تحت عنوان “الإخوان.. تراجعات تكشف العمل السرّي!” نقل الكاتب والإعلامي السعودي، تركي الدخيل، ما قاله العاهل السعودي للرئيس الأميركي عن جماعة الإخوان المسلمين، وفق قوله.
وأشار “الدخيل”، إلى أن الملك سلمان حذر ترامب في اتصال هاتفي “من خطط التنظيم لضرب علاقة الولايات المتحدة بالسعودية”، واعتبر العاهل السعودي أن خطوة الإخوان هذه تمثل “نقطة تحوّل، في سيلان أيديولوجيا التنظيم على أرض الواقع العربي والإسلامي”، بحسب الدخيل.
الإعلامي السعودي، قال إنه “منذ منتصف عام 2006، وتنظيم الإخوان يعيش أكبر انكسار له في تاريخه؛ وانتقادات وانشقاقات، وتفسخ في نسيج جسد التنظيم، ونجحت دول الاعتدال العربي في نشر مستوى خطر الأيديولوجيا السياسية الإخوانية على السلام في العالم”، وأضاف أن ذلك حدث “بعد تقديم منظمات غربية ومجاميع حقوقية، شهادات حسن سيرة وسلوك للإخوان في بريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة”.
وعن فترة إدارة أوباما وطريقة تعاطيها مع ملف الإخوان، قال الدخيل: “إن إدارة الرئيس السابق والدائرين في فلكها، كانوا يعتبرون الإخوان (نموذجا للإسلام المعتدل)، فقد طال اعتراف التنظيم بالانكسار والإفلاس”، ولكنه ذهب إلى أن الخطة تبدلت مع مجيء إدارة دونالد ترامب وفريقه الحالي، موضحا أنه يؤمن تماما بـ”خطر” جماعة الإخوان المسلمين.
وقال في مقاله المنشور، الثلاثاء، في صحيفة “الشرق الأوسط”، إن هناك حديثا في الدوائر الاستشارية لترامب عن ما أسماه الدخيل “إرهاب المنظومة الإخوانية”، وقرب تصنيفها بذلك.
وعلق الدخيل الذي يعرف بمهاجمته للإخوان وموقفه المعادي للجماعة، على إصدار جماعة الإخوان ملف مراجعات، وقال: “اعترف التنظيم بالإخفاقات الكارثية التي حدثت له، فأصدر قبل أيام ملف مراجعات بعنوان (تقييمات ما قبل الرؤية.. إطلالة على الماضي)”، لافتا إلى أنها جاءت في نحو 3500 كلمة.
وأشار إلى أن الملف مقسم إلى أربعة محاور رئيسة، هي “غياب ترتيب الأولويات في العمل العام وأثر ذلك على الثورة، والعلاقة مع الثورة، والعلاقة مع الدولة، والممارسة الحزبية لجماعة الإخوان المسلمين”.
وأضاف أن هذه المراجعات “كانت كشفا لأجندة التنظيم الخفيّة، وثراء معلوماتيا لطرق تغلغلهم في المجتمعات، مشيرين صراحة إلى ضعف الرموز الفكرية الحاليّة، التي تنظّر للشباب، وتسهم في رفع مستوى الأتباع، ونادبين قلة الدراسات الأكاديمية العميقة الداعمة للعمل السياسي الإخواني”.
وقال إنهم بذلك “يقارنون وضعهم الحالي، بالتنظير الأساسي القديم لدى حسن البنا، والأخوين قطب، وأبي الأعلى المودودي، وأبي الحسن الندوي، وغيرهم”، وهاجم الدخيل المراجعات أيضا، قائلا: “الكارثة الأخرى اعتراف التنظيم بالوسائل التي يمارسها، بغية التجنيد، وكسب الشرائح المجتمعية المختلفة، إذ يعيب مكتب الإرشاد على الجماعة: الخلط الشديد بين رموز العمل الخدمي والدعوي، ثم خروج تلك الرموز إلى مساحات العمل السياسي”.
واختتم مقاله بالقول: “هذه ليست تراجعات، وإنما كشوفات تبين طريقة عمل التنظيم في البلدان الإسلامية.. البداية من أسفل المجتمع، من الحقول التربوية، والأنشطة ذات الصبغة الأكاديمية، والخدمات الاجتماعية، والعمل الدعوي، وكلها جداول عديدة، الهدف منها أن تصبّ بنهر السياسة، للحرب العلنية على الجيوش والعروش، وهذا واضح لمن قرأ الملفّ وتأمل”، على حد تعبيره.