شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مهاجمة الإعلام المصري للشعوب العربية .. توظيف سيئ ومؤامرة على تاريخه

مهاجمة الإعلام المصري للشعوب العربية .. توظيف سيئ ومؤامرة على تاريخه
صارت حملات الإعلام المصري على الدول العربية الشقيقة وشعوبها مجال انتقاد واسعًا من قبل كثير من الإعلاميين، حتى من مصريين؛ حيث تم شن حملة مؤخرًا على السودان الشقيق وشعبه بطريقة هستيرية أثّرت بشكل كبير على العلاقة بين البلدين،

صارت حملات الإعلام المصري على الدول العربية الشقيقة وشعوبها مجال انتقاد واسعًا من قبل كثير من الإعلاميين، حتى من مصريين؛ حيث تم شن حملة مؤخرًا على السودان الشقيق وشعبه بطريقة هستيرية أثّرت بشكل كبير على العلاقة بين البلدين، وكانت مثار انتقاد مسؤولين سودانيين، وهو الأمر نفسه مع السعودية من قبل، وكذلك قطر؛ في حملات توظيف للإعلام المصري تسيء إلى تاريخه الذي كان دائمًا داعيًا إلى الوحدة العربية وداعمها.

ويعد ذلك تطورًا مقلقًا في عهد إعلام السيسي، وتم توظيفه وإطلاقه على كل من يعارضه ويختلف معه في الداخل أو الخارج؛ وهو ما يرفضه الغيورون على إعلام مصر وتاريخه المشرف.

رفض وانتقاد

في هذا السياق، قال الكاتب الصحفي قطب العربي، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة، إن “مشكلة الإعلام المصري الموالي للسلطة أنه حين يدخل معركة دفاعًا عن النظام ضد دولة أخرى فإنه لا يفرّق بين حكومتها وشعبها، وينزلق مباشرة إلى السخرية من الشعب؛ كما حدث مع السودان والسعودية وقطر وتركيا… إلخ”. 

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ”رصد”، أن السودانيين تأثّروا كثيرًا من سخرية إعلام السيسي منهم، ورغم أن كثيرين منهم يختلفون مع نظامهم الحاكم أيضًا؛ إلا أنهم لم يطيقوا سخرية بعض الإعلاميين المصريين منهم، ونادوا إلى مظاهرات ضد زيارة وزير الخارجية سامح شكري التي كان مقررًا لها قبل أسبوعين؛ لكن الوزير اضطر إلى تأجيلها بسبب هذه الدعوات، ثم أتمّها قبل عدة أيّام.

وأوضح: الحقيقة أن هذه الحملات التي لا تفرّق بين الشعوب والحكومات تُمثِّل طعنات متتالية للعلاقات الشعبية والروابط الأخوية التي تربط الشعوب العربية والإسلامية، وتزرع روح الكراهية والانتقام بينها وتقضي على أحلام الوحدة التي كان يفترض لهذا الإعلام أن يكون أكبر داعم لها.

تجاوز للأزمة

ومن جهته، قال السفير السوداني بالقاهرة عبدالمحمود عبدالحليم: “لدينا رصد كامل للذين يتطاولون على السودان وسمعته وكبريائه، ولا يمكن أن نلوم وزير الإعلام السوداني إن قال هذا أو ذاك. نحن سنتجاوز هذه الأزمة؛ لأن مصيرنا واحد، وأحلامنا وطموحاتنا واحدة”.

واتهم، في تصريحات إعلامية بفضائية “النهار المصرية”، الإعلام المصري بشن حملة ممنهجة على السودان؛ ما صنع جوًّا محبطًا للعلاقات بين البلدين، امتد إلى جمهور “السوشيال ميديا” الذي سخر من التاريخ السوداني، وفق قوله.

موقف دبلوماسي

وكشف عبدالمحمود أن بعض نواب البرلمان المصري تحدّثوا سلبًا ضد السودان وطالبوا رئيسه عمر البشير بالذهاب إلى مصحّة عقلية، مضيفًا أن هناك مُحافِظًا مصريًا ادّعى أيضًا أن السودان “أرض الكوليرا”.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام المصرية تناولت خبر زيارة الشيخة موزة إلى السودان وزيارتها للأهرامات هناك بشكل تضمّن إهانة لتاريخ السودان، مؤكدًا أن “تاريخ مصر والسودان ومصيرهما مشترك” و”السودان حر، ويدعو إلى أرضه من يشاء”.

وشدَّد على أن “السوداني تهاجمه، لكن لا تحط من كرامته وخياراته؛ فهذا يثير أي سوداني، حتى المسؤولين”، داعيًا إعلام البلدين إلى توخِّي الحذر، وقال: “ما يعز مصر وينصرها ينصر السودان”.

بالريموت كنترول!

واستنكر الكاتب السعودي المعروف “صالح الفهيد” هجوم الإعلام المصري على السعودية قائلًا: “من اللافت أن أبواق السيسي عاودت الهجوم على السعودية بعد تصريحات عسيري عن عرض السيسي بإرسال 40 ألف مقاتل إلى اليمن، رغم تصحيح عسيري لتصريحه”.

وتابع: “وأنا على ثقة بأن هؤلاء من المقربين للسيسي، وهم لا يهاجمون السعودية بمبادرة شخصية منهم، وإنما بإيعاز من الريس المتذاكي!”، مضيفًا أن “السعودية حريصة على العلاقات مع مصر، وهي تتحمل في سبيل ذلك الكثير من الأذى؛ خصوصًا من الإعلام المصري البذيء!”.

وأردف: “هذه الحملات المسعورة التي يشنها الإعلام المصري فجأة ثم تختفي فجأة لا يختلف اثنان على أنها موجهة وتدار بالريموت كنترول”.

واختتم الكاتب السعودي بالقول: “قبيل الانتخابات التي فاز بها السيسي كنت في القاهرة لأكثر من شهر وشعرت بحماسة المصريين لانتخابه، اليوم أظنه فقد 90% من تأييد الشارع المصري”.

رصاصة في قلب مصر

ومنذ الساعات الأولى لتدشين مستخدمي “تويتر” بمصر هاشتاج “اعلامكم_رصاصه_في_قلب_مصر”، بدأ التفاعل معه ليظهر في نحو ثمانية آلاف تغريدة عند منتصف النهار.

وانتقد المستخدمون الإعلام المصري لأسباب كثيرة؛ منها تشكيل الهيئات الثلاث المشرفة على الإعلام المصري، وطالبوا بإعلام حرّ وغير منحاز؛ لعدم تضليل السكان، كما قالوا.

ووصف البعض وسائل الإعلام المصرية بأنها تعمل لصالح الحكومة ومنبر لآراء الرئيس المصري. وانتقد البعض الصحفيين في البلاد وطريقة عملهم ونقلهم للأخبار، ونشر آخرون صورًا لصحفيين ومقدمي برامج في مصر متهمينهم بـ”الخيانة”.

في المقابل، اعتبر مغردون أن وسائل الإعلام المصرية تشوّه صورة مؤسسات الدولة في البلاد، وأن هذه الوسائل ليست لسان حال المصريين كما ينبغي أن تكون. وتحدّث البعض خلال هذا الهاشتاج عن التوتر في العلاقات بين مصر والسودان، واعتبر آخرون أن التراشق الإعلامي أدى إلى توتر في العلاقات بين البلدين.

وشنّ الإعلام المصري حملات ضد السودان مؤخرًا أدت إلى تأزم العلاقات بين البلدين وتأجيل زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى الخرطوم لعدة أيام، قبل إتمامها مؤخرًا، كما حدث الشيء نفسه مع المملكة العربية السعودية في فترة سابقة، وأيضًا مع قطر؛ في ظاهرة باتت لافتة في الآونة الأخيرة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023