يواجه أحمد الخطيب، صاحب الـ22 من عمره، والمعتقل منذ 2014م على ذمة قضايا سياسية،”داء الليشمانيا الحشوي” الناتج عن حشرات الزنازنة المسجون بداخلها.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن نتيجة التحاليل الطبية للطالب أحمد الخطيب، وقالت “جهاد حمدي” في منشور لها عبر حسابها بموقع “فيس بوك” إن “أحمد الخطيب طلع عنده مرض خطير ونادر وملوش علاج ومميت وأسوأ من اللوكيميا (سرطان الدم) اسمه داء الليشمانيا الحشوي”.
وأوضحت أن هذا المرض يأتي نتيجة الأماكن غير النظيفة التي بها حشرات، مثل السجن، مشيرة إلى أن هذا المرض يدمر المناعة وكرات الدم والكبد والطحال والمعدة؛ ونهايته “الموت”.
وقالت: “أحمد كان داخل السجن كويس، وبسبب ظروف السجن القذرة جاله المرض ده. ف دلوقتي أحمد بيموت خلاص ومش عايزينه يموت في نفس المكان القذر”. وأضافت: “وأي ساعة زيادة أحمد هيقعدها في السجن هتسبب مضاعفات هيبقى نتيجتها حاجه واحده بس.. وهي أن أحمد هيموت”.
وطالبت بإخراج أحمد الخطيب أو نقله إلى مستشفى حتى يموت وسط أهله، وتابعت: “مناعة أحمد تساوي صفر، ولو جاله برد حرفيًا هيموت”.
وقالت في نهاية منشورها: “احنا وصلنا لدرجة بؤس مخليانا نطلب أن ولد عنده 22 سنة يطلع يموت وسط أهله. ممكن بقى تطلعوا أحمد يموت برا؟ ممكن تدوله عفو صحي وأهله يسفروه يتعالج برا مصر يمكن يمكن يتلحق؟”.
بداية القصة
بدأت قصة الخطيب في أكتوبر 2014، عندما ألقت قوات الأمن القبض عليه وأحالته إلى النيابة بتهمة الانتماء إلى جماعة محظورة؛ واحتجز أحمد على ذمة القضية لعام ونصف، ثم حكم عليه بالسجن عشر سنوات.
متابعة مجهولة
وقبل ستة أشهر، واجه الشاب ذو الـ22 عامًا متاعب صحية مجهولة الأسباب؛ لكن نقله إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لم يكن عملية سهلة أبدًا؛ إذ يروي الشاب في رسالة له قصة معاناته قائلًا: “من فترة تعبت، والدكتور قال مش معروف سبب تعبي إيه، ولازم أكشف عشان أعرف سبب التعب وإيه نوع المرض اللي عندي. ولأن الإهمال الطبي جزء من ممارسات الداخلية في التعذيب؛ فضباط المأمورية بيتأخروا جدًا على ما بيجوا ياخدونا، فبالتالي بنتأخر على ميعاد العيادات الخارجية ونرجع السجن وكأن شيئًا لم يكن. أنا نفسي أعرف إيه سبب التعب اللي عندي. تضامنوا معايا واتكلموا عني يمكن يستجيبوا لكلامكم وأتعالج بس أتعالج مش طالب أكتر من كدا”.
صدمة سرطان الدم
نجحت أسرة “الخطيب”، بعد ضغط، في نقله إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، وهنا جاءت الصدمة؛ اكتشف الأطباء أن أحمد مصاب بسرطان الدم، ومنذ ذلك الحين تحاول الأسرة نقله إلى معهد الأورام لإجراء تحاليل وفحوصات استكمالية من أجل البدء في العلاج؛ إلا أن هذه المحاولات تتحطم على صخرة مجهولة، كما يقول شقيقه “محمد” في حديث خاص لـ”جيل”.
مناشدات عدة
“لم نترك جهة يمكن أن نلجأ إليها لإنقاذ أحمد دون أن نفعل؛ بعثنا رسائل وشكاوى إلى النائب العام ووزير الداخلية والمنظمات الحقوقية، وتحدثنا في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؛ إلا أن أحمد لم ينقل إلى المستشفى للعلاج”، هكذا روى محمد الخطيب رحلة الأسرة من أجل إنقاذ أخيه.
وأضاف: “لا ندري تحديدًا من يرفض نقل أحمد إلى المستشفى، هل هي إدارة السجن أم وزارة الداخلية أم جهة أخرى؟ أو لماذا التعنت في علاج مريض أصلًا أيًا كانت تهمته؟”.
في الوقت نفسه، وجّه عدد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية والإعلاميين مناشدات لنقل أحمد إلى المستشفى؛ فأطلقت منظمة “النديم” الحقوقية وسم “#يا_تعالجوهم_يا_تفرجوا_عنهم”، وكتبت الإعلامية ليليان داود: “أحمد الخطيب شاب محكوم عليه عشر سنين بسجن طرة، محروم من حقه يتعرض على طبيب. #خرجوا_الخطيب_يتعالج حقه الإنساني والدستوري #مصر”.
مصير “مهند” ينتظره
أعادت قصة مرض أحمد الخطيب إلى الأذهان قصة الشاب مهند إيهاب، الذي توفي في أكتوبر الماضي، بعد أن مر بنفس المعاناة التي مر بها الخطيب؛ فمهند -الذي توفي قبل أن يتم 20 عامًا- كان معتقلًا هو الآخر وأصيب أيضًا بسرطان الدم، وعندما أفرج عنه كان في حالة صحية متأخرة ولم يجدِ معه العلاج.
ويجري الجدل وسط توقعات من أن يلقى أحمد نفس مصير الشاب مهند الذي مات بسبب سرطان الدم؛ لذلك تنشط الحملة المطالبة بسرعة علاجه أو الإفراج الصحي عنه.