انتفض سياسيون وإعلاميون تضامنا مع الإعلامي إبراهيم عيسى، بعد قرار النائب العام التحقيق معه، في الوقت الذي أكد فيه آخرون أن هذه الخطوة تهدف إلى تلميع الإعلامي الذي يقوم بدور المعارض حاليا.
وفور قرار النائب العام باستدعاء إبراهيم عيسى للتحقيق معه في الساعة الواحدة من ظهر اليوم الأحد، على خلفية البلاغ المقدم ضده من مجلس النواب خرجت حملات تضامن قويه معه من جميع التيارات السياسية.
وجاء إبلاغ “عيسى” بالتحقيق معه عبر اتصال هاتفي من مكتب النائب العام، وليس بشكل رسمي كما جرت العادة في حالات الاستدعاء، وكان البرلمان قد وافق، يوم الثلاثاء الماضي، على تقديم بلاغ للنائب العام ضد إبراهيم عيسى؛ بتهمة “إهانة المجلس في صحيفة المقال”.
النظام يصنع من إبراهيم عيسى بطلا
وعلق نقيب الصحفيين الأسابق مكرم محمد أحمد، على قرار البرلمان بتحويل الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي لنيابة العامة بعد مهاجمته لمجلس النواب، قائلًا إن إبراهيم عيسي هو الوحيد المستفيد وكأن أعضاء البرلمان يصنعون منه زعيم رغم أنفه.
وأبدى مكرم محمد أحمد، اندهاشة من أن يضع البرلمان نفسه فى نِدِّية ضد صحفي، قائلاً لنواب البرلمان: “من فضلكم لا بد أن يتسع صدركم للرأي المخالف ومفيش مقالة بتهد نظام، وكل ما تفعلونه يأتي بعكس نتائجه”.
وأشار “مكرم” فى حواره ببرنامج “90 دقيقة” المذاع على فضائية “المحور”، إلى أن إبراهيم عيسى الآن في سعادة بالغة لأنه سيتم تصويره على أنه الشخص الذي يقف ضد الشعب والحكومة وكل شيء فى مصر، حتى أصبح بطلاً.
وأوضح أنه ما زال هناك فكر قديم في التعامل مع وجهات النظر الأخرى رغم قيام ثورتين، مشيراً إلى أن “مقال إبراهيم عيسى” يدخل في مجال النقد المباح والقانون سيؤكد ذلك، لأن هناك ثوابت تاريخية كثيرة للنقد والنقد المباح، وما كتبه “عيسى” لا يخرج عن ذلك.
معتقلون آخرين
وطالب الكاتب الصحفي سليم عزوز المدافعين عن حقوق الصحفيين والمهتمين بالدفاع بالصحفي إبراهيم عيسى كذلك، بالدفاع عن صحفي آخر هو إبراهيم الدراوي المعتقل حاليًا في سجون النظام.
وقال “عزوز” في تدوينة له اليوم الأحد، عبر فيس بوك: “موصوف لك تدافع عن إبراهيم فيه إبراهيم الدراوي صحفي مسجون في مصر، الناس المحموقة جدًا لإحالة إبراهيم عيسى للنيابة في البلاغ المقدم من علي عليوة عبد العال.. اطمئنوا إبراهيم في الأمان!”.
وأضاف الكاتب الصحفي: فإبراهيم سيحصل بسبب هذا البلاغ على مجموعة جوائز خارجية عن حرية الصحافة، وعلي عليوة عبد العال في مرحلة ما سيتنازل عن بلاغه وسط تصفيق مبعثه احترام الدولة لحرية الإعلام”.
وتابع: “إبراهيم يكون بالبلاغ قد أعيد تدويره لمرحلة انتقاله لقناة المخابرات التلفزيونية “دي إم سي” وهناك لن يستيطع نقد حضرة الصول النابتشي في قسم شرطة وادي القمر، لكنه سيهاجم الصحابة”.
ثم أردف: “بص لحالك انت.. فأنت من تستحق الشفقة وليس إبراهيم عيسى!”
غضب برلماني
ورغم أن البرلمان هو من تقدم ببلاغ ضد إبراهيم عيسى، إلا أن هذا أثار غضب الكثير من النواب، حيث تضامن النائب البرلماني هيثم الحريري، مع إبراهيم عيسى، رئيس تحرير جريدة “المقال”، بعد استدعائه من قِبل النائب العام، المستشار نبيل صادق، للتحقيق معه في البلاغ المقدم من مجلس النواب.
وقال في تدوينة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “بمناسبة قرار أغلبية مجلس النواب مش مجلس الشعب بتقديم بلاغ ضد الصحفي إبراهيم عيسى، أنا شخصيًا زى ناس كتير اختلفت مع مواقف كثيرة لإبراهيم عيسى حاليًا وسابقًا وأكيد مستقبلًاـ بكل تأكيد لن يكون هناك شخصين متطابقين على طول الخط وربما يصل الاختلاف في الرأي إلى رفض الشخص ورفض لمواقفه”.
وأضاف: “إللى عايز اقوله إن مفيش حد مننا بدون أخطاء لأننا بشر مش ملايكة، لكن السؤال لما يكون فى توجه إلى السيطرة الكاملة على الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لما يكون فى توجه لكتم كل نبرة صوت مختلفة ولكل رأي معارض بل ولكل شخص معارض، هل نصمت؟، هل يمنعنا اختلافنا او حتى خلافنا مع شخص ان ننتصر لمبادئنا؟”.
وتابع: “بكل تأكيد لا، لا يجب أن نقبل بهذا المبدأ، لا يجب أن نصمت على محاولات الترهيب والتشوية والاغتيال المعنوية والسياسي لأى فرد اختلفنا معه او اتفقنا. أكُلت يوم أكُل الثور الأبيض”.
واختتم: “علينا جميعًا أن ننتصر لحرية الرأي والتعبير، أن نتمسك بالسلطة الرابعة، أن ندافع عن حق الجميع في التعبير عن رأيه”، وأخيرا اذا كنت ترى صعوبة فى نصرة الحق فلا تكن فى صفوف أنصار الباطل لأى سبب وهذا أضعف الإيمان”.