شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كيف يمكن لأميركا منع نشوب حرب مع إيران؟

كيف يمكن لأميركا منع نشوب حرب مع إيران؟
وقال أمير بصيري، الناشط في مجال حقوق الإنسان الإيراني، إن المؤيدين للتقارب يرون أن موقف أميركا القوي ضد طهران سيؤدي في النهاية إلى بدء صراع عسكري بين الجانبين، وهو ما لا تريده أميركا؛ ويقترحون أن تستمر الإدارة الحالية في نهج

يرى داعمون لتقارب العلاقات الأميركية الإيرانية أن الرئيس دونالد ترامب سيتسبب في دخول بلاده في حرب مع طهران بسبب موقفه القوي.

وظهرت هذه الموجة من الفزع مع نشوب حرب بعد قرارات إدارة ترامب بفرض عقوبات جديدة ضد طهران بسبب تجارب الصواريخ، بالإضافة إلى رغبة أميركا في تصنيف الحرس الثوري الإيراني “منظمة إرهابية”.

وقال أمير بصيري، الناشط في مجال حقوق الإنسان الإيراني، إن المؤيدين للتقارب يرون أن موقف أميركا القوي ضد طهران سيؤدي في النهاية إلى بدء صراع عسكري بين الجانبين، وهو ما لا تريده أميركا؛ ويقترحون أن تستمر الإدارة الحالية في نهج الإدارة السابقة، وهو أن تحاول إرضاء النظام الإيراني لتجنب غضبهم.

وأضاف بصيري في مقال بموقع “فوربس” أنه لا يوجد أساس لهذه المخاوف، موضحًا أن الحقائق تثبت أن التقارب مع إيران تسبب في دخول منطقة الشرق الأوسط في مزيد من الفوضي.

وشدد على أن الموقف القوي تجاه إيران هو الحل الوحيد لإبعاد أميركا عن حافة الحرب مع نظام يرعى الإرهاب.

ويقول معسكر المؤيدين للتقارب إنه إذا غيرت أميركا من سياستها تجاه إيران فإن طهران ستتخلى عن الاتفاق النووي الذي تم في 2015، معربين عن قلقهم من أن استمرار ترامب في نهجه الحالي سيؤدي إلى وقف إيران لدعمها لقتال داعش، وستستهدف الجنود الأميركين في العراق وسوريا.

وقال بصيري إن خطة العمل المشتركة الشاملة المعروفة بـ”الميثاق النووي” تعتبر معيبة؛ حيث تعفي إيران من العقوبات المشددة وتضفي شرعية على برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وتعطي الحرس الثوري الإيراني مليارات الدولارات لإنفاقها على صفقات الأسلحة، كما أنها تمثل خطرًا على الشرق الأوسط؛ حيث يمكن أن تتسبب في بدء سباق تسلح نووي في المنطقة.

وأوضح بصيري أن ترامب كان محقًا في اعتباره أن هذه الخطة كارثة وأسوأ اتفاقية تمت؛ ولذا يجب على إدارته الآن أن تفعل أي شيء لمنع إيران من استغلال الثغرات الموجودة بها.

وأشار بصيري إلى أنه من المتوقع أن تختبر إيران حدود الاتفاقية، موضحًا أنه على الرغم من تصريحات مسؤوليها؛ إلا أن إيران لن تتراجع عن هذه الاتفاقية، بسبب المنافع التي خرجت بها بفضلها.

ومن ناحية أخرى، قال بصيري إن تمثيل المليشيات المدعومة من طهران تهديدًا على القوات الأميركية في الشرق الأوسط يرجع جزء منه إلى قرار أوباما بتركها تستمر في تحقيق أطماعها الإقليمية من أجل إبقاء مسؤوليها على طاولة المفاوضات النووية، موضحًا أنه بسبب غياب الردود الدولية تمكنت إيران من زعزعة استقرار المنطقة؛ من خلال زيادة تدخلاتها في سوريا والعراق، ما أتاح لداعش فرصة للظهور واحتلال أجزاء كبيرة في الدولتين؛ ولذا استغلت إيران الحرب ضد داعش وسياسة أوباما في الشرق الأوسط لتقوية مليشياتها في الدولتين.

وأكد بصيري أنه لا يجب التوقع أن توفق إيران بين مصالحها الإقليمية ومصالح أميركا؛ لأن ذلك سيؤدي إلى كارثة، بجانب أنه لا يجب التحالف معها في قتال داعش.

وأوضح أن إنهاء تأثير تدخل إيران في المنطقة سيؤدي إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، مؤكدًا أنها أزمة سيتعامل معها المجتمع الدولي عاجلًا أم آجلًا.

وفي السياق، قال بصيري إن إيران لا تتراجع بالسياسة التي اتبعها أوباما. وفي مثال على ذلك، أوضح أن إيران أوقفت برنامجها النووي عام 2003 عندما شعرت بالتهديد الوشيك من قبل المجتمع الدولي، وما جلب إيران إلى طاولة المفاوضات في 2013 بشأن أزمة البرنامج النووي هو العقوبات وليس تغيير السياسة.

وشدد بصيري على أن المسؤولين في طهران توقفوا عن تحركاتهم الاستفزازية بسبب ميل الرئيس الأميركي الحالي لاتباع نهج تجاه إيران يختلف عن نهج أوباما؛ حيث ألغوا إطلاق الصواريخ وأوقفوا التهديدات ضد سفن البحرية الأميركية في الخليج الفارسي.

وأشار بصيري إلى أن ذلك يوضح أن الموقف القوي يمكنه أن يجبر طهران على التراجع عن مواقفها، واعتقد خبراء وناقدون أنه توجد بعض التدابير العملية لتحقيق هذا الهدف.

ووفقاً لمايكل سينج، من معهد واشنطن، يجب على أميركا تبني سياسة ردع تجاه إيران لإثنائها عن تحدي المصالح الأميركية ومصالح حلفائها؛ وفرض عقوبات قوية إذا فعلت ذلك.

وشرح سينج في منشور له أنه يجب على أميركا علاج أخطاء اتفاقية العمل المشتركة الشاملة بدلًا من إعطاء تنازلات لإيران، بجانب إحباط جهوداتها في المنطقة ومساعدة حلفاء أميركا في المناطق للتعامل مع التهديدات التي تشكلها.

ومن ناحية أخرى، قال الخبير في الشأن الإيراني مارك دوبوويتز ومستشار العلاقات الخارجية في صحيفة “فورين أفيرز” راي تاكيه إن إدارة ترامب لن تستطيع إعادة الاستقرار للشرق الأوسط دون إضعاف الحرس الثوري، الذي اعتبراه أداة طهران للقمع الداخلي والإرهاب الخارجي، موضحين أنه يجب تصنيفه منظمة إرهابية.

وأوضحا أنه يجب على أميركا استهداف الإمبراطورية المالية للمنظمة وإبراز المخاطر للشركات الأوروبية والآسيوية التي ترغب في بدء أعمال تصل إلى ميارات الدولارات مع أحد القطاعات التي تتحكم فيها المنظمة.

وقالت مريم راجافي، رئيسة المجلس القومي للمقاومة في إيران، في لقائها مع شبكة فوكس نيوز، إن الشعب الإيراني سيرحب بتصنيف الحرس منظمة إرهابية؛ حيث كان مسؤولًا عن إعدام آلاف من المسجونين السياسيين بجانب ضلوعه في تعذيب آخرين، مضيفة أنهم تورطوا أيضًا في تدريب الإرهابيين ودعمهم والاشتراك في أفعال إرهابية خارج طهران.

وأضافت أنه حان الوقت لوجود سياسة ثابتة تجاه إيران، مؤكدة أن سياسة التقارب كانت فاشلة وتسببت في إيذاء الشعب الإيراني، وكذلك السلام والأمن العالميين.

وقال بصيري إن الدرس الذي يجب أن نتعلمه من خلال أربعة عقود من التعامل مع النظام الإيراني أن الموقف القوي تجاه إيران سيمنع الحرب، بينما ستؤدي التنازلات إلى بدئها لا محالة.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023