لأول مرة في تاريخ مصر، تعيين فيلق نسائي تابع لوزارة الأوقاف تحت مسمى “الداعيات الجدد”، والذي تم تشكيله بأمر من دولة السيسي ليكون مسؤول عن مصلى السيدات، وتوصيل رسالة محددة لهم بأوامر من وزير الأوقاف التابعة للدولة، الذي وصفه باليوم المشهود.
وعلى الرغم من مزاعم “أوقاف الانقلاب” أنه لأول مرة يتم تعيين نساء كداعيات للنساء في المساجد، إلا أن نشطاء سياسيين اتهمو الوزارة بتسييس الدين، من خلال إرسال رسالة محددة للنساء اللاتي يذهبن للمساجد، كما في توحيد خطبة الجمعة، وإرسالها لأئمة المساجد ومعاقبة من يخالفها.
144 داعية
واستقبل الدكتور مختار جمعة وزير الأاوقاف، 144 داعية امرأة من 19 محافظة لأول مرة في مسجد النور بالعباسبة، وتم توزيع كتيبات ومؤلفات عن تجديد الفقه الديني وحماية الكنائس في الإسلام والتيسير الديني.
وكشفت الوزارة عن أن جميع الواعظات خريجات الكليات الشرعية بجامعة الأزهر وبعضهن حصلن على معهد إعداد وتأهيل الدعاة، و تم مطابتهم بتوعية النساء وحمايتهن من الافكار المتطرفة، وتم مناقشة آليات العمل التي يعملن بها، و يتم تسلميهن كارنيهات الوعظ وبعض إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأوقاف للاستعانة بها في أداء رسالتهن الدعوية.
وقال مختار جمعة وزير الاوقافت، أن قرار وزارة الأوقاف بإشراك المرأة وبقوة فى العمل الدعوى والوعظى والقيمى والتربوى يأتى تقديرا لدور المرأة فى المجتمع وللحاجة إلى جهدها ولعدم ترك الساحة الدعوية للنساء خالية وتخصيص واعظات تم اختيارهن من قبل الوزارة، والتأكد من علمهم بدلا من ترك الساحة لنساء غير متخصصات أو متشددات أو متطرفات فكريا أو تابعات لجماعات أو تيارات متشددة أو منتمين لها.
وذكرت الوزارة في بيان صحافي، قائمة بأسماء واعظات وإسناد جدول دروس دينية لهن بالمساجد الكبرى والجامعة، تحت بند متطوعة على مستوى الجمهورية كدفعة أولى، وتكليفهم، بإعطاء الدروس المطلوبة بالمساجد الكبرى والجامعة ومتابعة الأداء بمحافظاتهم.
إرضاء لافكار السيسي
و يقول الدكتور عمار علي حسن الباحث في الشأن الديني والمحلل السياسب، إن وزارة الأوقاف تحاول السير لإرضاء بنات أفكار السيسي، ويظهر غياب استراتيجية في التعاطي مع القضايا الكبيرة ومنها الفراغ الدعوي.
ويردف الدكتور عمار في تصريح خاص ل”رصد” قائلا: “الحركات الإسلامية عملت منذ فترة طويلة على تحريك شريحة النساء، باعتبارهن الرقم الأكبر في أصوات الناخبين، لذلك أسست جماعة الإخوان المسلمين قسم الأخوات منذ عقود منصرمة، إدراكاً منها لأهمية النساء”.
ويتابع: “جزء من اهتماماتها “تجييش” الداعيات والمعلمّات لاستهداف الجمهور العام”. ويستطرد قائلا: “أدرك الأزهر خطورة ذلك مؤخراً، وفتح الباب لتقدم متطوعات للعمل الدعوي”.
ويتخوف الدكتور عمار من قدرة مجموعات الإسلام الحركي الدخول على هذا الخط، وأخذ رخصة رسمية “ليعيد الانتشار من جديد في المجتمع المصري”. ويتابع قائلا: “بطبيعة أنه خاضع لتكليفات من أعضاء هذه التنظيمات، في إطار خطة الاختراق في المجتمع من جديد بعد انتهاء حكم الإخوان المسلمين”.
ويشدد في الختام على أهمية وضع ضوابط للاختيار، ولا يعني هذا تغليب المنطق الأمني، وتتضمن هذه المعايير، قياس السلامة النفسية وسلامة الحواس والابتعاد عن أي مجموعات مُسيَّسة، بحسب بان.
سيطرة على المساجد
على الجانب الآخر وصف نشطاء سياسيين القرار، بأنه ياتي ضمن خطة النظام الانقلابي على احكام السيطرة على المساجد، وأن البداية كانت بالتحكم في خطب الجمعة وارسال الخطبة أسبوعيا لكل إمام ومن يخالفها يعاقب.
وأضافوا تم احكام السيطرة من خلال السيطرة على النساء اللواتي يذهبن للمساجد لحفظ القرآن، من خلال هؤلاء الواعظات اللاتي سيقومون توجيه النساء لدعم الانقلاب بشكل غير مباشر والصبر على النظام والصبر عل الاوضاع الاقتصادية.
وقالت سندس علي – ناشطة سياسية- إن نظام الاوقاف يقول أن السبب الرئيسي هو تثقيف السيدات وعدم تركهن فريسة للسيدات المنتميات للتيارات المتطرفة واللائي يقمن ببث سمومهن وأفكارهن المضللة والمتطرفة، وكل هذا عار من اصحة فمنذ الانقلاب تم منع الندوات الدينية والجلسات الدينية للنساء ف المساجد.
وأضافت أنه في ظل القمع والتنكيل من نظام الانقلاب لاتستطيع امراة عمل درس ديني في أي مسجد، خوفا من اعتقالها بتهمة الانتماء لتنظيم ارهابي أو تكفيري، فكيف إذن وجود الواعظات الجدد كبديل عن هؤلاء السيدات!، مؤكدة أن مايحدث خطة صهيونية لغسل أدمغة نساء مصر وتوجييهن لأفكار النظام بدعوة الحرية والتيسير والوسطية.