يبذل النظام المصري كل المحاولات الممكنه في سبيل عودة السياحة الروسية، في ظل اعتماد مصر على السياحة الروسية كمصدر أساسي للعملة الصعبة.
وتواصل روسيا وضع شروطها لعودة السياحة الروسية إلى مصر، فبعد إعلان اقتراب عودة السياحة الروسية بعد تنفيذ مصر طلبات الخبراء الروس، عادت من جديد لتضع أربع شروط أخرى، وسط توسلات إعلامية، وتأكيد الخبراء أن تسليم المطارات لخبراء أمن أجانب يضر السياحة وينتهك السيادة المصرية.
شروط روسية جديدة
وأعلنت رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، أن السلطات المصرية ما زال أمامها أربعة شروط (لم تسمها) لتنفيذها حتى يصل فريق من الخبراء الروس إلى القاهرة، لتقييم الإجراءات من أجل استئناف الرحلات الجوية.
وقالت ماتفيينكو، في مؤتمر صحفي بمقر مجلس النواب المصري (البرلمان)، أمس السبت، إن تحطم الطائرة الروسية مثل “مأساة وكارثة في تاريخ روسيا، لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار جميع الإجراءات المطلوبة لتأمين المطارات”.
ويسعى الانقلاب إلى تلبية مطالب موسكو بشأن أمن المطارات من أجل استئناف الرحلات الجوية، والتي جرى تعليقها بعد تحطم طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء شمال شرق البلاد نهاية أكتوبر 2015، بينما أعلنت جماعة مسلحة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية، إسقاط الطائرة عبر زرع عبوة ناسفة على متنها مستغلة في ذلك ما وصفتها بـ”ثغرة” في مطار شرم الشيخ جنوب سيناء.
وقالت “ماتفيينكو” إن القاهرة نفذت نحو 90% من الإجراءات المطلوبة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية، مشيرة وفق بيان صادر عن البرلمان المصري إلى وجود إرادة سياسية روسية لاستئناف الرحلات الجوية في القريب العاجل.
وظلت السياحة المصرية تراهن حتى الأيام الأخيرة من فبراير الماضي على عودة السياح الروس، لإعادة الحياة إلى الموسم الشتوي الذي يشرف على الانتهاء، إلا أن عدم إصدار الجانب الروسي قراراً باستئناف الرحلات المتوقفة، بدد الآمال لدى الكثير من العاملين في السياحة المصرية بتعافي القطاع العليل.
ويرى مراقبون أن “روسيا تبتز مصر في ملف عودة الرحلات الجوية، لتحقيق مكاسب في ملفات أخرى، منها تعديل الشروط الفنية المختلف عليها حتى الآن بين البلدين حول المحطة النووية، المزمع إقامتها بخبرة وتمويل روسيين بمنطقة الضبعة (شمال)، بناء على قرض هو الأضخم في تاريخ مصر بنحو 25 مليار دولار”.
توسلات إعلامية
دفع الانهيار الاقتصادي والسياحي سعيد حساسين مقدم البرامج، والنائب بالبرلمان وأحد أذرع النظام الإعلامية، إلى التذلل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه لا يوجد سبب لتأخير عودة السياحة الروسية لمصر، مضيفًا: “كفاية بقا ياعم بوتين رجع السياحة..ده إحنا عملنالك عجين الفلاحة”.
وقال “حساسين” خلال برنامجه “انفراد”، عبر فضائية “العاصمة” السبت، إنه يجب استثمار العلاقات الطيبة بين مصر وروسيا بشكل حقيقي في المجال السياحي والاقتصادي، لاسيما عودة السياحة الروسية مجددًا.
وأضاف “حساسين”، أنه يتمنى تنشيط العلاقات المصرية الروسية من الناحية الاقتصادية وكذلك عودة السياحة الروسية إلى القاهرة سريعًا، موجهًا حديثة للرئيس الروسي بوتين: “رجع السياحة بقى كفاية كده”.
وتابع : “مصر عملت كل حاجة لروسيا، ده عملت لبوتين عجين فلاحي”.
وقال الإعلامي أحمد مجدي، إن العلاقات المصرية الروسية لم تنقطع منذ 30 يونيو وحتى الآن، ومستمرة على كافة المستويات حتى مع حادث سقوط الطائرة الروسية العام الماضي.
وأضاف “مجدي” خلال تقديمه برنامج “صباح البلد”، على قناة صدى البلد، اليوم الأحد، أنه من الخطأ اختزال العلاقة الروسية المصرية في السياحة فقط، مشيرا إلى أن العلاقات التجارية والمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس في غاية الأهمية ويفوق أهمية عودة السياحة الروسية لمصر.
طعن للسياحة ورسالة سلبية
وقال محمود الشال الخبير الاقتصادي إن وظيفة الأمن الخاص بالدولة هي إحدى الوظائف التقليدية الرئيسية للدولة وإذا فشلت الدولة في القيام بهذه الوظيفة فهذا يمثل طعنا في أهم صفاتها كدولة مما يؤثر على سوق السياحة بالنسبة لها.
وأضاف “الشال” – في مداخلة هاتفية لقناة مكملين مساء السبت – أن تسليم المطارات لخبراء أمن أجانب يضر السياحة المصرية؛ لأن السائح سيرى أن مصر غير جديرة بتحقيق الأمن الداخلي، وبالتالي تزداد مخاطر وجوده بها وترتفع تكلفة التأمين الخاصة بشركات السياحة؛ ما يرفع تكلفة الرحلات السياحية.
وأوضح “الشال” أن عوائد السياحة شهدت تراجعا خلال السنوات الماضية إلى 3.7 مليارات دولار في يونيو 2016 وهو معدل شديد الانخفاض مقارنة بما كانت عليه أيام حكم الدكتور محمد مرسي.
وزير الطيران يرد
وقال شريف فتحي، وزير الطيران المدني، إنه ليس بإمكاننا إجبار دولة على المجيء لمصر، ولكننا نقوم بدورنا فيما يتعلق بجانب التأمين، معقبًا: “أنا لا ألوم أحد.. لكنني ألوم نفسي لو لم تكن إجراءتنا مضبوطة”.
وأضاف “فتحي”، خلال حواره مع الإعلامية إيمان الحصري والمذاع ببرنامج “مساء dmc” عبر فضائية “dmc”، أن هناك شركات من دول عديدة في العالم تتعامل مع مطارات القاهرة ولا تشكو من التأمين، ونحترم كافة وجهات النظر التي ترفض التعامل مع مطار القاهرة، وخاصة الجانب الروسي الذي تربطنا به علاقات قوية، والذي لديه بعض الملاحظات على عدم المجيء لمصر، معقبًا: “لا يوجد مطار في العالم ليس عليه ملاحظات”.
ورفض تحديد موعد محدد لعودة السياحة الروسية، معقبًا: “هذا ليس شأننا، ولابد أن نركز على أنفسنا علشان منتعبش.. فالأهم هو هل قمنا بواجبنا أم لا”، منوهًا بأن هناك تقارير دولية تؤكد أن مطاراتنا على أتم الاستعداد لاستقبال أي رحلات وتأمينها.