صرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن بلاده تجري اتصالات يومية مع النظام السوري تشمل مسألة إقامة مناطق آمنة. ووصف رئيس النظام السوري بشار الأسد مقترح إقامة مناطق آمنة في بلاده بأنه غير واقعي.
دلالات إعلان روسيا وأبعاده تشيران إلى اتصالات روسية موسعة مع النظام السوري، فما سر هذا الاهتمام؟
جزء من التفاهم مع أميركا
من جانبه، يرى الدكتور محمد العادل، سياسي أكاديمي، أن اهتمام روسيا وإبداء استعدادها للتعاون في مسألة المناطق الآمنة إنما هو انعكاس لاستعداد روسيا للتعاون مع الولايات المتحدة فيما يخص الأزمة السورية مقابل تنازلات أخرى من واشنطن لصالح موسكو في القضية ذاتها.
ويتابع في تصريحات خاصة لـ “رصد”: “لا سيما وأن الرئيس الأميركي الجديد من أشد المتحمسين للفكرة التي يهدف من ورائها إلى إيقاف ما يمكن إيقافه من تدفق اللاجئين تجاه الغرب والولايات المتحدة”.
أهمية موافقة النظام
وفي هذا الصدد، أكد الكاتب والمحلل السياسي الروسي غيفورغ ميرزويان أهمية إقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية اللاجئين، لكنه قال إنه “لن يكون من المفيد إقامتها من دون موافقة النظام السوري المسؤول عن جميع الأراضي السورية”.
كما أكد في تصريحات صحفية أنه يجب أن تكون هناك مفاوضات حول إقامة المناطق الآمنة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية. وشدد على أن روسيا لا تريد تقسيم سوريا؛ بل تريد سوريا موحدة مع حكومة ائتلافية مركزية في دمشق بقيادة بشار الأسد.
مخاوف
من جهته، قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات السورية في جنيف، أحمد العسراوي، إنه لا يمكن قيام مناطق آمنة بالشكل الذي تريده المعارضة، مشيرًا إلى أن أميركا التي تطرح فكرة المناطق الآمنة قادرة على إيجاد الأمن لجميع أنحاء سوريا.
وأوضح في تصريح تلفزيوني أن دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأحد الفصائل الكردية في شمال سوريا يثير مخاوف المعارضة من مشروعها للمناطق الآمنة.
واتهم روسيا بأنها تريد تقسيم سوريا إلى دويلات، مؤكدًا أن المعارضة لن تقبل إلا بحكومة مركزية واحدة ليست تحت رعاية النظام الحالي؛ بل بحكومة تشاركية تحت نظام وطني ديمقراطي وهيئة حكم انتقالي من خلال الحل السياسي.