كتبت الصحفية الألمانية داغمار إنجل مقالا في موقع دويتشة فيلة قالت فيه إن كلا من المستشارة الألمانية والرئيس المصري أفصحوا أن مراكز الاحتجاز لم تكن على جدول الأعمال – على الأقل حتى الآن- ولكن الأمر ما زال قائما.
وأضافت “إنجل” أن السياسة الخارجية عادة لا تتبع خطة معينة حال زيارتها لدولة ما، بحيث يتوصل خلالها إلى اتفاق ومن ثم يهمون بمغادرة البلاد، وعلى الرغم من أن بعض الرؤساء قد يكونون على هذه الشاكلة إلا أن الرئيس المصري بالتأكيد ليس من هذه الفئة.
وعلى الرغم من أنه وحكومته يعلمون ما هم فيه من صعوبات حيث الاقتصاد المصري في حالة يرثى لها، فثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر والسخط يتزايد، ولكن على الرغم من هذا، فإن مصر لا يزال ينظر إليها على أنها عامل استقرار في المنطقة، والسيسي يعلم أن المستشارة الألمانية ورئيس الوزراء الإسرائيلي، والرئيس الروسي، و قادة المنطقة، وفي الواقع فإن العالم بأسره، سيوافق على أي شيء لضبط الأمر على نحو ما، وتؤكد “إنجل” أن السيسي وميركل وافقوا على بعض الأشياء، ولكن نأمل أن لا يكون أي شيء كان، فلا ينكر اللاجئون وغيرهم من المهاجرين أيضا في مصر، أنهم يعيشون في ظل ظروف ينبغي تحسينها.
وتابعت “إنجل”: “إنه أمر لا جدال فيه أنه ينبغي إيقاف المهربين والمتاجرين بالناس أو على الأقل إعاقة عملهم بطريقة أو بأخرى، ويبدو أنه من الأفضل أن تستقبل مصر ثانية طالبي اللجوء الذين رفضت طلباتهم، على الرغم من أن خلق إمكانيات الهجرة الشرعية للقدوم إلى أوروبا يبدو رائعا. وتوفير التمويل لخلق فرص عمل ربما يكون هو السلاح الأكثر فعالية لمكافحة السبب الكامن وراء فرار الناس من بلادهم، ويبدو أن هذا كله سيكون فعالا جدا ضمن تلك الشروط، حيث سيبقى عدد قليل في مصر سواء من المصريين أو غيرهم من يريد الوصول إلى أوروبا بأي ثمن كان، وربما يستمر الأمر على هذا النحو، لكن أعدادهم ستكون قليلة”.
والسؤال الذي يبقى هو ما الذي سيتم الاتفاق عليه؟ وما هو السعر المقبول الذي ستدفعه أوروبا حيال الأمر؟ وبذلك فإن هذا الثمن لا يجوز أن يستخدم لمساندة الدولة في دعم وحشية الشرطة، والرئيس الاستبدادي، والرعاية الاقتصادية الجبرية، لأن هذا النظام فقط يعد باستقرار السواحل؟ فيما هو يعمل لإبقاء الفوضى منتشرة في الواقع الليبي و في كل أنحاء شمال أفريقيا؟ وهل نحن على استعداد للاستثمار لمنع روسيا والصين من أن تصبح أكبر تأثير على المنطقة؟ ما الذي تريد مصر الحصول عليه لإنشاء مراكز احتجاز المهاجرين -ربما ليس الآن، ولكن في وقت لاحق – بحيث لا تمنع تدفق اللاجئين إلى أوروبا؟، هذه كلها أسئلة واردة في الموضوع، بحسب “إنجل”.
وأضافت الكاتبة في تقريرها: “واحد من المبادئ التي ضمنت بقاء الجنس البشري هو أن نتعلم من التجربة، فدول شمال إفريقيا لديها بالتأكيد بعض التجارب الذاتية للتعلم منها، مبارك في مصر، والقذافي في ليبيا، وبن علي في تونس، حيث قدمت أوروبا منذ أربعينات القرن المنصرم سلسلة من التجارب الثورية: استغرقت في بعض الأحيان عقودا، ولكن في نهاية المطاف وصلت إلى عملية الانتقال إلى الديمقراطية”.
وكانت المستشارة الألمانية قد قالت في القاهرة أن المجتمع المدني عمل الكثير للتنمية والصمود ضد الإرهاب. إنها لأمر مفيد.