“فرنسا مريضة تقاوم الإصلاح رغم كونه ضروريًا، غاضبة من نخبتها السياسية؛ لكنها عرضة للإغراءات، وتمر حاليًا بأزمة ثقة لا عهد لها بها”، هذا ما قاله رئيس الوزراء الأسبق ألان جوبيه.
ونقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن جميع المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا أكدوا أن النظام السياسي يعيش أزمة عميقة.
ونقلت تقارير أن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي الأهم منذ إنشاء الجمهورية الخامسة عام 1958؛ حيث كانت فترة مماثلة مليئة بالأحداث الدرامية.
ولعل المشكلتين الأساسيتين أمام النظام في فرنسا هما الإنفاق السخي للدولة على الرعاية الاجتماعية، والفساد الذي طال كل الأحزاب والزعماء، بما فيهم “جوبيه” الذي حُكم عليه بالسجن 14 شهرًا مع وقف التنفيذ عام 2004 بتهمة التمويل غير القانوني لحزبه.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أنه في عام 1995 حاول “جوبيه”، عندما كان رئيسًا للوزراء، إصلاح نظام الرعاية الاجتماعية؛ ففوجئ بالإضرابات تعم البلاد، فكانت تلك آخر محاولة لأي حكومة فرنسية للإصلاح الاقتصادي.
نفس الموجة واجهت الرئيس الحالي فرانسوا هولاند حين قرر تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية.
وهناك قائمة بالفساد المالي للسياسيين؛ إلا أن أسوأ حادثة فساد خلال رئاسة هولاند الحالية هي أن وزير الخزانة السابق جيرومي كاهوزاك المسؤول عن مكافحة التهرب من الضرائب أخفى مبلغ ستمائة ألف يورو في حسابات سرية له في سويسرا وسنغافورة.
وتتوقع استطلاعات الرأي أن يفوز الوسطي إيمانويل ماكرون على زعيمة اليمين المتطرف ماريان لوبان؛ إلا أنه -بحسب التقرير- لا شيء مؤكد في فرنسا حاليًا.
أخيرًا، علينا أن نتخيل أن المرشح المستقل عندما يفوز بالرئاسة فإنه من المؤكد أن يتذكر تحذير فيلسوف التنوير ماكيافيلي في الفصل السادس بأنه لا يوجد أصعب من إقامة نظام حكم جديد، ولا أكثر قابلية للفشل منه ولا أكثر خطورة كذلك.