أصبحت الضغوط الكثيرة في العصر الحالي، وظروف الحياة الصعبة، والصراعات الموجودة في كل بقاع العالم تقريبًا، سببًا كافيًا لدخول عديدين في دائرة الصراع مع مرض الاكتئاب والقلق.
كيف تكون رحلتهم مع هذا المرض؟ وكيف يشعرون في صراعهم معه؟ وكيف تمر أيامهم وهم يعانون منه؟ هذا ما يكشفه لنا تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
“إنه شعور شامل بالعجز: التحديق في سواد، وانعدام القدرة على سحب نفسك للخروج منه”. هكذا يصف مرضى الاكتئاب الإحساس المسيطر عليهم.
وتضيف الصحيفة البريطانية مما يأتي من وصفٍ على ألسنتهم؛ حيث يقولون إن “الاستيقاظ كل يوم صراع، إنه مثل خوض معركة يومية، والجزء الأصعب في كل ذلك هو محاولة إخفاء ما نشعر به”.
ومع تزايد عدد المرضى النفسييين على مدى السنوات القليلة الماضية تعالت الأصوات المطالبة بضرورة الاهتمام بالصحة العقلية، وبدأ الموضوع يحظى بتغطية متزايدة في وسائل الإعلام، بحسب تقرير “إندبندنت“.
ولم يعد المجتمع ينظر إلى المرض النفسي على أنه من المحرمات التي لا يجوز الحديث عنها، ولم يعد هناك خجل مثل الماضي في أن تلجأ إلى مصحة أو طبيب نفسي طلبًا للمساعدة، على الأقل بين النساء اللاتي يتحدثن عن شعورهن بالاكتئاب بشكل يفوق الرجال.
لذلك؛ فتحت الصحيفة البريطانية الباب أمام مرضى الاكتئاب والقلق ليعبروا عن كل ما يشعرون به. يقول شابٌ بريطاني يبلغ من العمر 30 عامًا إنه “شعور خانق بالخوف والتشاؤم يؤثر عليك جسديًا، وكذلك عقليًا”.
في حين يرى شاب دنماركي يبلغ من العمر 27 عاما أن “الاكتئاب بالنسبة إليه عندما لا يهمه أي شيء؛ ولكن القلق عكس ذلك، وهو ما يعاني منه؛ إذ يقلق طوال الوقت ويشعر أنه مريض بالسرطان أو بعض الأمراض النادرة، وهذا الخوف يسيطر عليه تمامًا”.
ويقول شاب آخر عمره 22 عاما فقط إنه عانى من القلق والاكتئاب على مدار السبع سنوات الماضية: “ما أشعر به حالة قلق وتوتر دائمة، حتى عندما لا يكون هناك ما يدعو إلى القلق، ولا شيء على الإطلاق قادر على أن يدخل لي إحساس السعادة”.