وصلت طائرة عسكرية مصرية إلى مطار جوبا بدولة جنوب السودان تحمل نحو 20 طنًا من المساعدات الطبية والدوائية والغذائية إلى شعبها، بحضور أحمد فاضل يعقوب مساعد وزير الخارجية وأيمن الجمال سفير مصر بجنوب السودان وأعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة.

وقال يعقوب: يسعدني أن أكون مع حضراتكم اليوم ونحن نستقبل هذه الطائرة العسكرية الخاصة التي تحمل نحو 20 طنًا من المساعدات الطبية والدوائية والغذائية، متابعًا أن “هذه المساعدات التي وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإرسالها هي هدية من الشعب المصري إلى شعب جنوب السودان، وهي تعبير رمزي ورسالة صداقة وأخوة واعتزاز بشعب جنوب السودان بمكوناته كافة؛ وهو ما يأتي استمرارًا لتوجهات مصر وسياساتها بالوقوف دائمًا مع شعب دولة جنوب السودان، في ظل ما يجمعنا دائمًا من علاقات تاريخية عميقة تعود حتى لفترة ما قبل الاستقلال عام 2011“.

وأضاف مساعد وزير الخارجية أن مصر تتمنى أن يعم السلام والاستقرار أراضي جنوب السودان كافة، كما أن هذه المساعدات تأتي استمرارًا للتعاون الدائم في مجالات مختلفة ومشاريع تنموية متعددة، مشيرًا إلى أن مصر استقبلت ولا تزال آلاف الطلبة الدارسين في جامعاتها المختلفة ولديها مشاريع تعاون في مجالات الصحة والكهرباء وحفر الآبار، مشيرًا إلى عديد من برامج التدريب المختلفة التي تقدمها مصر إلى أشقائنا في جنوب السودان، مؤكدًا ضرورة العمل على زيادة الاستثمارات من كبريات الشركات المصرية في جنوب السودان.

وتابع: في هذه المناسبة، أؤكد وقوف مصر ودعمها لشعب جنوب السودان وحكومته الانتقالية في السعي إلى الإعداد للحوار الوطني الشامل الذي أعلن عنه رئيس جنوب السودان سيلفا كير ويشمل المكونات السياسية والقبلية والجغرافية كافة، معربًا عن تمنيات مصر بنجاح هذا الحوار، مؤكدًا ثقته في أنه سيشمل الجميع.

وقال السفير أحمد فاضل يعقوب: إذا كنا نستقبل هذه الطائرة المحملة بالمساعدات اليوم فإنني يسعدني أن أعلن أنه جارٍ الإعداد لإرسال طائرة أخرى في القريب العاجل؛ استمرارًا لدعم مصر ووقوفها مع دولة وشعب جنوب السودان.

مجاعة كارثية 

وأعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن مناطق بجنوب السودان تعاني من المجاعة، وهي أول مرة يواجه فيها العالم مثل هذه الكارثة منذ ست سنوات.

ولن يتوفر لنحو 5.5 ملايين شخص (قرابة نصف تعداد سكان جنوب السودان) مصدر غذاء يعتمد عليه بحلول يوليو 2017.

وهذه الكارثة بفعل الإنسان إلى حد بعيد؛ حيث سقطت دولة جنوب السودان الغنية بالنفط في براثن الحرب الأهلية عام 2013 بعدما أقال الرئيس سلفا كير نائبه ريك مشار.

ويمزق الصراع منذ ذلك الحين البلد الإفريقي الناشئ على أسس قبلية، والذي انفصل عن السودان؛ فتجاوز معدل التضخم 800 بالمئة عام 2016 وأصيبت الزراعة بالشلل بسبب الجفاف والحرب.

اغتصاب وقتل

وقال جورج فومينين، متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي: “ما رأيناه هو أناس كثر جاؤوا من الجزر. كانوا يعيشون على زنابق الماء وعلى الجذور والأعشاب في النيل ويأكلون مرة واحدة في اليوم على الأكثر”.

وأضاف مفوض المقاطعة “ماجيل نهيال” أن القرويين تعرضوا إلى الهجوم عندما حصلوا على مساعدات غذائية العام الماضي.

وأكد أن رجالًا يرتدون الزيّ العسكري نهبوا منازلهم وأحرقوها. وتابع: “فقدنا كل ممتلكاتنا وأبقارنا وسرقت منازلنا. تعرضنا إلى الهجوم واغتُصبت النساء وخُطفت الفتيات”.