قضت المحكمة الدستورية العليا في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول -أعلى هيئة قضائية في البلاد- بعزل الرئيسة بارك غيون-هي؛ بسبب تورطها في فضيحة فساد.
وقال رئيس المحكمة لي جونغ-مي، إن ما قامت به الرئيسة “أساء إساءة بالغة إلى روح الديموقراطية وسيادة القانون”، مضيفاً أن “الرئيسة بارك غيون-هي قد عُزلت”.
واعتبرت المحكمة في حيثيات قرارها، أن عزل الرئيسة يبرره انتهاكها الدستور؛ لكونها سمحت لصديقتها تشوي سون-سيل بالتدخل في شؤون الدولة رغم أنها لا تشغل أي منصب رسمي.
وجاء في القرار الذي صدر بإجماع قضاة المحكمة: “يتعين على رئيس البلاد أن يستخدم صلاحياته طبقًا للدستور والقوانين، ويجب أن تكون تفاصيل عمله شفافة؛ كي يتمكن الشعب من تقييم عمله.
وأضاف القرار: “لكن السيدة بارك أخفت تماماً تدخّل السيدة تشوي في شؤون الدولة ونفتها حين ظهرت شكوك في ذلك، وحتى إنها انتقدت أولئك الذين أعربوا عن تلك الشكوك”.
وانتُخبت بارك غيون-هي في عام 2012 بأعلى نسبة تصويت يحصل عليها مرشح رئاسي في العهد الديمقراطي لكوريا الجنوبية.
إلا أن البرلمان صوت في ديسمبر لصالح عزلها، على خلفية فضيحة فساد ضخمة واستغلال نفوذ، ما دفع الملايين للنزول إلى الشوارع للمطالبة بإطاحتها.
ويعني قرار المحكمة عزل بارك إزاحتها من منصبها فوراً، في حين ستجرى انتخابات في غضون 60 يوماً.
وتتركز فضيحة الفساد المدوية على صديقتها تشوي سون-سيل التي يشتبه في أنها استغلت نفوذها لإجبار المجموعات الصناعية الكبرى على “التبرع” بنحو 70 مليون دولار لمؤسسات مشبوهة تشرف عليها.
وتم توقيف عدد من كبار المسؤولين في الحكومة فيما جرى التحقيق مع بعض أكثر رجال أعمال كوريا الجنوبية نفوذاً بشأن تورطهم المفترض في القضية، بمن فيهم وريث مجموعة “سامسونغ” العملاقة لي جاي-يونغ.
وخرج الآلاف في مدينة سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية، مطالبين باستقالة رئيسة البلاد باك جون هاي، مع احتدام أزمة بفعل مزاعم بأن صديقة لها مارست عليها نفوذا “غير ملائم”، وتدخلت في شؤون الدولة.
ويقول كوريون غاضبون، إن باك “خانت الأمانة” التي منحها إياها الشعب، وأساءت إدارة الحكومة، وخسرت تفويضا لقيادة الدولة.
وقال لي جاي-ميونغ، رئيس بلدية مدينة سيونغنام الواقعة جنوبي سيؤول، وأحد المعروفين بانتقادهم الشديد للحكومة، وسط هتافات حشد أمامه: “عليها أن تتنحى”.
وأضاف: “إذا لم تعد باك جون هاي رئيسة للبلاد، فهل ستكون حياتنا أسوأ أو هل ستكون (حدة) التوتر مع كوريا الشمالية أشد؟”.. ورد الحشد بقول: “لا”.
وقالت الشرطة إن نحو 8000 شخص شاركوا في المسيرة التي نظمتها مجموعة من الجماعات المدنية التي تميل لليسار، بينما قال منظمون إن عدد المشاركين في المسيرة التي جابت أنحاء العاصمة سيؤول بلغ 30 ألفا.
من جانبه، قال متحدث باسم السفارة الأميركية فى كوريا الجنوبية، إن الولايات المتحدة تتطلع إلى “علاقة مثمرة” مع الرئيس القادم لكوريا الجنوبية، وذلك فى أعقاب عزل الرئيسة باك جون هاى من المنصب على خلفية فضيحة فساد.
وقال المتحدث لرويتز “ستظل الولايات المتحدة حليفا وصديقا وشريكا مخلصا لجمهورية كوريا… فى النهاية، هذا شأن داخلى لمواطنى كوريا لاتخاذ قرار من خلال عمليتهم الديمقراطية ونحترم قرارهم”.