استمرت الخلافات بين الوفود المشاركة خلال الجلسات التشاورية المغلقة في مفاوضات “أستانا 3” حول سوريا وسط أنباء عن إمكانية تمديدها؛ لاحتمال وصول وفد المعارضة السورية المسلحة المقاطعة للمفاوضات اليوم الأربعاء.
وأفادت مصادر أن لقاءات ثنائية وثلاثية عدة جرت بين الوفود المشاركة في هذه المفاوضات، دون أن تتفق الأطراف على موعد الجلسة الرئيسة ومواضيعها؛ بسبب وجود خلافات كبيرة في وجهات النظر.
أولويات الاجتماع
وأضافت أن كل طرف له أهداف معينة يريد أن تحظى بالأولوية في البحث خلال اجتماع غد؛ إذ يدافع الوفد التركي عن مطالب المعارضة السورية المسلحة، ويريد خطوات جدية لوقف إطلاق النار وآليات فعالة لمراقبة مدى الالتزام به، والوقف الفوري للقصف ووقف سياسة التهجير.
وفي المقابل، يصر الجانب الروسي على مناقشة العملية السياسية ومستقبل الوضع السياسي في سوريا؛ لا سيما موضوع الدستور السوري الجديد الذي جرى بحثه خلال لقاء الوفد الروسي ووفد النظام، والذي تم خلاله الاتفاق على تشكيل لجنة لمتابعة الموضوع.
ومن المتوقع أن تستمر هذه اللقاءات التمهيدية صباح الأربعاء، باعتبار أنه لم يُعلن حتى الآن أي برنامج عمل، كما أن الجانب الكزاخي المستضيف للمفاوضات يتحدث عن احتمال حضور المعارضة المسلحة في جلسات اليوم.
كما أفادت مصادر في أحد الوفود المشاركة في المفاوضات لوكالة سبوتنيك الروسية بأن هناك إمكانية لتمديدها بسبب احتمال وصول وفد المعارضة السورية المسلحة صباح غد، بعد إبلاغ القائمين على المحادثات بأنه سيصل في هذا الوقت.
رفض المعارضة
وقال رئيس وفد قوى الثورة العسكري، محمد علوش، إن “الوفد علّق مشاركته في جولة مفاوضات أستانا؛ لأنها كانت مرهونة بإنجازات على الأرض، بما فيها وقف إطلاق النار ووقف عمليات التهجير، لكن النظام يفعل العكس تمامًا”.
وأضاف أن روسيا لا تقوم بدور الضامن للنظام، بل على العكس؛ فهي من تدعمه في خرق وقف إطلاق النار وتشرف على التهجير الجاري في حي الوعر، وكذلك التهجير الذي نفذ في وادي بردى.
وقال المتحدث باسم فصائل المعارضة، أسامة أبو زيد، في وقت سابق اليوم، إن قرار عدم المشاركة جاء بعد رفض الجانب الروسي تلبية مطالب رئيس الوفد محمد علوش بإلغاء اتفاق حي الوعر بحمص ووقف القصف على المناطق الخاضعة للمعارضة.
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي على هامش لقاء مع نظيره الكونغولي في موسكو، إن دبلوماسيين وعسكريين من روسيا يُجرون محادثات مع نظرائهم الأتراك وممثلين عن المعارضة السورية المسلحة من أجل حلحلة نقاط الخلاف التي حالت دون وصول وفد المعارضة إلى أستانا.
مبدأ المنتصر
من زاويته، يرى المحلل السياسي الأردني ماجد فهيد أن روسيا تتعامل مع الوفود المشاركة في “أستانا” تحت تهديد السلاح، على حد قوله؛ فهي لا تستجيب لطلبات وفد المعارضة ولا شروطهم إلا في أضيق الحدود، وهو أمر متوقع بعد سقوط حلب في يد النظام، أو بالأحرى في يد روسيا وإيران.
وتابع في تصريح خاص لـ”رصد”: قوات المعارضة في موقف ضعيف، وتركيا تحاول أن تقويه قدر المستطاع؛ إلا أن الواقع على الأرض هو المتحكم في النتائج السياسية؛ فروسيا مستمرة في القصف وفي المساعدة على التهدير وقصف مناطق المعارضة بمن فيهم المدنيين.
المباحثات معقدة
ووصف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، المحادثات بأنها معقدة للغاية، وأضاف: “أحيانًا يكون الوضع في هذه المحادثات معقدًا للغاية بسبب اختلافات كبيرة في أساليب مختلف البلدان”.
وركزت الجولتان السابقتان من المحادثات السورية في أستانا على تثبيت وقف لإطلاق النار، رعته موسكو وأنقرة في ديسمبر الماضي؛ ولم ينجح في وقف القتال في أنحاء سوريا.