في ديسمبر 2016، وقّع جون كيسيك محافظ ولاية أوهايو قانونًا يتيح لسكان الولاية بحمل السلاح للمحاضرات، وألحق به ملاحظة بمنع مدن الولاية من رفع الحد الأدني للأجور، الذي يصل إلى 8.10 دولارات في الساعة وسيزيد إلى 8.15 دولارات في الساعة العام المقبل، وكانت ولاية كليفلاند تستعد لسنّ قانون على مستوى المدينة بوضع حد أدنى للأجور في الساعة ليصل إلى 15 دولارًا.
ويرجع سبب سعي المحافظين لتخفيض الأجور إلى أن طلاب الثانوية يعملون بهذه الأجور في محلات البقالة بعد يومهم الدراسي للادخار؛ حتى يستطيعوا دفع مصروفات الجامعة.
وقال الكاتب “جوردن داف” في صحيفة جورنال نيو إنه في 1963 كان يعمل بهذه الوظيفة وكان الأجر 1.50 دولار في الساعة، ولكن وفقًا لمؤشرات أسعار المستهلك وانهيار أسعار المساكن، إضافة إلى أسعار البضائع؛ فإنه ووفقًا للحال اليوم كنت أحصل على 12.50 دولارًا في الساعة.
كان هناك حوالي مليوني وظيفة متوفرة للطلاب، الذين كانوا يأخذون حوالي 2.20 دولار أو أعلى؛ وهو ما يساوي حاليًا حوالي 18 دولارًا في الساعة. وفي عالم مثالي لا وجود له، فإن الزيادة في الإنتاج كانت ستؤدي إلى ارتفاع الأجور ومستوى المعيشة عن الحياة في 1963.
في 1963، العمل الذي لا يحتاج تعليمًا كان في التصنيع مقابل ثلاثة دولارات في الساعة، وهو ما يساوي اليوم 24 دولارًا، وكانت الوظائف متاحة بشكل كبير، مع أموال إضافية وتأمين مدى الحياة وإجازات مدفوعة الأجر.
واليوم، الأشخاص الذين يعملون في وظائف خاصة بالتصنيع في متاجر التجزئة يتحصلون ما بين ثمانية دولارات وعشرة في الساعة، وهناك القليل من الفرص.
وكان لدى الجامعات الحكومية المرموقة تكلفة نموذجية تقدر بحوالي 12 دولارًا للساعة المعتمدة، ومعظم الطلاب يدرسون بمنح مخفضة ومنح أيضًا تقوم بدفع تكاليف الحياة. أما اليوم، فالجامعات تحاسب بحوالي من 400 إلى 600 دولار في الساعة المعتمدة مع عدد قليل متاح من المنح وفقط قروض ذات فوائد مرتفعة؛ وهو ما يعتبر عارًا على أميركا؛ حيث يفلس هذا النظام الطلاب الذين ينتقلون إلى الجامعة بحد أدنى من الأجور وسنوات من الديون.
مع خروج الطلاب الأميركيين من الدراسة، ومع عشرات الآلاف من المديونيين ضحايا النظام التعليمي المتدهور وسوق عمل بائس وانتشار التضخم؛ فإن أميركا أتت بملايين من الطلاب من الخارج.
مع إعطاء الأعمال للعمال من الخارج، الذين يعتبر التعليم في بلادهم لا يساوي شيئًا ماديًا؛ فإن الضغط على الأجور في الهندسة وعلوم الكمبيوتر ينحدر كل عام؛ والناتج النهائي لذلك انخفاضٌ بحوالي 40% في الأجور خلال 50 عامًا. الأعمال الجيدة حاليًا تعتبر في الجيش؛ والغريب أن أميركا في حروب مستمرة منذ 1963.
في أميركا، إذا لم تتوفر الحياة والعمل من المال فإنهما يتوفران من الحظ؛ وغالبًا يجب العمل حوالي خمس سنوات في العراق أو أفغانستان أو أي حرب مفضلة وفق المرحلة.
وتتوافر الأموال أيضًا من مهن الأطباء والمحامين والمصرفيين، وبعض المهن الأخرى، وهؤلاء يستطيعون الحياة؛ أما الغالبية فإن الحياة لا تبدو بمثل هذه السهولة!