية المؤامرة”.

ولكن الناشط السياسي في بنغازي فرج فركاش رأى أن “تصريحات حفتر الأخيرة موجهة أكثر للرأي العام المصري، وربما هي محاولة تبريرية لرفضه لقاء السراج، وتدْخل في باب المماحكات السياسية والاتهامات المتبادلة”.

من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي محمد فؤاد إن “دلالة تصريحات حفتر الوقتية والمكانية مصر تؤكد أنها محاولة لمغازلة السيسي، وذلك من خلال التأكيد على أن الإخوان هم سبب الأزمة في ليبيا”.

وتابع فؤاد: “السبب الأهم في اتهامات حفتر أنها محاولة لدغدغة عواطف ما يعرف بالتيار المدخلي، الذي يزداد اعتماده عليه يومًا بعد يوم؛ خصوصًا مع المشاكل القبلية التي يواجهها حفتر في الشرق الليبي”.

نقل للتجربة المصرية

أما عضو حزب العدالة والبناء الليبي “المبروك الهريش” فرأى أن “حفتر يتمنى أن ينقل تجربة الانقلاب المصرية إلى ليبيا ويقضي على جميع الفصائل السياسية المدنية، بما فيها الإخوان”.

وأضاف الهريش: “لكن الوضع في ليبيا يختلف تمامًا؛ فالسلاح منتشر في كل بقاع البلاد، وليس بإمكان أي شخصية تنظيم هذا السلاح إلا بعد توافق سياسي ومجتمعي؛ وبالتالي ما يتمناه حفتر هو حلم بعيد المنال”، حسب قوله.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023