لا يبدو واضحًا مصير سبعة أشخاص -منهم خمسة أميركيين- في إيران؛ حيث تم حبس أربعة منهم بعد بداية الاتفاقية النووية وتقليل العقوبات ضد إيران في مقابل تأكيدها على العمل السلمي بالنووي. وتحدّث أقارب المسجونين ومحاموهم متسائلين عن تصرف ترامب تجاه أزمتهم؛ خاصة أنه وعد بحل الأزمة حين كان مرشحًا؛ إلا أنه منذ التنصيب لم يقل شيئًا عن ذلك.
وقال باباك نامازي، نجل مسؤول سابق باليونيسيف وشقيق “سيماك”، إنه يحاول التواصل مع أي شخص للمساعدة بعد احتجاز والده وأخيه. ويضيف “باباك”، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”، أنه قلق على والده المريض بالقلب؛ خاصة أن سجون إيران غير معدة لكبار السن. وفي الشهر الماضي، في ذكرى احتجاز والده السنوية، أوصت اليونيسيف السلطات الإيرانية أن تطلق سراحه؛ ولكن بلا إجابة.
وتحتجز السلطات الإيرانية أربعة مواطنين من أميركا، ولكنها تدعي أنها لا تعرف مكان روبرت ولا توجد هناك معلومات حتى الآن تخص إطلاق سراحهم.
وأوضح ترامب في أحد خطاباته أنه لن يدفع الفدية الكبيرة، واتهم أوباما بدفعها بعد إطلاق سراح خمسة أميركيين من سجون إيران في يناير 2016م عندما بدأت الاتفاقية النووية، ووصف مساعدو أوباما هذه الدفعات -التي تصل إلى 1.7 مليار دولار- بتسوية لديون قديمة.
وقال سعيد جاسامنيجاد، عضو في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن دفع إدارة أوباما لهذه الأموال شجعت إيران على استهداف المواطنين الأميركيين.
وبعد الحكم على نيمازي وسيماك بالسجن عشر سنوات بتهم غير واضحة، استنكر ترامب في تغريدة على “تويتر” في أكتوبر ما وصفه بمطالبة إيران بالثروة مقابل الإفراج عن المسجونين، مضيفًا أن ذلك لم يكن ليحدث إذا كان رئيسًا.
ويعتبر استخدام إيران للتفاوض لإخراج المسجونين جزءًا من عادة لها منذ أربعة عقود، عندما بدأت العداوة مع أميركا. ولا يبدو واضحًا لماذا تستمر إيران في النمط التعسفي لاعتقال مدنيين إذا لم تتواجد أدلة تدينهم بشيء.
ويظهر المتشددون المعادون لأميركا بأنها خطر لنشر الفتن. ومن وجهة النظر الإيرانية، فإن أي أميركي من أصل إيراني لا يحق له الامتيازات التي تُمنح للأجانب.
ومن بين الأميركيين الإيرانيين المحتجزين كاران فافرادي وزوجته، وهما يملكان معرضًا فنيًا ويحملان جنسية أميركية، وكذلك روبين شاهيني الناشط وخريج جامعة سان ديجو، الذي لم يعرف حتى الآن تهمته، وحكم على رابعهم شاهيني في أكتوبر الماضي بالسجن 18 عامًا بتهمة التجسس وتهديد الأمن القومي وإهانة المقدسات.
وخلال إدارة أوباما، تم بناء روابط مع إيران، وخاصة بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الإيراني؛ وكانت سببًا في إطلاق سراح خمسة مسجونين من أميركا، أربعة منهم من أصل إيراني.
استمرار إدراج ترامب لإيران ضمن قوائم الحظر من دخول أميركا تسبب في تفاقم الوضع، وفقًا لمحامٍ أميركي إيراني. ومنعت إيران معظم الزوار الأميركيين من دخول إيران بعد تعبيرها عن أن قرار الحظر يمثل إهانة.
وقال هادي قائمي، المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان بإيران، إن ما يعد مشكلة هو عدم علم أحد بسياسة إدارة ترامب حتى الآن، موضحًا أن الأمر يعد أزمة مع وجود مسجونين من أميركا لدى إيران.