قالت صحيفة الجارديان إن انتشار الأخبار بشأن إطلاق الجيش المصري الرصاص على ثمانية محتجزين غير مسلحين في سيناء، منهم مراهق، ومحاولتهم التستر على هذا الحادث من خلال قولهم إن هؤلاء الأشخاص قُتلوا في تبادل إطلاق نار، يعد جرس إنذار للمهتمين بالديمقراطية في العالم العربي.
وقالت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري في ديسمبر الماضي إن “الجيش أغار على مقر للمليشيات وقتل ثمانية أشخاص واعتقل أربعة آخرين”.
وأضافت الصحيفة أن الفيديو الذي انتشر في الأيام الماضية يثير تساؤلات بشأن رواية الجيش؛ حيث إنه لا يظهر تبادل إطلاق نار، ولكنه يوضح القتل البارد للمسجونين. ففي إحدى اللحظات كان الجندي يطلق الرصاص على رجل في رأسه، وفي مشهد آخر اصطحب الجنود رجلًا موضوعة قماشة على عينيه وجعلوه يجلس على ركبتيه وأطلقوا الرصاص عليه عدة مرات.
وأوضحت الصحيفة أن الديكتاتورية العسكرية في القاهرة اعتبرت هذا الفيديو بروباجندا من معارضي السلطة، وهو ما كان متوقعًا، بالإضافة إلى عدم فتح تحقيق فيما حدث.
وتم تسريب الفيديو في اليوم الذي زار فيه وزير الخارجية الأميركي مصر والتقى بالسيسي، والذي يعتبر أكثر قائد ديكتاتور في الشرق الأوسط؛ حيث إنه مسؤول عن مقتل المئات من المصريين وسجن الآلاف، وانهار الاقتصاد في عهده.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلًا من أن يتعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره المصري كشخص منبوذ استضافه في البيت الأبيض بعد سنوات من توتر العلاقات في عهد أوباما.
وادّعى الإعلام المصري الموالي للسيسي أن حقوق الإنسان في مصر لم تعد أزمة. وعلى الرغم من أن مصر تعتبر ذات أولوية في حقوق الإنسان بالنسبة إلى بريطانيا؛ فإن وزير الخارجية البريطاني لم يركّز عليها عند زيارته إلى مصر في فبراير الماضي.
وقالت الصحيفة إن بريطانيا لا تتحمل اتخاذ مثل هذا الموقف؛ فالشركات البريطانية لديها مصالح مع مصر في مجال الغاز، مضيفة أن بريطانيا باعت أسلحة بما يقرب من 120 مليون دولار منذ الإطاحة بمرسي.
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من ضرورة التعامل مع الأنظمة من أجل المصالح الوطنية، فإنه من الخطأ إعطاء الوسائل لمثل هذه الأنظمة لتعذيب المدنيين والمعارضين السياسيين وقتلهم؛ ولذا فإن منظمة هيومن رايتس ووتش تعد محقّة في دعوتها للبرلمانيين في برلين لرفض اتفاقية أمنية مقترحة مع القاهرة، بسبب أنها قد تؤدي إلى ضلوع المسؤولين الألمان في انتهاكات حقوق إنسان.
وقالت “الجارديان” إن مصر لا تعد هامة فقط لمساحتها، ولكنها من ضمن القوى التي تشكّل العالم العربي، مؤكدة أن انتهاكات حقوق الإنسان تقوّض الجهود الأمنية في مصر.
ويجب أن يأخذ السيسي نصائح من نفسه؛ فعندما كان وزير الدفاع في عهد محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب بديمقراطية، شدد على ضباطه بضرورة اتخاذ خطوات حذرة في سيناء، وحذّر القوات من أنهم قد يتسببون في خلق عدو إذا حاصروا المدنيين أو فجّروهم، وحينها أكد أن الأمن لا يمكن فرضه بالمعارك.
وحذّر السيسي من إمكانية تطور الوضع في جنوب السودان؛ حيث تحوّلت الثورة الصغيرة إلى حركة استقلال مسلحة، ويعتبر هذا خطرًا حقيقيًا.
وقال خبراء إن هناك هجمة إرهابية تحدث يوميًا في سيناء، وتمكّن السيسي من تحويل ما بدأ منذ خمس سنوات كاضطرابات محلية طفيفة إلى تمرد جهادي.