منعت السلطات المصرية أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح“، جبريل الرجوب، من دخول أراضيها عبر مطار القاهرة.
وقال الرجوب إن “قرار المنع أصدره الأمن المصري بعد وصوله القاهرة؛ حيث كان في استقباله وزير الشباب والرياضة المصري“.
فما هي الرسائل التي تريد القاهرة إيصالها عبر ترحيل جبريل الرجوب ومنعه من دخول مصر؟ وما هي انعكاسات هذا القرار على علاقات “فتح” والسلطة الفلسطينية بالقاهرة؟
لا أحد يسعى إلى التوتر
قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت “أحمد عزم” إن وفدًا من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح كان في القاهرة لحضور اجتماع لمؤسسة ياسر عرفات قبل يومين فقط من وصول جبريل الرجوب إلى مصر، وأضاف: “لذلك لا أعتقد أن هناك قرارًا مصريًا يخص السلطة الفلسطينية أو حركة فتح”.
ومن وجهة نظره، فإن الأيام المقبلة ستكشف إن كان ما جرى موقفًا خاصًا بالسيد الرجوب أم أن هناك أكثر من ذلك، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية وقيادة حركة فتح -بمن فيهم جبريل الرجوب- يبدوان دومًا احترامهما لدور مصر.
ووفقًا لـ”عزم”، في تصريحات تلفزيونية، فإنه رغم رفض السلطة الفلسطينية للمطالب المصرية والعربية بعودة محمد دحلان إلى صفوف حركة فتح؛ إلا أنه لا يوجد أي شخص في السلطة يسعى إلى توتر العلاقات مع مصر، كما أن الأنظمة العربية لن تذهب بعيدًا في دعم دحلان، وفق رأيه.
موقف شخصي
من جانبه، أكد رئيس تحرير صحيفة “المشهد” الأسبوعية، مجدي شندي، أن ما حدث يعتبر أمرًا استثنائيًا ولا يستهدف قيادة حركة فتح في حد ذاتها، مشيرًا إلى أنه وصلت القاهرة انتقادات شديدة وجهها الرجوب إلى النظام المصري، وادعى أن القاهرة تحاول التدخل في الشأن الفلسطيني، بالإضافة إلى انتقاده للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومحاولته استغلال سوء التفاهم بين مصر والسعودية.
وبحسب “شندي”، فإن موقف الرجوب من مصر جاء ضمن صراعه مع دحلان على رئاسة حركة فتح بعد الرئيس محمود عباس؛ رغم أن القاهرة لا ناقة لها ولا جمل في هذا الصراع.
وشدد على أن العلاقات المصرية الفلسطينية علاقات استراتيجية وقوية، وأن مصر دأبت على الصلح بين الفلسطينيين سواء بين أطراف حركة فتح المختلفة أو بين فتح وحماس؛ لأنها تعتقد أن ذلك يقوي الموقف التفاوضي للفلسطينيين.
