نشرت صحيفة ميدل إيست مونيتور مقالاً لوزير الإعلام الفلسطيني الأسبق د. يوسف رزقة حول ما وصفها بخطورة نعت جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب من خلال مشروع القانون الذي تقدم به نواب أميركيون للتصويت عليه.
وقال رزقة لا يخفي دونالد ترامب عداءه الشديد للإسلام، والجماعات الإسلامية، لذا فهو ينبري محرضًا في خطاباته على الأقليات كافة بشكل عام ويخص الأقليات الإسلامية بمزيد من التحريض، دائما ما يصف ترامب الأقليات الإسلامية بالإرهاب من خلال لغة فضفاضة تجمع الجميع، ومن المؤسف أنه يسعى ومعه اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف الذي انتخب حديثا لتمرير قانون في الكونجرس الأميركي يصف الإخوان – كبرى الحركات الإسلامية في العالم – بالإرهاب، دون أي دليل واحد دامغ يؤكد مساعيه.
حذرت منظمة هيومان رايتس ووتش الأميركية لحقوق الإنسان ترامب وأعضاء إدارته من تداعيات إصدار هذا القرار المثير للذعر، وهنا أنقل لكم بعض الفقرات التي وردت في بيان المنظمة، والذي تكشف من خلاله المنظمة عن الكثير من التداعيات السلبية وغير المناسبة لهذا القرار الأحمق والمرعب في الوقت نفسه.
تقول المنظمة: “إن من شأن تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية تعريض من يرتبط بها إلى الإبعاد، وتجميد الأصول، وقد تستخدم هذه الذرائع في بلدان أخرى منها مصر كدوافع لعمليات قمع ذات أسس سياسية”.
وتقول المنظمة ذاتها: “إن الإخوان المسلمين حركة اجتماعية وسياسية عابرة للحدود، انبثق عنها عدة أحزاب سياسية، وجمعيات خيرية، ومكاتب مستقلة في الشرق الأوسط، وأوروبا وأماكن أخرى”.
وتضيف المنظمة: “أن القانون الذي تدرسه إدارة ترامب يهدد حق الجماعات المسلمة في التكون داخل الولايات المتحدة، ويقوض قدرة وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين من المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية في الخارج”.
وحذرت المنظمة من أنه إذا أدرجت الحكومة الأميركية جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، فسيغدوا أعضاؤها وأي شخص يشتبه في تقديم دعم لها في الولايات المتحدة أو خارجها، عرضة لخطر الإبعاد من الولايات المتحدة ، إن كان غير أميركي، إضافة إلى تجميد أصوله.
وحذرت المنظمة من أن تصنيف الولايات المتحدة للإخوان منظمة إرهابية قد يشعر حلفاء الولايات المتحدة ممن لم يصلوا إلى استنتاج مماثل، بضغوط لتغيير مواقفهم، في حين قد تستخدم الحكومات المعادية للإخوان هذا ذريعة لعمليات قمع ذات دوافع سياسية”.
هذه بعض تداعيات الموقف الأميركي الذي يبحث في تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية وهو موقف فيه افتراء على الحقيقة والواقع، ويحمل دوافع سياسية وصهيونية ويمينية متطرفة، فجماعة الإخوان – وكما يعرفها الجميع – هي حركة دعوية اجتماعية وسياسية، لم تكن يوما حركة عسكرية، ولم تقتل مدنيا أميركيا واحدا على مدى عمرها الذي تجاوز المائة عام.
إن جماعة الإخوان عملت كل ما في وسعها لتبقى حركة تؤمن بالتغيير السلمي الديمقراطي لأنظمة الاستبداد في البلاد العربية والإسلامية والتي تتلقى دعما من واشنطن. إن سياسة ترامب ورؤيته تعد خطرًا كبيرًا لا على جماعة الإخوان فحسب، بل وعلى حقوق المسلمين عامة، بل هي خطر على البشرية والاستقرار والسلم العالمي.