شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ترامب يطمح إلى صفقة تاريخية لتسوية النزاع الفلسطيني “الإسرائيلي”

ترامب يطمح إلى صفقة تاريخية لتسوية النزاع الفلسطيني “الإسرائيلي”

حاولت صحيفة هآرتز الإسرائيلية تحليل خبايا اللقاء الذي جمع السيسي بترامب في البيت الأبيض مساء أمس، حيث قالت الصحيفة أن زيارة السيسي لواشنطن تعتبر بداية جديدة للعلاقات الأمريكية المصرية، ولكن ترامب يطالب بالفعل بأفكار و إجراءات عملية، بما في ذلك الضغط على عباس وتشديد احتضان العالم العربي لإسرائيل.

ولم يحتج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تأشيرة دخول خاصة إلى الولايات المتحدة، حيث لم تدرج مصر في قائمة الدول الست التي يغلب عليها الطابع الإسلامي والتي لا يسمح لمواطنيها الدخول لأمريكا، كما أن السيسي هو أحد الشخصيات المفضلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتغطي وسائل الإعلام هذه الزيارة الرسمية على نطاق واسع، وهو أفضل وقت للزيارة بالنسبة للسيسي على الأقل. إن وضع الرئيس المصري في العالم العربي والدولي قد خفت على مدى العامين الماضيين، حيث أن قدرة بلاده على قيادة مناورات دبلوماسية تضررت بشكل كبير منذ ثورة الربيع العربي في 2011. الصداقة القوية مع ترامب ليست بالضرورة ضمانة عظيمة شعبية في مصر، ولكن بالتأكيد يمكن أن تساعد في تقصير خطوط الخبز في المخابز الحكومية.

تعود بدايات الانقسام بين مصر والولايات المتحدة إلى أيام حسني مبارك، الذي عايش كل من جورج دبليو بوش وباراك أوباما، حيث اتسمت علاقتهم به باحتوائها على شكوك كبيرة وقدر كبير من الاشمئزاز. لقد اعتبر مبارك كلا من الرجلين بأنهم لا يفهمون الشرق الأوسط ويفتقرون إلى المهارات والحكمة لإدارة الصراعات التي حطمت المنطقة.

وفي السنوات الخمس الأخيرة من منصبه، تجنب مبارك زيارة الولايات المتحدة على الرغم من ان واشنطن كانت مستعدة لذلك. أوباما لم يدعو حتى السيسي، واستغرق الأمر ما يقرب من عام قبل أن يعترف الأميركيون بحكمه، بسبب إطاحته بالقوة بالإخوان المسلمين. وسرعان ما سهل فوز السيسي في الانتخابات الرئاسية بناء علاقات ما مع الولايات المتحدة وإن كانت بسيطة، لكن الدم الذي أراقه ظل قائما.

بالنسبة لإسرائيل ومصر، كان أوباما شريرا روج لمصالح إيران، وهو صديق لجماعة الإخوان المسلمين، ومارس الخداع حيث لم يف قط بوعوده حول الحرب على الدولة الإسلامية، أو الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، أو دفع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

ثم جاء ترامب. الذي قدم للسيسي الدفعة تلو الأخرى، حيث وصفه بـ “الرجل الرائع” كما اتصل به بعد اجتماعه فى نيويورك قبل الانتخابات، وهو بداية جديدة للعلاقة بين البلدين.

وفي حين فضلت هيلاري كلينتون التحدث مع السيسي حول حقوق الإنسان، عمد السيسي وترامب إلى “الحديث المستقيم” حيث كان السيسي أول زعيم عالمي يهنئ ترامب على انتخابه. ما أثار صدمة الليبراليين المصريين وناشطي حقوق الإنسان، الذين عانوا بالفعل من الاعتقالات والتحقيقات والاضطهاد، وفهموا على الفور أن لا شيء جيد سيأتي من الصداقة الجديدة الرائعة مع ترامب. ولكن، مثلما هو الحال في جارتها إسرائيل، فإن مصالح الليبراليين ليست بالضرورة نفس المصالح مع رئيس البلاد.

ويوجد لدى السيسي ثلاثة أهداف رئيسية هي: زيادة المساعدات الاقتصادية السنوية، وزيادة المساعدات العسكرية لمكافحة الإرهاب، وتحديد جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية لإنهاء الحرب ضد خصومه السياسيين.في حين لدى ترامب طلباته الخاصة. حيث يريد انخراط مصري أكبر في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والتأكد من أن مصر لا تتحول شرقا، في اتجاه روسيا وإيران.

ومع ذلك، هذه ليست مجرد زيارة رسمية ودية حيث يتبادل الطرفان أطراف الحديث على الشاي والبسكويت، حيث وصل السيسي إلى واشنطن بعد قمة جامعة الدول العربية التي شارك فيها ممثل ترامب جيسون غرينبلات بعد أن تحدث ترامب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والعاهل السعودي الملك سلمان.

زيارة السيسي الآن ليس فقط كرئيس بل أيضا كمستشار يريد ترامب أن يسمع منه ليس فقط النصائح والتقييمات، ولكن أيضا المبادرات الممكنة لدفع “الصفقة التاريخية” بين إسرائيل والفلسطينيين. هل ترغب الدول العربية، ولا سيما السعودية ومصر، في وضع إطار سلام جديد يتضمن بعض المستوطنات وأجزاء من القدس الشرقية في إسرائيل؟ هل توافق مصر على تعزيز علاقاتها مع إسرائيل؟ ما هو دور مصر في حل مشكلة غزة؟

هذه ليست سوى بعض من القضايا الساخنة التي يود  ترامب سماع رأي مصر بها، وسوف لن يفاجئ السيسي بها. حيث كان كبار المسؤولين الأمريكيين قد أرسلوا مثل هذه القائمة من الموضوعات إلى القاهرة، وطلبوا من السيسي أن يأتي مستعد ليس فقط للاستماع ولكن مع اقتراحات عملية. على سبيل المثال، هل سيكون مستعدا لعقد قمة مشتركة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؟ هل من الممكن عقد قمة مع نتنياهو وعباس والملك عبد الله؟ إذا كان ترامب ينفذ حكمه الذهبي، حيث يطلب من أي شخص يحصل على المال الأمريكي أن يدفع ثمنه بالعملة الدبلوماسية، فإن السيسي سيكون مستعدا للدفع، ولكن معظم العمل بالنسبة لمصر ستبدأ بعد الزيارة، عندها سيكون السيسي مطالبا بالضغط على عباس وتشديد التطبيع العربي مع إسرائيل.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023