أعلن الرئيس السوداني عمر البشير عن اتفاق شراكة استراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي. جاء ذلك في ختام زيارة وصفتها الخارجية السودانية بالناجحة قام بها الرئيس السوداني إلى الكويت والبحرين.
وشرح وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور مضمون الاتفاق قائلًا إنه يشبه ذلك الذي وقعه الخليجيون مع الأردن والمغرب قبل سنوات.
تطور العلاقات
كما صرّح الناطق باسم الخارجية السودانية قريب الله خضر بأن الاتفاق الذي سيوقع قريبًا تتويجٌ لقناعة الطرفين بأن مواردهما وقدراتهما يمكن أن تحقق أكبر قدر من المصالح.
وأضاف أن السودان طوّر علاقات ثنائية مع كل دول الخليج في مجال استثمار الثروة الزراعية الضخمة، ولكن هذه العلاقات لم تكن تلبي الطموحات؛ فجرى تداول أفكار حول تطوير هذه العلاقة لتصبح استراتيجية.
حلف أمني
من ناحيته، قال الباحث السعودي في العلاقات الدولية بجامعة إكستر البريطانية هشام الغنام إن العلاقات العربية تاريخيًا شابتها المعادلة الصفرية التي تعتبر كل مكسب لدولة خسارة لأخرى؛ الأمر الذي لن يتكرر مع السودان.
ومضى في تصريحات تلفزيونية يقول إن ثمة توجهًا خليجيًا لإنشاء حلف عربي على أساس الأمن القومي الصلب والمصالح المستمرة، مشيرًا إلى أن السودان دولة محورية في أمن باب المندب والقرن الإفريقي وعموم البحر الأحمر، وأن “تضحيات السودان في التحالف العربي” لدعم الشرعية باليمن “لا يمكن أن تنسى”.
وقال: الأمن والسياسة هما أساس هذه العلاقة الاستراتيجية، معتبرًا السودان جزءًا مهمًا في التكامل السني في مواجهة المحور الصيني و”مصاحبًا للسياسة الاندفاعية الأميركية في العالم كله”، على حد قوله.
الأمن لا يسبق الاقتصاد
لكن خضر يؤكد بدوره أن الأمن على أهميته لا يسبق الاقتصاد، مشيرًا إلى أن العلاقة بين السودان طرفًا ودول الخليج طرفًا آخر ستشهد إطارًا جديدًا غير مسبوق في مجالات الثقافة والاقتصاد والرياضة والأمن.
وأشار المسؤول السوداني إلى إسهامات دول الخليج، وفي المقدمة السعودية والإمارات، في الانفراجة التي شهدتها العلاقات بين السودان وبعض الدول، خاصة الولايات المتحدة، وكذلك الإسهام الخليجي في دعم الموقف الأفريقي المساند للسودان في قضية المحكمة الجنائية.