توفي في الساعات الأولي من صباح اليوم، أحمدعبداللطيف البالغ من العمر 66عام، المعتقل بسجن المنصورة، حيث كان قد تم اعتقال “عبداللطيف” الشهير بـ”أبو المعاطي” يوم 30-6 الماضي ووجهت إليه تهم حيازة وصناعة متفجرات.
ويعاني أبو المعاطي من حالة صحية سيئة حيث يعاني من أمراض السكر والضغط، وأثناء اعتقاله كان يتعافي من جلطة، إلا أنهم منعوا عنه الدواء اللازم فساءت حالته الصحية حتي اضطرت إدارة السجن لادخال الأدوية مع التعنت وسوء المعاملة.
وقبل شهر تعرض لجلطة جديدة في المخ، وبعد تدهور حالته قاموا بنقله إلى المستشف الدولي بالمنصورة مع عدم توفر الرعاية الصحية المناسبة، إلى أن تم الاعلان عن وفاته فجر اليوم.
إهمال في المعسكر:
يذكر أن هذه هي الحالة الثانية خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث توفي مهندس بمعسكر للأمن المركزي؛ بسبب تعمد عدم علاجه وإسعافه.
وتوفي المهندس سعيد السيد علي بعد تدهور حالته الصحية بمقر احتجازه بمعسكر الأمن المركزي بالكيلو عشرة ونصف، بعدما حدثت له إغماءات في المعسكر، وعند نقله إلى النيابة ظل في غيبوبة سكر وحدث له نزيف داخلي بالمخ وتم التباطؤ في طلب الإسعاف له.
وأكدت أسرته أن حالته الصحية ساءت في الأيام الأخيرة بالتزامن مع إهمالٍ طبي “متعمد”، ولا مبالاة من قِبل إدارة الحجز المودع به بتعليمات من الأمن.
وألقت قوات الأمن القبض على “سعيد السيد علي” وستة آخرين في 14 فبراير الماضي من منطقة كفر طهرمس بالجيزة، قبل أن تلفق لهم تهمًا باطلة بتشكيل مجموعات بهدف التخلخل داخل النقابات المهنية.
جاء ذلك بعد يومين من تسمم قيادات جماعة الاخوان داخل سجن العقرب، فقد أصيب نائب المرشد العام للإخوان المسلمين “خيرت الشاطر”، المعتقل في سجن “العقرب” جنوب القاهرة، بتسمم غذائي، بحسب ابنته سارة؛ بعد تناوله طعام السجن، وكذا عدد آخر من المعتقلين.
وكتبت نجلة الشاطر في منشور عبر “فيس بوك” اليوم الأربعاء: “حالات تسمم في مقبرة العقرب من أكل السجن. إدارة السجن تمنع الأكل الخاص اللي بيجيبه الأهالي وبيرجعوهم بيه، وبيبيعوا لهم أكل السجن بأسعار سياحية، وفي الآخر يجيب تسمم”
مهند ايهاب جديد:
الجدير بالذكر أن الآونة الأخيرة شهدت العديد من حالات الإهمال الطبي داخل المعتقلات، آخرهم أحمد الخطيب، الذي يخشي النشطاء تكرر معاناة مهند ايهاب الذي توفي بسرطان الدم، معه نظرا لتشابه الحالتين.
وأعلن محمد شقيق أحمد الخطيب، في تصريحات صحفية، أنهم أجروا تحاليل دم له بعد تلك الفترة، لكن النتائج جاءت “كارثية”، حيث أكدت إصابته بفقر شديد في الدم، وبعد معاناة جديدة، تمكنوا من إدخال علاج مكثف له وأعادوا التحاليل مرة أخرى بعد فترة.
وأضاف: “بدأت حالة أحمد تصل للحد الأدنى من معدلات فقر الدم، وتمكنا من إجراء تحاليل دورية له، حيث اكتشفنا إصابته بتضخم في الكبد والطحال، وبعد عرضها على عدد من الأطباء المختصين، أوصوا بإجراء التحاليل مرة أخرى، لنكتشف إصابته بسرطان الدم “لوكيميا””.
ويشير محمد الذي يعمل طبيبا، إلى أن عينة تحليل الدم جاءت بأنه مصاب بالمرض بنسبة 70%، وبات عليهم التأكد منها ومعرفة درجة المرض عن طريق إجراء “بذل نخاع”، وهو ما يتطلب نقله لمعهد الأورام.
وأوضح أنه على مدار شهرين لم يترك جهة إلا وقدم لها شكاوى وطلبات لنقله لإجراء باقي التحاليل والبدء في العلاج، مرسلا “سيلا من الشكاوي”، على حد تعبيره لكافة الجهات في وزارة الداخلية والنائب العام وحقوق الإنسان، لكن دون نتيجة.
وخلال 6 أشهر من المعاناة خاضتها أسرة أحمد الخطيب، 22 عاماً، الطالب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والمسجون في سجن “وادي النطرون”، لنقله إلى المستشفي للعلاج من سرطان الدم، دون جدوى.
وبدأت هذه الرحلة في سبتمبر 2016، بعدم قدرته على الحركة في زنزانته، وشُخض مرضه في البداية بالتهاب رئوي، وتمكنت أسرته حينها من إدخال علاج له وبدأ في التعافي.
لجأت أسرته في النهاية لتقديم طلب لعلاجه على نفقتهم تحت إشراف السجن، لكنهم فوجئوا بنقله من سجن وادي النطرون لمستشفى ليمان طرة، تلك التي يؤكد محمد أنها عبارة عن “أسرة” فقط ولا وجود لأي إمكانيات للعلاج داخلها.
ويلفت محمد إلى أن شقيقه فقد معظم وزنه ليصل إلى 38 كيلوجراما بعد أن كان 75 كيلو جراما، نتيجة تدهور حالته الصحية، مؤكداً ضرورة سرعة نقله لمعهد الأورام، معلقا :”اليوم في مرض اللوكيميا بيساوي حياة، أحمد أصبح هيكلا عظميا، ولا نعلم درجة المرض في جسده والأطباء مستمرون في تحذيرنا من التأخر في العلاج، ولا نطلب سوى خروجه للعلاج”.
كان “الخطيب”، قبض عليه في 28 أكتوبر 2014، حال تواجده بسكن الطلبة بمنطقة “الشيخ زايد”، على يد قوات الأمن، واتهم بـ”الانتماء إلى جماعة محظورة”، على ذمة القضية رقم 5078 لعام 2015 كلي جنوب الجيزة، وصدر ضده حكم في 26 مارس 2016، بالسجن 10 أعوام