قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثاته مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في موسكو، إن التعاون بينهما حقق نتائج ملموسة؛ خاصة في حل القضايا الدولية. فيما أوضح روحاني أن التعاون الروسي الإيراني يهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار وليس موجهًا ضد طرف ثالث.
ورافق محادثات روحاني في موسكو مع بوتين خطابٌ إيرانيٌّ يتطلع إلى نقل علاقة البلدين إلى ما وصف بـ”مرحلة نوعية جديدة”؛ فهناك عرض يكفل لروسيا استخدام القواعد العسكرية الإيرانية في محاربة ما تعده إرهابًا في سوريا كلما دعت الحاجة.
كما أن هناك اتفاقات للتعاون في المجال النووي، وفي تصنيع المروحيات في إيران، وفي العمل على تحقيق الاستقرار في سوق الطاقة العالمية.
تزامن هذا التحرك الإيراني تجاه موسكو مع توتر يخيم على علاقات البلدين مع تركيا، والأهم مع ترقب لتحركات الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب في الملفات الإقليمية والدولية الساخنة.
فما مدى ارتباط محادثات روحاني في موسكو بالمتغيرات الإقليمية الجارية؟ وكيف سيؤثر تطوير العلاقات الروسية الإيرانية على مواقف البلدين من الملفات الساخنة؛ خاصة الملف السوري؟
مواجهة الضغوط
في هذا الموضوع، يرى رئيس المجلس الروسي للعلاقات الدولية الدكتور أندريه كورتونوف أن الزيارة تأتي قبيل انتخابات الرئاسة الإيرانية المزمع إجراؤها في مايو المقبل.
وقال في تصريحات تلفزيونية إن روحاني يريد أن يحصل على بعض الدعم من شريكه الرئيس، كما يريد تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع موسكو، وهي علاقات محدودة جدًا في الوقت الحالي، إضافة إلى الملف السوري.
وأضاف أن الرئيس الإيراني يريد أن يحظى بدعم من بوتين للتأكد من أنه رغم الضغوط القوية من واشنطن وتل أبيب بإمكان إيران أن تعتمد على دعم كبير من موسكو.
ويرى كورتونوف أن ما تحاول أن تقوم به روسيا هو إقامة علاقات قوية مع كل المنطقة، بما فيها إيران ودول الخليج، وكذلك إسرائيل والفلسطينيون، وقال إن موسكو تود أن تكون وسيطًا بين الطرفين وتحقق نظامًا شاملًا للأمن في المنطقة، حسب رأيه.
تعزيز العلاقات
من جهته، قال الدبلوماسي الإيراني السابق الدكتور هادي أفقهي إن روحاني وبوتين اتفقا على عدد كبير من المواضيع الأساسية والاستراتيجية أثناء الزيارة.
وأضاف أن العلاقات الروسية الإيرانية في مرحلتها الفضية حاليًا وتتحرك نحو آفاقها الذهبية، مشيرًا إلى أن روسيا ستؤسس في إيران مفاعلين نوويين للطاقة الكهربائية، وكذلك هناك خطط لصنع الطائرات المروحية وسكك الحديد التي تربط إيران بمنطقة الأوروآسيا وموضوع الطاقة ومحاربة الإرهاب والسياحة والتبادل العلمي الجامعي والأكاديمي.
وأكد أفقهي، في تصريحات لـ”روسيا اليوم”، أن الطرفين ذاهبان إلى توسيع العلاقات على المستوى الاستراتيجي في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية.
شعور بالخطر
بدوره، يرى أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور إبراهيم فريحات أن إيران تعيش حالة مفصلية في العلاقة مع الولايات المتحدة؛ ما دفع إلى إعادة النظر في علاقاتها مع روسيا ومع جيرانها أيضًا في دول الخليج، وهو ما ظهر في زيارة روحاني إلى الكويت وعمان مؤخرًا.
وأضاف أن إيران فيما يبدو تعيد صياغة علاقاتها السياسية؛ لأنها تشعر بخطر كبير قادم من واشنطن في ضوء السياسة الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
واعتبر فريحات أن النظام الدولي يعيش في حالة تحول باتجاه عالم متعدد الأقطاب، وكل هذه الأقطاب تحاول إنشاء علاقات فيما بينها؛ وهذا ما نتجت عنه المحادثات الإيرانية الروسية أثناء زيارة روحاني لموسكو.
