أعلنت وزارة العدل الأميركية، أنها أدرجت على قائمة “أخطر الإرهابيين المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)” اسم مواطنة أردنية شاركت في 2001 في هجوم استهدف مطعم بيتزا في القدس، وأوقع 15 قتيلًا بينهم أميركيون.
وقالت الوزارة في بيانٍ، إنها أدرجت على هذه القائمة لأكثر المطلوبين للقضاء الفدرالي الأميركي اسمَ أحلام عارف أحمد التميمي، مشيرة إلى أنها وجهت أيضاً إلى هذه المرأة الثلاثينية تهمة “التآمر لاستخدام سلاح دمار شامل ضد أميركيين خارج الولايات المتحدة”.
ويمكن أن يحكم القضاء الأميركي على التميمي بالإعدام أو بالسجن المؤبد، ولكن الأردن يرفض تسليم مواطنته إلى الولايات المتحدة.
وكانت التميمي قضت ثماني سنوات في السجن في إسرائيل، قبل أن تفرج عنها إسرائيل في 2011 بموجب صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وبحسب وزارة العدل، فإن التميمي رافقت، في 9 أغسطس 2001، الانتحاري لدى توجهه إلى مطعم سبارو للبيتزا في القدس، حيث فجَّر عبوة ناسفة كانت مخبَّأة داخل غيتار.
وأوقع الهجوم يومها 15 قتيلاً، بينهم أميركيان، و122 جريحاً.
أحلام التميمي، صحفية فلسطينية، وأول إمراة تنضم لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وهي أسيرة محررة من سجون الاحتلال الصهيوني وحكم عليها بـالسجن 16 مؤبد بعد مشاركتها في عملية تفجيرية في القدس في 9 أغسطس 2001.
ولدت عام 1980م في مدينة الزرقاء بالأردن التي غادرتها مع أهلها عندما انتهت من الثانوية العامة، عادت أحلام إلى الوطن (فلسطين)، وبدأت في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية الدراسة الجامعية بكلية الإعلام، وأحلام التميمي ابنة قرية النبي صالح القريبة من رام الله.
حاولت أحلام، أن تُحارب الاحتلال بطريقتها فركّزت في البرنامج الذي تقدّمه في تلفزيونٍ محليّ يبثّ من مدينة رام الله اسمه (الاستقلال)، على رصد ممارسات الاحتلال.
ومن خلال عملها الصحافي الميداني اصطدمت أحلام بواقعٍ مريرٍ وقصصٍ وحكايات مأساوية سبّبها الاحتلال، فقرّرت أن تخطو خطوة أخرى، في الوقت الذي رأى فيها زميلها في كلية الصحافة والإعلام وائل دغلس العضو في كتائب القسام، مناسبةً لتكون في هذه الكتائب.
واستشار وائل قيادته التي كان يقف على رأسها عبد الله البرغوثي الذي يقف خلف سلسلة العمليات الموجعة والمبتكرة.
وعبدالله البرغوثي الذي تولّى قيادة كتائب القسام في الضفة الغربية في فترةٍ حرجة له صفات شبه كثيرة بأحلام، فكلاهما عادا من الغربة، وعلى قدرٍ كافٍ من الذكاء والحماس والمشاعر الوطنية والدينية، وكانت لهما أحلامٌ كبيرة في الحياة ورحلة مع النجاح.
وتمّ الإيعاز لدغلس بتجنيد أحلام، التي أصبحت أول امرأة في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وبدأت مرحلةً جديدة من العمل. وأصبحت الطالبة الحالمة والصحافية المجتهدة، كانت في سباقٍ مع الوقت للمشاركة بتنفيذ عمليات في القدس الغربية.
وبعد عملية إعدادٍ لها، ونفّذت أول نشاطٍ لها يوم 27 يوليو 2001 عندما بدأت بالتجوّل في شوارع القدس الغربية. وكانت مهمّتها اختيار وتحديد أماكن لتنفيذ عمليات استشهادية كان عبد الله البرغوثي يخطّط لتنفيذها عقابا على كل عملية اغتيال.
أما عملها الأبرز كان مساعدتها في تنفيذ الهجوم التفجيري الذي هزّ القدس المحتلة يوم 9 أغسطس 2001 ووصلت تداعياته إلى صنّاع السياسة الإقليميين وفي العالم.
تجوّلت أحلام في القدس بسيارتها وحدّدت الطريق التي سيسلكها الاستشهادي عز الدين المصري من رام الله إلى القدس المحتلة، وفي اليوم التالي حملت آلة الجيتارة التي فخّخها عبد الله البرغوثي واصطحبت عز الدين المصري، وطلبت منه وضع الجيتارة على كتفه وحدّدت له الموقع وتركته يذهب في رحلته الأخيرة، بينما هي قفلت عائدة إلى رام الله.
عندما أُلقي القبض عليها بعد ذلك تعرّضت لتعذيبٍ قاسٍ، وحكمت محكمة صهيونية عسكرية عليها بالسجن المؤبّد 16 مرة، أي 1584 عامًا، مع توصية بعدم الإفراج عنها في أية عملية تبادل محتملة للأسرى.
وواجهت أحلام الحكم بابتسامة وكلمة وجّهتها للقضاة: “أنا لا أعترف بشرعية هذه المحكمة أو بكم، ولا أريد أن أعرّفكم على نفسي باسمي أو عمري أو حلمي، أنا أعرّفكم على نفسي بأفعالي التي تعرفونها جيداً، في هذه المحكمة أراكم غاضبين، وهو نفس الغضب الذي في قلبي وقلوب الشعب الفلسطيني وهو أكبر من غضبكم، وإذا قلتم إنه لا يوجد لديّ قلبٌ أو إحساس، فمن إذاً عنده قلب، أنتم؟ أين كانت قلوبكم عندما قتلتم الأطفال في جنين ورفح ورام الله والحرم الإبراهيمي، أين الإحساس”.