قال البرلماني السابق محمد العمدة، أن رد الفعل على تصريحاته الأخيرة مع الإعلامي محمد ناصر بقناة “مكملين” كان قويا للغاية كشف عنه حجم الاتصالات والرسائل التي تلقاها، وكانت تدور حول حالة الانهيار التي وصلت لها البلاد والمعاناة التي يعانونها، فأحدهم مثلا أقسم بالله أنه باع شقتين وسيارة من ممتلكاته التي أنفق عليها حصاد عمله في مجاله، وأنه الآن يعتمد على القروض والسلف من الناس، وأخيرا قرر أن يبيع الشقة التي يمتلكها ويقيم فيها ليسكن بالإيجار لعل الله عز وجل يحدث بعد ذلك أمرا،
وأضاف “العمدة” في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “كل من شاهد الحوار عبر عن سعادته لأنه وجد من يعبر عن حقيقة الأحوال في ظل إعلام السيسي الذي يعمل رهن الاحتكار تحت التهديد أو الترغيب، كما وجدت تأييدا لوجهة نظري حول تسبب السيسي فيما يحدث بسيناء وما أصابها من عنف وإرهاب كان وفق قوله محتملا فأصبح حقيقة بعد حربه العشوائية التي بدأها دون رأي شعب أو برلمان”.
وأضاف: “الحقيقة أنني حين أعبر عما أراه حقا من وجهة نظري لا أفكر في العواقب رغم أنني أعلم أن كثيرا من منتقدي حكم العسكر قتلوا في ظروف غامضة مثل الدكتور والعالم المصري الفذ جمال حمدان الذي كتب لنا كتابه العظيم “شخصية مصر” ليكشف فيه كيف عانت مصر على مر تاريخها الطويل من “الفرعونية” كنظام سياسي”.
وتابع البرلماني السابق: “لو تكررت نفس الأسئلة التي وردت في اللقاء وتم إعطائي الوقت الكافي سوف أقول ما قلته وأضيف إليه مجلدات من أسباب رفضي للحكم العسكري في مصر، فالأمر يتعلق بمصير مصر الوطن الذي يحتوينا ويحتوي أبناءنا وأحفادنا، كما يتعلق بمصير العالم الإسلامي كله في ظل سياسات السيسي التي يتلقاها من وزارة الدفاع الأميركية وهي سياسات تدميرية لكافة الدول الإسلامية، كتأييده لشيعة العراق وتأييده لبشار الأسد السفاح الآخر ضد شعبه وتأييده للعميل الثالث خليفة حفتر ضد شعبه إلى غير ذلك من السياسات التي نتج عنها تشبع أرض الإسلام بدماء المسلمين لا سيما من أهل السنة في ظل انطلاق الحشد الشيعي الذي يشبه قوم يأجوج ومأجوج من إيران وحزب الله لتصفية أهل السنة في العراق وسوريا وفي كل مكان”.
وأشار “العمدة”، إلى أن الصمت على نظام السيسي سوف يؤدي إلى غرق المركب المصرية بالجميع وهذا ما ينبغي أن يفهمه من يدعمون السيسي سواء داخل السلطة أو خارجها، ولهم فيما أصاب ألمانيا وأوروبا والعالم أجمع على أيدي هتلر أسوة لقوم يعقلون، بحسب تعبيره.
وفي لقاء له مع الإعلامي محمد ناصر بقناة “مكملين”؛ عبر العمدة عن غضبه الشديد من الأوضاع التي وصلت إليها البلاد، موجهًا انتقادات لاذعة للنظام الحالي بأنه المسئول عما وصلت إليه مصر. وطالب العمدة الذي انتخب في برلمان 2012 نائبًا عن الشعب، عبد الفتاح السيسي بالرحيل عن الحكم قائلا: “ارحل يا سيسي الناس مش لاقية تأكل ولا تصرف على عيالها”، مؤكدًا أن الشلل ضرب مختلف المهن، وانهار قطاع السياحة. مطالبا من أسماهم الشرفاء من أبناء الوطن بالتحرك، قبل أن تتحول إلى مصر إلى سوريا أخرى، على حد قوله.
وفى صوت يكسوه البكاء والحزن قال العمدة: “أقسم بالله نزلت الفجر أجيب 100 جنيه لبنتي تروح كليتها في أسوان” متابعًا: “إحنا ميتين أصلاً، مفيش فرق، كل أبواب الرزق اتقفلت.. مستنيين ايه”.
كانت محكمة جنايات الجيزة، في أغسطس 2014، أيدت قرار إخلاء سبيل “العمدة” بكفالة 100 ألف جنيه، في قضية أحداث “بين السرايات”، ورفضت استئناف النيابة على القرار. وحوكم شقيقه أحمد العمدة، فيما عرف إعلاميًا بـ”أحداث محافظة أسوان”.