انهالت ردود أفعال تيارات الإسلام السياسي والأحزاب الرسمية على التفجيرين اللذين شهدتهما كنيستا مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية صباح اليوم الأحد، بالتزامن مع احتفالات الأقباط بعيد “أحد السعف”، مطالبين النظام بسرعة الكشف عن الجناة ومحاسبتهم.
وضرب الانفجار الأول كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية (شمال البلاد)، وأسفر عن مقتل 25 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 70 آخرين. ولم يُعرف على الفور سبب الانفجار؛ لكن محافظ الغربية قال في تصريح لمحطة تلفزيون رسمية إنه “إما قنبلة أو انتحاري فجّر نفسه”.
وذكرت وزارة الداخلية أن الانفجار الآخر استهدف الكنيسة المرقسية بمنطقة محطة الرمل، وتزامن مع تواجد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، داخل الكنيسة للصلاة. وقالت “الصحة” إن الانفجار أودى بحياة 11 شخصًا؛ بينهم ثلاثة شرطيين، وإصابة 35 مواطنًا.
جماعة الإخوان المسلمين
أدانت جماعة الإخوان المسلمين التفجيرين، وقالت في بيانين منفصلين، صدر أحدهما من المكتب العام والآخر من المتحدث الإعلامي للجماعة على صفحتيهما عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إنها تدين التفجيرين اللذين طالا الكنيستين “وكذلك عمليات قتلٍ لستةٍ من المُختفين قسريًا خلال اليومين الماضيين، وتُحمّل الجماعةُ السيسي وأجهزته المسؤولية الكاملة عن بُحور الدّماء التي أغرقتْ مصر؛ سواءً بالتصفية الجسدية عمدًا للمُختفين قسريًا أو التفجير عمدًا أو تسهيلًا أو تقصيرًا”.
وطالبت الجماعة المجتمعَ المدني ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرُّك الجادّ للكشف عن مصائر المختفين قسريًا حتى لا يكونوا كبش فداء لمُجرمين أصليّين تُخفيهم أو تتغافل عنهم؛ ومن ثَمَّ تُحمّلهم جرائم لم يرتكبوها، حسب البيان.
وتابعت: “ويُؤكّد الإخوان المسلمون، أنّ كل دمٍ مصري حرام أُرِيق هو في رقبة النظام”.
وقال أحمد عاصم، المتحدث الإعلامي للجماعة، إن ما جرى اليوم من تفجيرات داخل كنيستي مارجرجس بمدينة طنطا والمرقسية بالإسكندرية، راح ضحيتهما العشرات، يؤكد أن الأنظمة (الفاشية) تتخذ منهاجًا موحدًا في طريق صراعها نحو البقاء الجبري، بصناعة عدوٍّ وهمي اسمه الإرهاب؛ لتغطي على فشلها وعجزها، وتستجلب به تعاطف البسطاء معها، وما حادث تفجير كنيسة القدّيسين في عهد المخلوع مبارك ببعيد، حسب زعمه.
ومضى بالقول إن “جماعة الإخوان المسلمين إذ تُدين الحادث الأليم تعلن براءتها إلى الله من كل دم بريء يراق، أيًّا كان فاعله؛ فحرمة الدم في الإسلام لا تضاهيها حرمة، ولا يزال المسلم بخير ما لم يصب دمًا حرامًا”.
حزب النور
كما استنكر حزب النور التفجيرين، قائلًا إن هذا الاعتداء لا يستهدف الكنيسة فقط؛ لكنه يستهدف استقرار الوطن وتماسكه ويحاول العبث بمصيره ومستقبله وإيقاع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
وأشار بيان صادر عن الحزب إلى أن هذه الحوادث الإجرامية يرتكبها أناسٌ لا يعرفون معنىً لحرمة الدماء المعصومة ولا سلامة الأوطان واستقرارها، متقدمًا بالتعازي لأهالي الضحايا، متمنيًا للمصابين سرعة الشفاء.
مصر القوية
أما حزب “مصر القوية” فقال إن التفجير يستهدف أمن مصر والمصريين جميعًا، وإن أي فكر منحرف لن يستطيع التفرقة بينهم.
وطالب الحزب فى بيان بسرعة الكشف عن الجناة والإفصاح عن ملابسات الحادث، كما طالب بمحاسبة كل من ساهم في هذا الحادث ولو بالتقصير من المسؤولين عن أمن الكنيسة.
حزب الوسط
ونشر حزب الوسط، برئاسة أبو العلا ماضي، بيانًا عبر صفحة الحزب الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قال فيه: “تلقينا منذ ساعات قليلة نبأ تفجير كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا بدلتا مصر، بالصدمة والحزن والغضب، الذي راح ضحيته حتى كتابة هذه السطور أكثر من 25 قتيلًا وعشرات المصابين من أهلنا المصريين المسيحيين، الذين يحتفلون اليوم بأحد أيام أعيادهم”.
وتابع البيان: “ما حدث هو حادث إرهابي إجرامي، لا نملك إزاءه إلا التعبير عن الغضب والحزن والإدانة”، مطالبًا سلطات التحقيق بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة.
البناء والتنمية
وأدان حزب “البناء والتنمية”، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، التفجيرين واعتبرهما “جريمة تتنافى مع قيم الإسلام والإنسانية”، مشيرًا إلى أن التفجير والقتل من أي جهة وأيًّا كان المسؤول عنه لن يؤدي إلا لتمزيق المجتمع وإشاعة الفوضى وإلحاق الدمار بالبلاد والعباد.
وأضاف الحزب في بيان رسمي أن “بلادنا لن تعيش في أمان وسلام إلا باجتماع كل أطيافها وأبنائها على مبدأ التعايش والتراحم، وإحلال العدالة والمساواة”، متابعًا: “نؤكد مرة أخرى أن الاعتداء على الأرواح في أي مكان وتحت أي مسمى جريمة لا يقرّها الإسلام، ولا بد أن ينال صاحبها العقاب وأن يحاسب كل مقصر في حفظ الأمن والسلام”.
حزب المؤتمر
وقال حزب المؤتمر في بيان أصدره اليوم، برئاسة الربّان عمر المختار صميدة، إن مصر قيادة وحكومة وشعبًا “تدين الإرهاب الأسود الذي لا يفرّق بين مسلم وقبطي؛ بل يستهدف وحدة المصريين جميعًا، في محاولة منه لزعزعة الاستقرار؛ ولكن الشعب المصري بصموده وإرادته الصلبة سيقف ضد هذه المخططات التي نرفضها وندينها جميعًا”.
وقال الحزب إن مثل هذه الحوادث ستزيد مصر كلها قوة وصلابة في مواجهة الإرهاب، مطالبًا مجلس النواب سرعة إصدار تعديلات قانون الإجراءات الجنائية لردع الإرهاب والإرهابيين وجميع الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
حزب التجمع
وفي السياق، قال حزب التجمع في بيان له: “مرة أخرى يستهدف الإرهاب المتأسلم الإخوة الأقباط في واحد من أعيادهم وتكون مذبحة جديدة في كنيسة مارجرجس بطنطا وتراق دماء عزيزة ذهبت إلى الكنيسة لتتعبد وتصلي؛ فإذا بالإرهاب المتوحش يختطف حياتها ويحيل احتفالات ملايين الأقباط إلى مأتم”.
وأكمل البيان أن “الإرهاب المتأسلم يختار أيام الأعياد القبطية ليحيل حياة المصريين أحزانًا؛ فهل نتعظ نحن ونضاعف احتياطاتنا في هذه الأيام، وألف ألف مرة نؤكد: الإرهاب يبدأ فكرًا فمتى تتعظ الحكومة”.
وتابع: “حزب التجمع إذ يطالب بإجراءات حاسمة أمام الأفاعي السلفية، التي تتركها الحكومة لتسعى بالشر والقتل والخراب، فإنه يقدم خالص العزاء لقداسة البابا تواضروس وللكنيسة القبطية ولعائلات الشهداء ولكل المصريين”.
مستقبل وطن
من جانبه، قال النائب المهندس أشرف رشاد عبدالحميد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب “مستقبل وطن”، إن هذه العمليات تهدف إلى إثارة الفتن والقلاقل داخل المجتمع وتعكير أجواء احتفالاتهم بعيد السعف، بالإضافة إلى التشويش على حجم النجاحات التي حققتها زيارة السيسي الأخيرة لأميركا، مؤكدًا أن نسيج الوطن وحدته لن يهتزا وسيظلان قويين وراسخين أمد الدهر؛ لأن الجميع يدرك حجم المؤامرة ويعلمها.
وطالب، في بيان للحزب، الأجهزة الأمنية “بسرعة كشف جميع الحقائق حول الحادث وتعقب الجناة في أسرع وقت ممكن، وضرورة تنفيذ العدالة الناجزة ضد هؤلاء المجرمين ليكونوا عبرة لغيرهم”، موضحًا أن “يد الإرهاب لا تفرق بين مسلم ومسيحي، والجميع يشاهد ما يعانيه العالم من ويلاته؛ ما يستدعي تشديد القبضة الأمنية والوصول لآليات دولية قوية ومحددة لمواجهته”.
حزب المحافظين
قال حزب المحافظين، برئاسة المهندس أكمل قرطام، إن مثل هذه العمليات الإرهابية تهدف إلى زعزعة أمن الوطن واستقراره؛ إلا أن تكاتف جموع الشعب المصري سيفوت الفرصة على الفئة الباغية التي تسعى إلى تفتيت نسيج الوطن، مشيرًا إلى أن الهدف ليس إحداث فتنة طائفية بقدر ضرب العمق المصري.
وتابع الحزب أن “الفئة الضالة أرادت إحراج مصر دوليًا من خلال تفجير الكنسية، بالتزامن مع زيارة بابا الفاتيكان المرتقبة لمصر آخر الشهر الجاري والاحتفال بأحد السعف، مشيرًا إلى أن دماء شهدائنا ترسم خريطة المستقبل.