عبر جورج إسحاق، عضو مجلس حقوق الإنسان، عن رفضه الشديد لعودة رجال مبارك مرة أخرى للسلطة خاصة الذين حكم لهم بالبراءة من جانب القضاء، مؤكدا أن هذا أمر لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال وأننا سنظل نرفض هذا الأمر ونعارضه لأنه لا يمكن أن تكون هناك ثورة على هؤلاء ثم يعودوا للسلطة مرة أخرى.
وحول إمكانية عودة هؤلاء مرة أخرى، قال إسحاق، في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “هذا الأمر في يد الشعب خاصة المتمسكين بثورة يناير ومن قدموا تضحيات من اجلها”، مبديا أسفه من محاولة تمرير هؤلاء عبر السلطة الحالية، مشيرا إلى تعيين وزير التموين الأخير علي مصليحي وهو من رجال مبارك وكذلك المطالبة بعودة يوسف بطرس غالي وزيرا للمالية مرة أخرى وهو كان من وزراء مبارك الذين قامت عليهم الثورة.
وبسؤاله عن إمكانية سفر البعض منهم للإمارات والانضمام للمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، أكد “إسحاق” على أن شفيق هو الذي سيأتي وسينضم لهم لتكتمل المنظومة مرة أخرى وتعود الثورة المضادة بشكل واضح وصريح من خلال محالاوت عودة نظام مبارك كاملا، لكنه أكد على أن الشعب سيرفض ذلك وأن الثورة لم تمت بعد بل ستكون هناك موجة أشد قوة ستطيح بكل من وقف في وجهها وتآمر عليها.
نماذج العائدين
وجاءت أحكام البراءة الأخيرة لمبارك ورجاله لتفتح الباب على مصراعيه لعودتهم إلى الأضواء والسلطة مجددا، وهو ما بدأ مبكرا على طريقة جس النبض، حيث يخرج علينا المحسوبون على دولة مبارك, بشكل مختلف، فقد بدأت القصة بكتابة أحمد عز مقالاً عن التفاؤل ليثير غضب المصريين. وجمال مبارك الذى تترد حوله دائمًا الكثير من الشائعات حول ترشحه لرئاسة الجمهورية، وأحمد نظيف الذي أقرت جامعة القاهرة عودته للتدريس بها مرة أخرى, وحبيب العادلي الذى ينوى تقديم برنامج على قناة مازالت مجهولة بعنوان الزمان وهو اسم الصحيفة التي أنشأتها زوجته، وعلى مصيلحي، الذى قام بعقد مؤتمر اقتصادى ضخم, يطالب فيه الدولة بمساعدة رجال الأعمال فى جذب الاستثمارات قبل أن يتسلم وزارة التموين في التعديل الوزاري الأخير, وحسين سالم الذى يعود مرة أخرى وبقوة للظهور فى الإعلام كأكبر مستثمر فى مصر، وبطرس غالى الذى تستعين الدولة بخبراته، على حد وصفه.
وقد شهد التعديل الوزاري الأخير عودة علي مصيلحي وزير التموين الحالي إلى الحكومة، وهو أيضًا كان أحد قيادات الحزب الوطني وشغل منصب وزير التضامن في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل ثورة 25 يناير، ولا تعتبر نادية ومصيلحي نموذجًا جديدة للسلطة الحالية التي تستعين برجال مبارك للحكم
ثم كان من ضمن المحافظين الذين اختارهم رئيس الوزراء شريف إسماعيل، مؤخرا واعتمدها عبد الفتاح السيسي، كمحافظ للبحيرة نادية عبده، وهي القيادية السابقة بالحزب الوطني والتي أثار تعيينها كمحافظ للبحيرة حالة من الغضب، باعتبارها أول امرأة تتسلم ذلك المنصب
ومن رموز مبارك الذين عادوا أحمد زكي بدر وزير التنمية السابق في حكومة شريف إسماعيل قبل التعديل الوزاري الذي أطاح به، وهو وزير التربية والتعليم في نهاية عهد مبارك، وابن وزير الداخلية الأسبق زكي بدر، الذي اشتهر أنه كان من أعنف وزراء الداخلية في مصر؛ وأحد رموز الحزب الوطني ونظام مبارك التاريخيين.
ولا يختلف الوضع كثيرًا من أحمد زكي بدر إلى أحمد درويش، والذي أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بتعيينه رئيسًا للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في عام 2015، والذي شغل منصب وزير التنمية الإدارية في حكومة الدكتور أحمد نظيف في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وشغل المنصب منذ عام 2004 حتى قيام ثورة يناير ورحيل حكومة نظيف بالكامل.