تصاعدتْ في الفترة الأخيرة تهديدات القوى العظمى في العالم بشنّ حروب نووية. ولا يبدو أن إلقاء القنابل الكبرى أمر كافٍ، وتناسى هؤلاء القادة الكارثة العظمى التي يمكن أن يسببها استخدام مثل هذه الأسلحة.
ونشرت صحيفة الجارديان تحليلًا للكاتب بول مايسون تحدّث خلاله عما حدث في هيروشيما وتأثير القنبلة النووية التي أطلقت هناك؛ كصرخة أخرى لتذكير الجميع بما تعنيه “الحرب النووية” .
وإلى نص المقال:
خلال الأسبوع الماضي أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما تسمى “أم القنابل”، أكبر قنبلة غير نووية، على مناطق تتمركز فيها قوات داعش بأفغانستان، وخرج بعدها الإعلام الروسي ليذكّر الجميع أنهم يملكون “أبا القنابل”، الذي يساوي تأثيره أضعاف القنبلة الأميركية. ولكن، عند الحديث عن القنابل النووية يبدو كل ما سبق وكأنه لا شيء، ومع تزايد الأقاويل عن احتمالية بدء حرب واستخدام قنابل نووية يجب أن نعرف ما هي الأسلحة النووية وتأثيرها.
وبالعودة إلى الوراء يجب أن نعلم أن القنبلة النووية التي تم إطلاقها نحو هيروشيما كان وزنها ما يقرب من 15 كيلو طن، وتسببت في تدمير كل شيء في نطاق 200 ياردة، وحرقت كل من كان في نطاق 2 كيلومتر، واحتوى رأس القنبلة على صاروخ ثلاثي يحمل حوالي 455 كيلو طن من المواد المتفجرة، وأصاب بالحروق كل من كان في مدينة بورتشيد وحتى كينشام، وانتشرت الإشعاعات على طول قناة بريستول؛ وتسبب هذا السيناريو في مقتل 169 ألف شخص على الفور، واحتاج ما يقرب من 180 ألف شخص إلى علاج فوري؛ ولكن لعدم توافر سوى 101 ألف سرير في المنظمة التابعة للخدمات الصحية الوطنية البريطانية كان المشهد كارثيًا.
والآن تقع معظم الأسلحة النووية في أيدي زعماء يفكرون في استخدامها؛ منهم كين جونج أون، وكذلك بوتين؛ حيث أعلن ترامب وبوتين في 22 ديسمبر الماضي أنهما سيوسعان من ترسانتهما النووية وتحديث تكنولوجيتهما.
وبدأت القوات الأميركية في إرسال قوات حاملة الطائرات في اتجاه كوريا الشمالية لتهديد نظام الرئيس الكوري، وما نعلمه حتى الآن أن الرئيس الأميركي مهووس بالأسلحة النووية منذ الثمانينيات، ويرفض أخذ نصائح من القادة العسكريين.
وينبغي أن يحظى هذا الهوس والحديث عن الحرب النووية بأكبر اهتمام إعلامي ويقلق السياسيين الديمقراطيين المحبين للسلام.
ولا يعني ذلك أننا سنشهد حربًا نووية قريبًا؛ حيث يوجد حاليًا سيناريوهان يمكن أن يحدثا: أولهما أن يصبح العالم محظوظًا وتستطيع الصين إقناع كوريا الشمالية بعدم بدء استفزازات ضد أميركا، والآخر استخدام كوريا لأسلحتها النووية.
وبسبب حجم الدمار الذي يمكن أن تسببه الحرب النووية، تميل الطبيعة البشرية إلى القلق بشأن القضايا الصغيرة؛ بسبب أن المشاكل الكبرى لا يمكن تحملها.
وكان يجب على بريطانيا أن تتدخل في هذه الأزمة وتعلن عدة أشياء؛ أهمها تأكيد التزامها بعدم استخدام أسلحة نووية، وتأكيد محاولتهم للضغط الاقتصادي والدبلوماسي على كوريا الشمالية للالتزام، وتأكيدهم أيضًا استخدام نفوذهم الدبلوماسي المستقل لتعزيز نزع السلاح وعدم انتشاره.
ولذا؛ يقع على عاتق القوى التي تملك أسلحة نووية أن تفعل ذلك، ومنهم بريطانيا؛ ولكن بدلًا من ذلك لم تُبدِ أي رد فعل، في الوقت الذي يلوح فيه ترامب بالتصعيد العسكري.
المصدر