رغم تبرئة نظام عبدالفتاح السيسي للرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه من كل التهم الموجهة إليهم، وكللت مؤخرًا بإطلاق سراحه بعد تبرئته من تهمة التورط في قتل متظاهرين عام 2011؛ إلا أن الأخير لا يزال يقيم في مستشفى المعادي العسكري، تزامنًا مع إعلانه أنه سيتركه ويقيم في أحد قصوره؛ ومع عدم تحقق ذلك الانتقال ترددت أنباء عن إجباره على هذه الإقامة.
وترددت أنباء بمواقع إخبارية أن مصادر مقربة من الرئيس المخلوع قالت إنه لن يغادر مكان إقامته في مستشفى المعادي العسكري في الوقت الحالي، ودون تحديد موعد لمغادرته.
لن يكون حرا
وفي تصريح لـ”رصد”، رأى اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، أن مبارك لن يكون حرًّا مثل أيّ مواطن، وستُفرض عليه الإقامة الجبرية أو الإقامة المرَاقبة، سواء داخل المستشفى العسكري أو خارجه؛ لأنه حتى إذا خرج لن يكون حرًا طليقًا، فسيفرض على مقر إقامته حراسة من الجيش ومراقبة للهواتف لتتبع مكالماته المحلية والدولية.
وأشار سليمان إلى أن عبدالفتاح السيسي يخشى أن يكثر الحديث عن مبارك ونجليه تحسبًا لمصير إعادتهم للنور عبر انتخابات الرئاسة المقبلة المقررة في يونيو 2018، مؤكدًا أن ظهور مبارك مرتين في مكالمتين هاتفيتين خلال 30 يومًا يعني رغبته في إعادة تذكير المصريين بعهده؛ فهناك عديدون يرددون: “ولا يوم من أيامك يا مبارك”، ويأتي ذلك تزامنًا مع تزايد وقائع ظهور نجليه في المناسبات ومباريات كرة القدم؛ فأسرة مبارك ترسل رسالة إلى المصريين بـ”أننا الأفضل”.
وقالت مصادر إن الرئيس المخلوع يُعتَبر في حكم “الإقامة الجبرية”؛ لأن عبدالفتاح السيسي رفض أن يغادر مبارك المستشفى في الوقت الحالي إلى مقر سكنه السابق في مصر الجديدة، من دون إبداء أسباب للرفض؛ رغم حصوله على حكم نهائي بالبراءة من محكمة النقض وموافقة النائب العام على إخلاء سبيله.
وأكدت مصادر في جهات أمنية، في وقت سابق، أن “مبارك لن يستطيع مغادرة مستشفى المعادي قبل الحصول على موافقة السيسي شخصيًا، الذي سيحدد متى سيغادر مبارك وإلى أين”.
وصدّق النائب العام المستشار نبيل صادق على قرار نيابة شرق القاهرة، برئاسة المستشار إبراهيم صالح، بالموافقة على الطلب المقدم من محامي الرئيس المخلوع فريد الديب لخصم عقوبة السجن ثلاث سنوات، التي حصل عليها مبارك في القضية المعروفة بـ”قصور الرئاسة”، من مدة الحبس الاحتياطي التي قضاها على ذمة “قتل المتظاهرين”، والتي حصل فيها على حكم نهائي وباتّ بالبراءة، المقدرة بخمس سنوات؛ ما ترتب عليه حصول مبارك على الحق في الذهاب أينما شاء.
وشهد محيط مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة الأحد الماضي تجمعًا لمن يطلقون على أنفسهم “أبناء مبارك”، من أجل الاحتفال ببراءته من “قتل متظاهري يناير”، وإحياء ذكرى تحرير طابا الموافق 19 مارس.
“هاقعد في بيتي”
وفي مكالمة هاتفية مذاعة لمبارك مع صحفية بـ”صوت الأمة”، قال مبارك إنه سعيد بحكم البراءة الذي أصدرته محكمة النقض في قضية مقتل المتظاهرين، مشيرًا إلى أنه سيعود إلى منزله ولن يذهب إلى شرم الشيخ.
وقال مبارك في مكالمته: “تواجدي في شرم الشيخ بعد 25 يناير كان لسبب واحد، وهو أن كان في ضيوف كبار عاوزين يقابلوني. هاقعد في بيتي”، مؤكدًا أنه يتمتع بصحة جيدة؛ لكنه رفض الإدلاء بأية تصريحات حول الأوضاع الحالية لمصر أو الوضع القانوني له بعد حكم محكمة النقض، مكتفيًا بقوله: “صحتي كويسة”، وردًا على سؤال حول إن كان يواجه قضايا أخرى قال: “ما اعرفش والله، ما فيش تاني فاضل غير نطلع القمر”.