شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فورين بوليسي: الأردن فعل في قرارات ترامب ما لم تفعله الصين ومصر

فورين بوليسي: الأردن فعل في قرارات ترامب ما لم تفعله الصين ومصر
على ما يبدو للملك عبدالله الثاني دورا كبيرا فيما يخص قرارات ترامب في الشرق الأوسط حتى وقتنا هذا، فقد ظهر له تأثيرا ملحوظا فيما يخص قضيتين مهمتين؛ الأولى هي استهداف الجيش السوري الأخير

للملك عبدالله الثاني دور كبير، على ما يبدو، فيما يخص قرارات ترامب في الشرق الأوسط حتى وقتنا هذا؛  فقد ظهر له تأثير ملحوظ فيما يخص قضيتين مهمتين: الأولى استهداف الجيش السوري الأخير، والأخرى تخص تصريحات إدارة ترامب المتغيرة حول سياسات الاستيطان في “إسرائيل”.

وفي حين يشعر كثير من الخبراء المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط بالارتياح لوجود خبرات تستمر لفترة كبيرة في المنطقة، ذات مبادئ ليبرالية متفتحة لدرجة ما، وتتحكم في القرارات المتعلقة بسياسات المنطقة؛ يثير نفوذ الملك عبدالله الواضح بعض المخاوف جراء سياسات ترامب غير المتزنة.

تحمّل الأردن لأعوام طويلة حملًا ثقيلًا نتيجة الحرب السورية الدائرة؛ حيث تبنى الملك عبدالله موقفًا مساندًا للاجئين السوريين، عكس ترامب؛ ليرحب بأكثر من 1.2 مليون سوري في أراضيه. وتشير الإحصائيات إلى أن من بين كل ثلاثة أفراد يعيشون في الأردن يوجد لاجئ من مختلف الجنسيات، بينما يمثل اللاجئون السوريون أكثر من 13% من إجمالي التعداد السكاني الأردني (نسبة تمثل 0.005% من الشعب الأميركي).

فبعد أن تزايدت أعداد داعش في المنطقة فرّ عديد من السوريين إلى الحدود الأردنية؛ ليصل عددهم إلى 30 ألف لاجئ في عام 2012م، بينما وصل في عام 2013م إلى 110 آلاف لاجئ سوري؛ وهو ما لا يقارن بأعداد اللاجئين غير المدرجين في السجلات الرسمية.

وبالطبع تأزم الاقتصاد الأردني بالتوازي في بلد صغير يزداد اعتماده على الدين العام والمساعدات الدولية لتغطية العجز. هذا وقد تسبب ارتفاع أسعار الوقود وزيادة معدلات البطالة في تفاقم صعوبة الحياة اليومية في الأردن، بينما أشار الإقبال الضعيف على الانتخابات الرئاسية الماضية إلى خيبة أمل الشعب الأردني في العملية الانتخابية وشعورٍ بعدم رضا عن أداء الملك عبدالله، المهتم بتطوير الأحزاب السياسية، إلى جانب إعلان الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن الهجمات جنوب البلاد انتقامًا من الملك بسبب مساندته للضربات الجوية للتحالف القائم ضد الدولة الإسلامية في سوريا.

إلا أن المجتمع الدولي لا يزال سعيدًا بالموقف الأردني. فعلى الرغم من اتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملك عبدالله على عديد من النقاط، أهمها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد؛ فإن السلطات السيادية الأردنية فشلت في استمالة الدولة العميقة الأميركية ضد التدخل العسكري في الشرق الأوسط. وعندما وصل ترامب إلى البيت الأبيض وبدا غير مهتم بالفوارق الموضوعة في سياسات الشرق الأوسط، أصبح الوضع الراهن في الأردن غير مهم؛ إلا أن إعلان البيت الأبيض اقتراح بناء مستوطنات جديدة على الضفة الغربية لتتحول إلى عثرة جديدة في طريق عملية السلام اُعتُبر خروجًا واضحًا عن موقف ترامب الموالي لنتنياهو؛ ما أذهل حلفاءه ومعارضيه.

وفي السياق، تنبه محللو الشرق الأوسط إلى دور الملك عبدالله في تشكيل هذا التصريح؛ فترامب يعلي من شأن كلمة جلالته، عكس موقف ترامب من الحكومة الفلسطينية؛ وبذلك يستطيع الملك عبدالله تكوين سياسات ترامب تجاه الشرق الأوسط.

وذهب الملك عبدالله والملكة رانيا في زيارة رسمية إلى واشنطن قبل زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى العاصمة الأميركية، ومن قبله عبدالفتاح السيسي، ولم يكتف بذلك فقط؛ حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبجواره الملك عبدالله، شنّ القوات الجوية الأميركية لضربات على القواعد الجوية لنظام بشار الأسد السوري بسبب استخدامه للأسلحة الكيماوية، بعد أن كان يؤيده؛ ليعكس بذلك من موقفه تجاه السلطات السورية، رافضًا لمثل هذه الأفعال الوحشية في موقف شجاع معادٍ للموقف الروسي أيضًا.

استماع ترامب للملك عبدالله سلاح ذو حدين؛ فهو يستخدم نفوذه في أميركا لإنقاذ مملكته، فتكون بذلك مصالح استراتيجية إن لم تكن واجبًا أخلاقيًا بالنسبة إلى أميركا وحلفائها؛ إلا أن هذه الضربات الجوية لا تخدم سوى القليل لتحسين آفاق المعيشة الأردنية ونمو اقتصادها.

لعل أكثرها تنبيهًا هو ما تقترحه ديناميكية علاقة ترامب والملك عبدالله، التي توحي بدرجة من القابلية يلاحظها عدد أقل من القادة. وعلى الرغم من أن القائد العام قد يكون أقل مرونة في تعامله مع بوتين أو تشي، سينجح في الحفاظ على كروته الخاصة على مقربة منه؛ وإلا سيتلاعب به الملك!

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023